الرئيسية  /  أخبار

يُريد الحفاةُ العُراةُ تجويعَ شعب سورية ..فيـا للعَجـبْ ! بقلم : د. محمد ياسين حمودة


دام برس:

هل ظنَّ رعاةُ الإبل والناعقون معهم مِن أشباه العرب أنفسَهم قادرين على تجويعِ شعبنا في سورية ! تبَّا لهم ! فما أوقحَهم ! ثم بُعداً لهم وسُحقاً ! وخسر وخابَ وذَلَّ سيِّدُهم راعي البقر !

قال تعالى فيهم : { فلا تُعجِبْك أموالُهم ولا أولادُهم إنَّما يُريد اللَّهُ ليُعَذِّبهم بها في الحياة الدنيا وتَزْهَقَ أنفسُهم وهم كافرون} سورة التوبة 55.

لا خطابَ منِّي لهؤلاء المفتونين المخمورين ... عبيد الدِّينار والدُّولار .

لكني أذكِّر كلَّ مواطن شريفٍ في شامنا بأن سورية ، بل حوران وحدها ، كانت تغذِّي وتُطعم الإمبراطورية الرُّومانية في أقصى الأرض .

وأقول أنَّ شامَنا الشريف كان يُطعِم فيُشبع الإمبراطورية التركية زهاء أربعة قرونٍ .

وسورية ذاتها هي التي كانت تمدُّ جيوش الأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى بالغذاء فكان شعبُنا يَجوع من أجل أن تأكل وتشبع عساكرُهم  في الثُّغور والجبهات !

(كان أهلي وأقربائي وجيراني في حيِّ الميدان بدمشق من الذين عانوا من تلك المجاعات) .

أمَّا رعاة الإبل في الخليج فكانوا أيامَ قحطهم يسرحون بقطعانهم إلى مراعي الشام يبحثون عن الماء والكلأ بعد طول جوعٍ ، ومشيٍ ، وعطشٍ ، وشقاءٍ .

أمِثل هؤلاء الأقزام وأشباه الناس من المُترفين سيُجوِّعونا ؟

هيهات ... هيهات ...

قاتلهم اللَّه أنَّى يؤفكون .

لقد وصفهم النبيُّ محمد (ص) قبل أكثر من 14 قرناً بكل دقَّة وإعجاز بأنهم:

" الحفاة العُراة يتطاولون في البُنيان "

نعم ! نراهم اليوم ينفقون أموالهم على أجانب يشيدون لهم ناطحات السَّحابيضحكون بها عليهم ، ويهزؤون مِن تخلِّفهم وجهلهم ، وذلِّهم بين أيديهم ، ثم يرجعون بالمال الوفير إلى بلدانهم وراء البحار أغنياء فرحين مسرورين محبورين ، ويتركون أولئك الأشقياء في أزماتٍ لا يقدرون حتى على صيانة تلك الأبنية الفارغة الشاغرة .

رأيناهم مراراً وما فتئوا يتسابقون ويُهرعون إلى سوق النخَّاسين فيربطون أعناقهم بالحبال ويبحثون عن سيِّد يشتريهم ثم يدفعون هُم الثَّمن ، ثم يرقصون بين يديه !

قال نبيُّنا(ص) فيهم أيضاً:

" نَجْـدُ ، قرنُ الشيطان منها تَخرجُ الفتنة وإليها تَعود " .

فهنيئاً لشعبنا الأبيِّ في سورية لِغضب ... وسخط ... وعِداء ... تلك المخلوقات من

فصائل الطفيليات المؤذية خرجت على العالم على هيئة بشَر لا تعرف حضارةً ، ولا دساتير  ولا قوانين ، وما زالت تلهو وترتَع وتتسابق على ظهور الجمال .

فيا لعار العرب إن كان هؤلاء الساقطين من العرب !

لقد حاصَرت العربُ النبيَّ محمد(ص) مع بني هاشم في شعب أبي طالب ثلاث سنوات فأكلوا جميعاً ورقَ الشجر ؟

وحوصِرت غزَّةُ اليوم ، وما زالت ترزح تحت حصار العرب في قطاعٍ عَرضُه 10 أميال ! حيث لا ماء ولا كلأ . فلا قرَّت أعينُ الجبناء . وسوف لن يفوز الأشرار . حتى بعدما تنازل رئيسُ السلطة عن قيادة جامعة السّوء إلى راعي الإبل ، إمعاناً منهما وأذىً في الغدر لسورية وفلسطين الجريحة .

فلو كان اغتنم ذاك الفلسطينيُّ تلك الفرصة الذهبيَّة النَّادرة التي لم يحلم بها أحد (أعني قيادة الجامعة) بدلاً من بيعها لراعي الإبل بدراهم معدودة ، فطرقَ بها أبوابَ العالم الأصمّ بوزنِ مَن بَقي مِن العرب - بالإسم على الأقل- لكان ربَّما حقَّق إحدى المعجزات ، أقول هذا لكل مَن أراد تنبيهَ وتعليمَ الأجيال ، عسى أن يَستيقظ بعضُ النِّيام .

تلك أعزِّائي سُـنَّة اللَّه في الخَلق ، ليَميز الخبيث من الطيِّب ، ولِيعلمَ مَن شَكَرَ النِّعمةَ ومَن كََفرَ .

وأرجو أن لا يخاطِبني أحدٌ في وعَّاظ السَّلاطين مِن المُتخَومين المَفتونين !

النَّاهين عن السِّلم والمعروف ، الآمِرين بالمُنكر والقتل والتمثيل والتشريد ، فبُطونُهم الأثمةُ تأكلُ ناراً وسيصلون سعيراً .

سورية بخير وستكون بألف خير .


الرأي السورية

د. محمد ياسين حمودة
باحث في التراث العربي والإسلامي

yaisnh@total.net

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=52496