دام برس :

لم تكن مملكة آل سعود بحاجة إلى أي ذريعة لشن حرب دبلوماسية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن يتقن قراءة السياسة يعلم بأن آل سعود منذ قيام الثورة الإسلامية والقضاء على نظام الشاه بدأت تستهدف مكونات المجتمع الإيراني محاولة العزف على الوتر المذهبي من جهة وعلى الوتر القومي من جهة أخرى.

لن نخوض في غمار ذلك الاستهداف فالجميع يعلم بأن الشقيقة إيران دعمت المقاومة الفلسطينية رغم اختلاف الفكر فكان الهدف الأسمى هو القضاء على كيان الاحتلال وتحرير فلسطين كل ذلك فيما مملكة آل سعود ومن خلفها دويلات النفط والغاز تدعم ذلك الكيان الغاصب سراً واليوم بات الدعم علنياً.

عتبنا ليس على ممالك الأعراب بل عتبنا على دول ظنناها عربية فكانت تابعة لسيدها الصهيوني إن لم يكن بطريقة مباشرة كان عن طريق تبعية التابعين.

إذا عدنا بالتاريخ إلى بداية العدوان على سورية نجد بأن تلك الدول ذاتها قامت بشن حرب دبلوماسية إعلامية على الجمهورية العربية السورية فبدأت لعبة سحب السفراء وإغلاق السفارات وكل ذلك كان محصلته صفر على ساحة الأحداث فسورية استطاعت حينها تشكيل تحالفات إستراتيجية جديدة كان لها وزنها على الساحة الدولية وإذا أضفنا إليها صمود الشعب السوري وحكمة القيادة السياسية متمثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد وانتصارات الجيش العربي السوري نجد بأن تلك الدول هزمت على مختلف الأصعدة.

واليوم ما قامت به مملكة السفه والجنون ما هو إلا مسمار جديد يدق في نعش محور الاعتلال العربي وللتذكرة نقول بأن حرب امتدت أكثر من ثماني سنوات تحالفت بها دول لها ثقلها السياسي والعسكري لم تثني عزيمة الأشقاء في إيران على النصر ونضيف أيضاً أن سلسلة من العقوبات المتعددة الأشكال امتدت لأعوام طويلة لم تثني عزيمة الأشقاء في إيران عن تحقيق انجازات علمية ونهضة اقتصادية.

اليوم بات محور المقاومة يشكل جبهة صامدة في وجه الاعتلال العربي وما لم يحققه الأعراب في ساحة الاشتباك السورية لم يحققه على ساحة إيران السياسية.