دام برس – أحمد صارم
كان القائد الخالد حافظ الأسد يطالب مراراً و تكراراً بتعريف واضح للإرهاب في معظم المحافل الدولية التي كانت سورية تشاركفيها و لكن لم يكن هناك استجابة من قبل الدول التي تستخدم هذا المصطلح لأن أي تعريف للإرهاب سينطبق على إسرائيل قبل غيرها ، و اليوم ربما نحتاج إلى تعريف واضح للثورة يتضمن ماذا تعني و من يشارك بها من الشعب ، و حتى لو كانت بعض الأحيان تتسم بالعنف إلا أن هناك نقاطاً واضحة في ما يسمى بالـ"ثورة السورية" تجعلها أبعد ما يمكن عن الثورة الحقيقية :
- عدد المشاركين بها قليل جداً بالمقارنة مع الذين يعارضونها ، فلو أحصينا عدد المتظاهرين في جمعة ما و ضربناه بثلاثة فلن يصل إلى الرقم الذي وصل في ساحة الأمويين مثلاً من تجمع للمؤيدين ، و هذا ما يبرر أيضاً الفشل التام للإضراب.
- معظم المحرضين و المشاركين في ما يسمى الثورة هم من المتطرفين دينياً الذين يتظاهرون انطلاقاً من المساجد (فقط لا غير) و ذلك بعد تحريضهم دينياً ، و رغم أنهم يشكلون بكل الأحوال جزءاً ولو صغيراً من المجتمع إلا أن أفعالهم لا ترقى إلى كلمة مثل "ثورة" خصوصاً العمليات الإنتحارية .
- لو افترضنا أن ما يجري ثورة لنيل الحرية و الديمقراطية ، فحري بدعاة الديمقراطية أن يحترموا آراء تلك الملايين التي تؤيد النظام و ألا يطالبوا بتنحيته بشكل يعاكس مبادئ الديمقراطية و حرية الرأي. فبدل المطالبة بالتدخل العسكري الخارجي كان يمكن لهؤلاء أن يطالبوا بمراقبة دولية للإنتخابات الرئاسية و التشريعية مثلاً ، إلا أن معرفتهم المسبقة بالنسبة الكبيرة المؤيدة جعلتهم يذهبون إلى الخيارات الأخرى.
- أي ثورة في العالم يكون لها وجه قيادي على الأقل محبوب بين الناس يحمل مطالبهم و يقاتل من أجلها ، إلا أن ما نراه من أشخاص في حالتنا هذه هم من الشاذين جنسياً أو فكرياً و ليس لديهم اي قاعدة شعبية تذكر، بل هم مجرد أدوات في مخطط استخباراتي و ليسوا قادةً من الأصل.
- و أخيراً ، من يذهب منا و يقف في موقف الباص ليذهب إلى عمله أو مكان دراسته ، ثم يذهب ليتبضع في السوق و قد يذهب في زيارات أو جولات على منطقته ، من يفعل ذلك منا ربما يتساءل أين التطبيق الفعلي لكلمة "ثورة" التي تذكر على الفيسبوك و بعض القنوات الفضائية الخليجية عشرات الآلاف من المرات ، ربما يحدث خلل أمني في يوم ما إلا أن هذا لا يتعدى كونه أمراً عابراً يحدث في أغلب الدولو هون