دام برس :

هدأت جبهة الجنوب السوري نسبيًا، لتشتعل الجبهة الشمالية بهجمات مكثفة للنصرة وحلفائها على بلدتي نبل والزهراء المحاصرتين منذ أكثر من عامين، ما بين الجنوب والشمال يبدو الوسط السوري مرتاحًا ميدانيًا إلى حد معين، بعد وضع حد لخرق المسلحين لحقل الشاعر، وانتهاء الجيش السوري من طرد النصرة من أخطر معاقلها في ريف حماه الشمالي، لينطلق فيما بعد بمعركة ريف إدلب، متجها إلى خان شيخون. في المقلب الآخر تبدو البادية السورية في قطاعها الجغرافي الممتد من نهاية الغوطة الشرقية وصولًا إلى بلدات القلمون الغربي، مسرحًا تجول به مجموعات مسلحة بشكلٍ مكشوف، تحديدًا في منطقة تسمى "البترا"، وقد يبدو هذا الإعتقاد منطقيًا، إذ أنّ البترا تشكل معقلًا أساسيًا لقواعد المسلحين الاستراتيجية التي كانت تصل بالغوطة الشرقية والقلمون وتُؤمن خلالها ممرات جغرافية غير شرعية مع الأردن وتركيا والعراق.

الجيش يتأنى بعملياته في الغوطة الشرقية:

توقف الجيش السوري عند حدود دوما الشمالية مؤقتًا، تاركًا المجال أمام قواته لإكمال العمل من الخاصرة الجنوبية الغربية، السيطرة على زبدين بالتزامن مع تثبيت القوات على مقربة من معاقل جيش الإسلام الأساسية، شكلت عامل ضغط ميداني تزامن مع ضغط شعبي داخل الغوطة الشرقية، ضغط سببه المتاجرة بدماء المحتجزين في داخل البلدات والقرى، الذين يرزحون تحت سطوة السلاح والموت جوعًا. أجهزة الدولة السورية لم تقف وقفة متفرّجٍ صامت، بل عملت على فتح معبرين لإخراج الراغبين من أهالي الغوطة وتسوية أوضاع عدد من أبنائها من حملة السلاح، المصالحة الوطنية نجحت بإخراج نحو 250 فردًا لعائلاتٍ تحدّت رصاص القنص وشتائم وإهانات وعملية ردع نفسي لمنعهم من الخروج، إلّا أنّ عدد من الخارجين أكدوا في حديثٍ لسلاب نيوز، أنّ مسألة خروجهم كانت قضية حياةٍ أو موت، وإصرارهم على الخروج يبعثونه كرسالة دعوة لكل من بقي في الداخل للخروج واللجوء إلى المصالحة الوطنية، وإفراغ المسلحين من حاميتهم المدنية المجبورة على ذلك، من خلال تجارة حمل السلاح مقابل الغذاء.
القوات السورية تطور عملها في خان الشيح:

شهور مضت خاضت فيها القوات السورية معارك صدّ وتحجيم للحراك المسلح في قرى سفح جبل الشيخ، تزامنت مع صحوة ودراسة دقيقة لميدان خان الشيح التي يفترض أنها قاعدة تجميع في الريف الجنوبي الغربي، القوات السورية كثفت ضرباتها المدفعية على مواقع المسلحين فيها، كعمل أولي تمهيدي استمر لشهور طويلة، لتأتي بوادر العمل الثاني واضحة للجم أي إمكانية تحرك ناجع منها باتجاه اوتوستراد السلام دمشق القنيطرة، خلال الأيام الماضية نفذت قوات الدفاع الوطني بتنسيق عسكري وأمني مشترك عمليات نوعية في المزارع القريبة من ذلك الاوتوستراد، تكرر العمل ليل الجمعة حيث تقدمت قوة صغيرة وقامت بتفخيخ أحد الأبنية المطلة على الطريق الاستراتيجي، وهو بناء طابقي يستخدمه المسلحون للقنص والدعم الناري أثناء عمليات التسلل، مصدر ميداني أكد أنّ عملية التفجير تمت بالتزامن مع إشغال ناري واسع أربك القواعد الخلفية للمسلحين، مؤشرات هذا العمل تؤكد الصحوة للمشروع الذي يتم تحضيره لخان الشيح، وتأتي العمليات هذه كرد استباقي أولي.

سلاب نيوز