دام برس:
هو ليس خبر عادي أو حدث عابر ذاك الذي تناقلته وسائل الإعلام على مختلف أنواعها واتجاهاتها , كل شهداء وطننا عظام وكلهم قادة وكلهم شرفاء ومقاومون ومن ضحى بأعز ما يملك فداء لوطنه يستحق منا كل تقدير و احترام بل تنحني الهامات إجلالا وإكراما لأنبل بني البشر.
وكلما سمعنا نبأ استشهاد بطل من أبطالنا مجند كان أم صف ضابط أو ضابط نشعر بغصة في القلب ونذرف الدمع على رحيله فكلهم أشقاؤنا وأبناؤنا ولكن لنكون صادقين نقول بأن رحيل البعض ممن تربطنا بهم علاقة قربى أو صداقة تكون أقسى فكيف إذا من عاجله الرحيل هو بطل من أبطال قواتنا المسلحة وكيف إذا كان هذا البطل من المشهود لهم بحب الوطن والتضحية لأجله وكيف إذا كان هذا الشهيد قد قضى نحبه في ساحات العز والشرف وكيف إذا كان هذا الراحل من ذوي الفضل ممن أثبتوا ولائهم لوطنهم وحملوا قضايا أمتهم على أكتافهم وأدوا الأمانة.
لن أطيل عليكم مقدمتي فكل حروف الأبجدية لا تكفي لنوفي الشهيد حقه و شهيدنا اليوم هو العماد شرف الركن جامع جامع التي طالته يد الغدر الآثمة في مدينة دير الزور فكان ركب الخلود بانتظاره عرفناه ضابط متواضعا متابعا لعمله بشكل ميداني أقسم على الإخلاص وهاهو قد أوفى بقسمه.
من عرفه عن قرب يعرف بأن كل الكلمات تبقى عاجزة عن وصف خصاله الحميدة وكثيرون من قصدوه وعادوا بأطيب الذكر عنه وعن مآثره.
أيها الراحل الكبير فقدت سورية برحيلك رجلا من رجالها المخلصين الصادقين ومن ظن أنه برحيلك قد ترك أثرا على مسيرة الانتصار فقد أخطأ لأن دمك الطاهر ودماء شهداء الوطن هي قنديل النصر وهي سر الانتصار.
يقولون لكل إنسان من اسمه نصيب وهكذا كنت يا شهيد الوطن كنت جامع لمعاني الصدق والإخلاص جامع لمعاني الشرف والتضحية والفداء جامع لمآثر الوطن وصانع من صناع نصره العظيم.
في كل يوم يزف الشهداء دفاعا عن سورية وعن شعبها وفي كل يوم تنمو في وطني شقائق النعمان وما أقدس تراب سورية الذي روي بأطهر دم ألا وهو دم الشهيد أيها البطل جامع جامع لروحك منا السلام ولأرواح كل من سبقك إلى جنة الخلود السلام ولعائلتك وعوائل الشهداء ندعو بالصبر والسلوان ودائما نقول بأن الوطن غالي ويستحق منا التضحية والفداء.