Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 06 أيار 2024   الساعة 16:28:53
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
من بيت جن الى خان الشيح، معركة برسم النهاية..

دام برس :

من خلال متابعة السياق الذي تتبعه وحدات الجيش العربي السوري في معاركها، نستطيع أن نتبيّن ملامح واحتمالات أية معركة، حيث صار واضحاً أنّ الجيش السوري انتقل الى مرحلة متقدمة في عملياته العسكرية باتت تعتمد على تحريك محاور الجبهات وتشتيت جهد الجماعات المسلّحة، وهو أمر يسبق سلسلة من الإشتباكات يتوّجها الجيش السوري بهجوم نهائي بعد تأكده أنّ الجماعات المسلّحة وصلت الى مرحلة الإنهاك.
في اليومين الفائتين شهدت منطقة الجولان، وتحديداً في الإمتداد الجغرافي من بيت تيما الى عرنة، مواجهات بين وحدات الجيش السوري والجماعات المسلحة التي تشكل جبهة النصرة الغالبية فيها.

للوهلة الأولى ومن خلال ما تبثّه بعض المواقع والفضائيات يعتقد البعض أنّ دمشق على وشك السقوط وأنّ الجماعات المسلّحة تجهّز نفسها لمرحلة الزحف النهائي باتجاه دمشق.
حقيقة ما يجري في هذه الجبهة انه وبرغم الدعم الكامل الذي تقدمه "إسرائيل" لهذه الجماعات فالمعركة ما زالت ضمن القوس الدفاعي الأول للجيش السوري والذي يحتوي وحدات استطلاع وأخرى ذات طبيعة تقنية من وحدات الإشارة والوحدات المضادة للدروع تمّ دعمها بوحدات من الدفاع الوطني في الفترة الأخيرة.
بدايةً، إنّ طبيعة القرى الواقعة ضمن المربع الجغرافي المعقّد عند سفح جبل الشيخ من الجهة السورية لا تسمح بتحقيق قدرات سيطرة شاملة، رغم تواجد الجماعات المسلحة فيها منذ سنتين أو اكثر، ولكنه تواجد لم يصل الى حد اعتباره جبهة بالمعنى الكامل لتوصيف الجبهة ويمكن توصيفها بأنها مجموعات منعزلة لم تصل بعد الى مرحلة تكوين جبهة مترابطة ومتلاصقة، خصوصاً أنّ الجيش السوري يتواجد في محيط هذه القرى ومنها قرى موالية تماماً كقرية عرنة التي قامت جبهة النصرة بالهجوم عليها.

منذ فترة وبعد أن استطاعت جبهة النصرة تحقيق بعض التقدم في جبهة الجولان وخصوصاً في القنيطرة والحميدية التي كان لجباثا الخشب دور أساسي في مساعدة جبهة النصرة من خلال شق طرقات باتجاه الحميدية والتقدم اليها.
الهجوم الذي شنته جبهة النصرة على عرنة يعتبر بالنسبة لها ضرورياً كمقدمة لتطوير الهجوم باتجاه قرية الحضر نزولاً لما تشكله هذه القرية من عائق في إكمال قوس السيطرة من بيت تيما وصولاً الى القنيطرة، بحيث تكون أية هجمات مستقبلية للنصرة متماسكة ولا تتضمن نقاط او عقد سيطرة للجيش السوري.

من هنا أيضاً نفهم الهجوم الذي قامت به وحدات الجيش السوري على بيت تيما وبيت سابر والذي يشابه من حيث التصنيف ما قامت به وحدات أخرى من الجيش السوري منذ أسبوع تقريباً باتجاه الصمدانية الغربية، وهو تصنيف يبقى ضمن الإستطلاع بالنار لرسم ملامح المعركة الشاملة والهدف منه استطلاع قدرات الجماعات المسلّحة البشريّة والناريّة.
الهجوم السابق على الصمدانية الغربية تم تحت اسم زلزال الجولان وهو أمر يمكن فهم أهدافه بعد ما حصل خلال اليومين الفائتين من أننا أمام ملامح معركة كبيرة تستهدف في الحد الأدنى تثبيت خطوط القتال وسدّ الثغرات لمنع الجماعات المسلحة من قدرة التواصل إلّا ضمن حدود انتشارها الحالي.
ما قامت به جبهة النصرة من خلال الهجوم على عرنة يثبت حاجتها الى توسيع نطاق وجودها في المناطق الحاكمة والعمل على إحداث خرق باتجاه لبنان بهدف الحصول على شريان إمداد وتواصل مع شبعا التي يتواجد فيها بعض المتعاونين مع جبهة النصرة، والتي تشير بعض المعلومات الى حصول بعض عمليات التسلل بالإتجاهين بمساعدة من ناشطين في الساحة اللبنانية.

وبخصوص العاصمة دمشق فلست هنا في موقع المطمئن بقدر ما أدرك من خلال الجغرافية الفاصلة بين الجولان ودمشق استحالة أن تكون الجماعات المسلحة قادرة على التقدم باتجاه دمشق لوجود قوات كبيرة للجيش السوري معدّة أصلاً لمواجهة زحف المدرعات الصهيونية ضمن ظروف القتال الصعبة، وهذه الوحدات ما زالت موجودة في مواقعها التقليدية ولا زالت على قدر كبير من الجهوزية، إضافةً الى قيامها بعمليات متابعة وملاحقة دائمة للخلايا المتمركزة في قرى ريف الكسوة وبعض المواقع الأخرى كخان الشيح المطوقة والتي يحصل منها واليها بعض عمليات التسلل والتي تهدف بشكل أساسي دعم جبهة داريا.

مما نشاهد وبحسب سير العمليات العسكرية لا تبدو المخاطر بالحجم الذي يتم الترويج له إعلامياً.
فمن الجهة اللبنانية يبدو الجيش اللبناني قادراً على التحكم بالمعابر بين بيت جن وشبعا خصوصاً أنها في الأساس معابر معقدة جداً ولا يمكن سلوكها إلا بالبغال وعبر مرشدين يعرفون طبيعة المنطقة.
من بيت جن الى خان الشيح ما زال الجيش السوري قادراً على التحكم بمفاتيح الميدان وتحديد وجهة المعركة التي ربما يسودها حالة من المراوحة والثبات مع قدوم فصل الشتاء، إلّا اذا كان في حسابات الجيش السوري ما يعجّل في حسم هذه المعركة ووضع مسلّحي قرى سفح جبل الشيح خارج الفاعلية القتالية نهائياً عبر تحقيق هزيمة كبيرة فيهم.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الجيش   ,   السوري   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz