دام برس – بهاء نصار خير:
لم يعد خافيا على أحد بأن ما مر على منطقة الشرق الأوسط من تغييرات جوهرية إن صح التعبير خلال سنتين من الزمن. يعادل ما مر على هذه المنطقة خلال سنوات طويلة حتى إحداث هذه التغييرات. تغييرات جوهرية قد تقلب ميزان القوى في المنطقة إن لم تكن قد قلبته الآن. تغييرات في الأنظمة والحكام. فمصر تخلصت من رئيسين خلال ثلاث سنوات، تركيا الآن قاب قوسين أو أدنى من إعادة هيكلة كبرى في تاريخ تركيا، قد يعيد تشكيل الخارطة التركية بشكل كبير جداً. إنقلاب أبيض في قطر على الرغم من أن البعض سموه بالتنازل عن السلطة لإفساح المجال لجيل شاب أفضل وهذا طبعاً كما تم وصفه في وسائل إعلامهم. هذا إن لم نتكلم عن الرأس المدبر للشرق الأوسط الجديد الذي يعاني الآن من اضطرابات قد تُطيح برأس الهرم في البيت الأبيض. إذا توالت الأحداث بشكل كبير وبدأت العجلة تدور على دول المنطقة واقتربت من حدود المملكة العربية السعودية. هذه المملكة التي استلمت عن قطر زمام المعارضة السورية وأخذت على عاتقها مسؤولية التعيينات والترقيات في قياداتها بما يتناسب مع رؤية آل سعود. ولكن هذا الأمر لن يبقي المملكة المتخلخلة من الداخل بمنأى عن التغييرات الحاصلة والتي قد تُطيح برأس الهرم. فقد ذكر مصدر دبلوماسي أمريكي لصحيفة المنار المقدسية أن عائلة آل سعود الحاكمة في نجد والحجاز باتت تشكل عبئاً كبيراً على الولايات المتحدة، الولايات المتحدة التي بدأت تتخلص من حُلفائها الواحد تلو الآخر. وأن حالة عدم الاستقرار المقلقة في السعودية قد تدفع إلى تسريع عملية انتقال السلطة في هذا البلد إلى الجيل الشاب، خاصة في ظل تزايد النقمة في الشارع العربي والإسلامي على الحكم السعودي. ويرى المصدر أن التغيير في السعودية لن يتم بالشكل "السلس" الذي حصل في مشيخة قطر، لعدم استعداد الملك السعودي القيام بخطوة مشابهة ومغادرة كرسي الحكم وهو على قيد الحياة، وأشار المصدر إلى أن بعض الاهتزازات التي تتسبب بها خطوات سعودية داخل المملكة وخارجها قد يسرع من عملية التغيير التي ترغب بها أمريكا. إذاً نحن الآن أمام تغييرات كبيرة جداً ستلقي بظلالها على المنطقة. ستعيد تقسيم المنطقة على أساس توازنات القوى. ولن يكون هناك تواجد لنفوذ أمريكي كما كان في السابق. نفوذ ومستقبل رسمته أو ساهمت في رسمه دولة كبيرة بحجمها وهي الجمهورية العربية السورية..