دام برس:
هل ظنَّ رعاةُ الإبل والناعقون معهم مِن أشباه العرب أنفسَهم قادرين على تجويعِ شعبنا في سورية ! تبَّا لهم ! فما أوقحَهم ! ثم بُعداً لهم وسُحقاً ! وخسر وخابَ وذَلَّ سيِّدُهم راعي البقر !
قال تعالى فيهم : { فلا تُعجِبْك أموالُهم ولا أولادُهم إنَّما يُريد اللَّهُ ليُعَذِّبهم بها في الحياة الدنيا وتَزْهَقَ أنفسُهم وهم كافرون} سورة التوبة 55.
لا خطابَ منِّي لهؤلاء المفتونين المخمورين ... عبيد الدِّينار والدُّولار .
لكني أذكِّر كلَّ مواطن شريفٍ في شامنا بأن سورية ، بل حوران وحدها ، كانت تغذِّي وتُطعم الإمبراطورية الرُّومانية في أقصى الأرض .
وأقول أنَّ شامَنا الشريف كان يُطعِم فيُشبع الإمبراطورية التركية زهاء أربعة قرونٍ .
وسورية ذاتها هي التي كانت تمدُّ جيوش الأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى بالغذاء فكان شعبُنا يَجوع من أجل أن تأكل وتشبع عساكرُهم في الثُّغور والجبهات !
(كان أهلي وأقربائي وجيراني في حيِّ الميدان بدمشق من الذين عانوا من تلك المجاعات) .
أمَّا رعاة الإبل في الخليج فكانوا أيامَ قحطهم يسرحون بقطعانهم إلى مراعي الشام يبحثون عن الماء والكلأ بعد طول جوعٍ ، ومشيٍ ، وعطشٍ ، وشقاءٍ .
أمِثل هؤلاء الأقزام وأشباه الناس من المُترفين سيُجوِّعونا ؟
هيهات ... هيهات ...
قاتلهم اللَّه أنَّى يؤفكون .
لقد وصفهم النبيُّ محمد (ص) قبل أكثر من 14 قرناً بكل دقَّة وإعجاز بأنهم:
" الحفاة العُراة يتطاولون في البُنيان "
نعم ! نراهم اليوم ينفقون أموالهم على أجانب يشيدون لهم ناطحات السَّحابيضحكون بها عليهم ، ويهزؤون مِن تخلِّفهم وجهلهم ، وذلِّهم بين أيديهم ، ثم يرجعون بالمال الوفير إلى بلدانهم وراء البحار أغنياء فرحين مسرورين محبورين ، ويتركون أولئك الأشقياء في أزماتٍ لا يقدرون حتى على صيانة تلك الأبنية الفارغة الشاغرة .
رأيناهم مراراً وما فتئوا يتسابقون ويُهرعون إلى سوق النخَّاسين فيربطون أعناقهم بالحبال ويبحثون عن سيِّد يشتريهم ثم يدفعون هُم الثَّمن ، ثم يرقصون بين يديه !
قال نبيُّنا(ص) فيهم أيضاً:
" نَجْـدُ ، قرنُ الشيطان منها تَخرجُ الفتنة وإليها تَعود " .
فهنيئاً لشعبنا الأبيِّ في سورية لِغضب ... وسخط ... وعِداء ... تلك المخلوقات من
فصائل الطفيليات المؤذية خرجت على العالم على هيئة بشَر لا تعرف حضارةً ، ولا دساتير ولا قوانين ، وما زالت تلهو وترتَع وتتسابق على ظهور الجمال .
فيا لعار العرب إن كان هؤلاء الساقطين من العرب !
لقد حاصَرت العربُ النبيَّ محمد(ص) مع بني هاشم في شعب أبي طالب ثلاث سنوات فأكلوا جميعاً ورقَ الشجر ؟
وحوصِرت غزَّةُ اليوم ، وما زالت ترزح تحت حصار العرب في قطاعٍ عَرضُه 10 أميال ! حيث لا ماء ولا كلأ . فلا قرَّت أعينُ الجبناء . وسوف لن يفوز الأشرار . حتى بعدما تنازل رئيسُ السلطة عن قيادة جامعة السّوء إلى راعي الإبل ، إمعاناً منهما وأذىً في الغدر لسورية وفلسطين الجريحة .
فلو كان اغتنم ذاك الفلسطينيُّ تلك الفرصة الذهبيَّة النَّادرة التي لم يحلم بها أحد (أعني قيادة الجامعة) بدلاً من بيعها لراعي الإبل بدراهم معدودة ، فطرقَ بها أبوابَ العالم الأصمّ بوزنِ مَن بَقي مِن العرب - بالإسم على الأقل- لكان ربَّما حقَّق إحدى المعجزات ، أقول هذا لكل مَن أراد تنبيهَ وتعليمَ الأجيال ، عسى أن يَستيقظ بعضُ النِّيام .
تلك أعزِّائي سُـنَّة اللَّه في الخَلق ، ليَميز الخبيث من الطيِّب ، ولِيعلمَ مَن شَكَرَ النِّعمةَ ومَن كََفرَ .
وأرجو أن لا يخاطِبني أحدٌ في وعَّاظ السَّلاطين مِن المُتخَومين المَفتونين !
النَّاهين عن السِّلم والمعروف ، الآمِرين بالمُنكر والقتل والتمثيل والتشريد ، فبُطونُهم الأثمةُ تأكلُ ناراً وسيصلون سعيراً .
سورية بخير وستكون بألف خير .
الرأي السورية
د. محمد ياسين حمودة
باحث في التراث العربي والإسلامي
yaisnh@total.net
2014-12-09 16:44:12 | سوريا بلد العزّ والخير والدكتور حمودة مثال إبن سوريا البار |
الله الله ما أروع وفائك وإخلاصك لسوريا الأم عزيزي دكتور حمودة!.. وما أروع كلماتك هنا : ! فما أوقحَهم ! ثم بُعداً لهم وسُحقاً ! وخسر وخابَ وذَلَّ سيِّدُهم راعي البقر ! دام قلمك ودام نبض العروبة الأصيلة وبوركتَ عزيزي كاتباً ناصرا ولسوريا حافظاً . وسوريا الله حاميها | |
نوال / ألمانيا |
2014-12-09 16:11:17 | شكراً عزيزي سوري مغترب |
الذين وصفتُهم هنا مخلوقات لا يفهمون من الحياة إلا الغرائز ... لكن المحزن رؤية سوريين انقلبوا ثورجيين وعملاء لهؤلاء ... فانظر في كلمتي على الرابط مع شكري لناشريه : http://www.dampress.net/?pageshow_det&category_id48&id25802 | |
د. محمد ياسين حمودة |
2014-12-08 19:28:43 | شكرا واحدة لا |
لا تكفي ابدا ،،لانك تريد الف شكرا على كل حرف ولأنك كنت جيد الوصف لهذه المخلوقات ،،،اشكرك دكتور حمودة | |
سوري مغترب |