دام برس- لين أبو زينة - لجين اسماعيل :
تحت رعاية وزارة الثقافة الدكتورة " لبانة مشوّح " أقامت اليوم وزارة الثقافة حفل تسليم جوائز الإبداع الشعري في مجال القصيدة الوطنية في قاعة المحاضرات في مكتبة الأسد ، بحضور وزيرة الثقافة و مدير الثقافة و أعضاء لجنة التحكيم ،افتتح الحفل بالنشيد الوطني للجمهورية العربية السورية و الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهدائنا الأبرار ، ثمّ ألقت الدكتورة " لبانة " كلمةً قالت فيها " ما زالت الشام زمردةً تأبى الغرق ، و عروس مجدٍ ، و ما زالت سورية تكحل مقلتيها بالشهادة التي عانقت رباها الشامخة " فدمشق هي عاصمة الحضارة طالما كابدت ريح المحن و جددت شباب عنفوانها ، كما توجّهت بالشكر لأعضاء لجنة التقييم ، فلم يكن عملهم بالأمر السهل على حدّ تعبيرها و كأنّهم في روضة غنّاء تنافس أزهارها و رياحينها نفحاً ، و أضافت أن مجمل القصائد التي قدّمت و شاركت في المسابقة جديرة بالفوز بما حملته من صدق مشاعر .
ثم كلمة للفائزين من فئتين عمريتين مختلفتين ، فئة الشعراء الشباب وفئة الشعراء الكبار ، حيث قدّموا مقاطع شعريّة مختارة من القصائد الفائزة بعناوين مختلفة ومنوعة معبرة ( سيذكر المجد ، وطني الهواء ، قاسيون ، يممت دمي في شطر بواباتها )، و اختتم الحفل بتقديم جوائز و شهادات تقدير شاركت بتقديمها وزيرة الثقافة " لبانة " و أعضاء لجنة التحكيم و رئيس اتحاد الكتّاب العرب " حسين جمعة " .
و أشارت وزير الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في تصريح لها :
اعتادت وزارة الثقافة أن ترعى الفنانين والمثقفين و الأدباء , واليوم أرادت أيضاً أن تقيم مهرجاناً للقصيدة والصورة الوطنية منها بشكل خاص لإتاحة الفرصة أمام المبدعين ليعبّروا عما يجول بفكرهم ومكنوناتهم اتجاه ما يحدث في الوطن .
وبدوره قال السيد "عفيف دلا" مدير الثقافة بدمشق حول أهمية هذه الفعالية خاصة في هذه المرحلة أنَّ وزارة الثقافة هي المؤسسة المعنية بشؤون المثقفين بكافة فئاتهم و رعايتها اليوم للتكريم يعتبر جزء من ضمن فعاليات وزارة الثقافة , حيث أرادت تسليط الضوء على الحالة الوطنية من خلال ربط الكلمة بالوطن لتصبح كالبندقية في موقع الدفاع والتصدي لهذه الهجمة , وحين ترتقي الكلمة بمعناها ومبناها عندها تسمو إلى حدود الوطن فيصبح لها معنى آخر من خلال توظيف الكلمة لخدمة القضية الوطنية .
وأضاف أننا تواجدنا اليوم لتقديم جوائز الإبداع الشعري لمن سخَّروا أقلامهم وحروفهم و أبدعوا بكلمتهم فارتقوا بحسهم إلى حدود الوطن .
في حين أشار "جهاد بكفلوني " عضو في لجنة التقييم إلى المعايير التي اتّبعتها اللجنة في تقييم القصائد فهي معايير تتعلق بالموضوع ؛ موضوع القصيدة الذي يجب أن يتناول محبة الشاعر لوطنه ، و قناعته الراسخة بأنّ ما مرّ به الوطن من أزمة ليس إلا سحابة صيف عابرة ، لأن إرادة الحياة في قلوب أبناء الوطن جميعهم أقوى من إرادة الموت ، و هناك معايير أخرى تتعلق بالأدب ؛خلو القصيدة من أخطاء نحوية ولغوية ، جمال القصيدة حيث لا يأخذ الشاعر من غيره ، متفرّدا ببعض الصور ، حلاوة النغم عذوبة اللفظ ، فالتقييم كان قائماً على أساس العمل الأدبي وقد أرسلت نتائج التقييم بمحضر رسميّ إلى السيدة الوزيرة .
و بالنسبة لهذه المناسبة أكدّ أنّها ستلقى كل عناية واهتمام ، واليوم يقام حفلٌ ، وهناك تغطية إعلامية ممتازة و فيما يخصّ هذه القصائد ستلقى كلّ عنايةٍ واهتمام من دار النشر و الطباعة ، كما أشار إلى كون الجائزة مادية ومعنوية ، لكن الجائزة الكبرى هي نظرة أبناء الوطن إليه بكل تقدير واحترام عندما حمل قيثارته بعيداً عن كلّ ما يمرّ به الوطن من آلام واستطاع أن يرسل هذه الأنغام العذبة .
وقد عبر الفائز بالمرتبة الأولى عن فئة الشعراء الشباب " غدير فائز اسماعيل " عن سروره من خلال تكريمه في مكتبة الأسد هذا الصرح الثقافي الذي طالما حلم بالدخول إليه ليس مكرَّماً و إنّما ملقياً .
و لفت بدوره إلى أنّه في البداية كان يكتب قصيدة غزلية و لم يجد نفسه إلا ينقاد وراء الحبيبة الأولى التي هي الأرض سورية فكتب عنها ما يفيض في داخله من مشاعر ، و قد نوّه إلى أن هذه القصيدة ارتجالية لم يبذل في صياغتها الصنعة ، فترك البوح يفيض بما يشاء .
أما الفائز الثاني عن فئة الشباب كنان سميع محمد أشار إلى أن المسابقة تعني له أكثر من الجائزة يكفيه إعادة إحياء هذا النوع من الشعر ، و هو مؤمن أن اللّغة روح أي أمة ، والشعر روح أي لغة ، و الشعر محرّك الشعور ، فأي انتصار على مدى تاريخ أي شعب الشعراء تقف وراءه .
أما الفائز الثاني وائل سليمان أبو يزبك عن فئة الشعراء الكبار عبر لدام برس عن سعادته بخوض هذه التجربة ومشاركته بالمسابقة مشجعاً جميع زملائه الشعراء على التقدم لهذه المسابقات لأن الشعر سلاح فتاك كما هو في المعركة والميدان ولاسيّما في هذه الأزمة التي عصفت بسورية الحبيبة , حيث لا بد للكلمة أن تنطلق لتبعث فينا روحاً جديدة مقاومة .
أما عن قصيدة قاسيون التي قادته لنيل الجائزة قال إنه اختار قاسيون لأنه رمز لدمشق , إذ لابد أن ترى سفح قاسيون الشامخ عندما تذكر دمشق الفيحاء والعكس بصحيح .
كما أهدى الشاعر جمال الدين الخضور الفائز الأول عن فئة الشعراء الكبار الجائزة الأولى للشهداء المضحين لهذا الوطن , أما هذه الفعاليات ليست إلا تعبيراً شكلياً من أشكال التعبير الاجتماعي عما يحدث من تصدي لهذا الغزو .
دامت سورية قوية شامخة .
تصوير : لين أبو زينة