دام برس :
كتب حيدر مصطفى في سلاب نيوز .. اختراق بلدة حضر بريف القنيطرة لم يكن مهمة سهلة على الجماعات المسلحة. رغم حشد مئات المقاتلين المدججين بكافة أنواع الوسائط النارية المباشرة وبدعم لوجستي واستخباراتي من العدو الإسرائيلي. لم ينجح تحالف عشرات المجموعات بإدارة من غرفة عمليات الموك في الأردن، بتنفيذ المخطط القائم على عدة مهام.
أولى المهام اختراق بلدة حضر وفتح بوابة جبل الشيخ أمام المدّ المسلح. وفشلهم بذلك، حطم المخطط بأكمله.
المهمة الثانية، هدفت إلى الالتفاف على قواعد الجيش السوري الحيوية في مدينة البعث وخان أرنبة، أي إسقاط تلال الشعار وكروم جبا والبزاق الإستراتيجية، وتيقن المهاجمين أنها مستحيلة.
أما المهمة الثالثة فهي إعادة فتح الجغرافيا ما بين القنيطرة وريف درعا من خلال الوصول إلى دير ماكر، ما يعني فصل القنيطرة كليًا عن ريف دمشق، وإعادة فتح الممرات إلى خان الشيح والانطلاق منها في معركة تحرير أوتوستراد السلام دمشق القنيطرة. لتبدأ بعد تحقيق ذلك، بتنفيذ المهمة الرابعة الهادفة إلى اقتحام اللواء 68 ميكا الفاصل بين خان شيح ومدينة قطنا الإستراتيجية، وبالتالي إسقاط عدد كبير من القطع العسكرية بالغة الأهمية.
ما خطط له أتى في إطار التمهيد لعملية الوصول مجددًا إلى محيط العاصمة دمشق ووصل سلسلة الحرمون بالقلمون لتأمين الجدار الآمن الذي طمحت له "إسرائيل". هكذا يشرح أحد القادة الميدانيين لـ"سلاب نيوز" المخطط الذي كان مكشوفًا وواضحًا بالنسبة لقوات الجيش السوري والدفاع الوطني، منذ ربيع العام الماضي.
آنذاك، صعدت المجموعات المسلحة هجماتها في ريف القنيطرة وكثفت جهودها لإجراء التغييرات الميدانية التمهيدية للانطلاق بعملية الاختراق الكبرى التي فشلت فيها مؤخرًا. فبعد سقوط تل الحارة وَسعت مساحات وجودها على طول الحدود مع الأراضي المحتلة، لتأمين كافة طرق التواصل مع العدو. ووصلت بانتشارها إلى محيط آخر القطاعات ألا وهو بلدة حضر، حيث بوابتهم لتنفيذ المهام الأربع.
مؤخرًا، كثر الحديث عن مشروع إسرائيلي يستهدف الدروز ويعمل على إفراغ الجنوب السوري من هذا المكون الأساسي عبر عدة طرق، أولها التهجير وثانيها عمليات الاستمالة والإغراءات لترك مناطقهم والدخول إلى الأراضي المحتلة وهو ما رفضه دروز السويداء وجبل الشيخ رفضًا قاطعًا واختاروا المواجهة.
يشير أحد المصادر لسلاب نيوز، أنّ العدو الإسرائيلي كان يسعى جاهدًا لإسقاط حضر كونها تشكل خطرًا حقيقيًا على حدود العدو المفترضة، نتيجة العمليات والمحاولات المتكررة لعناصر المقاومة السورية من أبناء حضر، التي استهدفت غير مرة دوريات عسكرية لجيش الاحتلال، آخرها في آذار الماضي والتي راح ضحيتها أربعة شهداء، وكونها على اتصال مباشر مع قرى الدروز المحتلة كبقعاثا ومجدل شمس. وبالتالي إسقاط مشروع المقاومة السورية الذي شكل أبناء حضر وخان أرنبة بريف القنيطرة لنبته الأساسية. والذي يدمج الدروز مع السنة المؤيدين للدولة السورية بمواجهة العدو الإسرائيلي وهو ما يشكل خطرًا على أمن الكيان.
الإفشال والخسائر:
"حاربناهم في أكثر من معركة بروح الجيش الذي اختبر اساليب المواجهة كافة في القنيطرة"، بهذه الكلمات يعلق أحد المقاتلين على فشل المسلحين باختراق القنيطرة. بمعركة تحرير حضر وما سبقها من معارك اطلقتها الجماعات المسلحة فيما سبق كمعركتي "وأد الفتنة" و"نصر من الله وفتح قريب". ويشير إلى التنسيق العالي ما بين كافة الوحدات العسكرية وأبناء القرى المتطوعين للقتال إلى جانب الجيش السوري، ما ساهم في نجاح عملية الدفاع.
الجيش والدفاع الوطني اعتمدا على الغزارة النارية المضادة في صد المهاجمين، فيما كثفت المدفعية وسلاح الطيران القصف على مواقع المسلحين في مناطق بيت جن وجباثا الخشب. جبهات أخرى في جبل الشيخ ناورت فيها القوات بعمليات إشغال ناري، استهدفت المسلحين في قرى بيت تيما وحسنو.
متطوعو فوج الجولان من أهالي خان أرنبة وحضر عملوا على مساندة الجيش في الاشتباك المباشر مع المسلحين بمناطق التلول الحمر ومحيط مدينة البعث وبلدة جبا وتلّها الاستراتيجي. قواعد المدفعية التابعة للواء تسعين في الجيش السوري قصفت الخطوط الخلفية للمهاجمين.
الجيش نفذ عملية إرباك شلت حركة المسلحين المتقدمين في نافذة التلول الحمر خصوصًا التل الشمالي. وبعد نحو ثلاثة أيام من المواجهات العنيفة، تشير المصادر إلى أنّ المقاتلين استوعبوا الهجوم ونفذوا عمليات الصد المضاد التي كبدت المسلحين خسائر كبيرة. أكثرُ من مئة قتيل لتحالف المجموعات المسلحين حسب تقديرات المصادر الميدانية من بينهم ثلاثة من كبار قادة المسلحين، أبو حسن الجناني متزعم ما يسمى بألوية أحفاد الرسول في بيت جن، وأبو همام متزعم الجناح العسكري لجبهة النصرة في جبل الشيخ، وآخر يلقب بأبي قتادة أحد قادة مجموعات النصرة في جباثا الخشب.