Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الشعرة التي قصمت ظهر ’’البعير السعودي’’ في القاهرة

دام برس :

أن يغادر السيد أحمد القطان سفير المملكة العربية السعودية القاهرة "غاضباً"، فهذا أمر متوقع يعكس مدى تدهور العلاقات بين البلدين على أرضية خلافات جوهرية في أكثر من ملف ساخن في المنطقة.

إصدار السفارة السعودية في القاهرة بياناً يؤكد "عمق العلاقات" بين مصر والسعودية جاء متأخراً، وغير مقنع في الوقت نفسه، لأن قنوات الاتصال بين البلدين مسدودة على أعلى المستويات، وكان تأجيل، أو إلغاء، زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة في طريق عودته من واشنطن الشهر الماضي هو الدليل الأبرز في هذا المضمار.

الحكومة المصرية تختلف كثيراً مع سياسات نظيرتها السعودية في ملفين أساسيين: اليمن وسوريا، وكان رفضها، أي مصر، إرسال قوات برية للقتال في اليمن في إطار التحالف العربي الذي تتزعمه السعودية، نقطة تباعد أساسية في الملف الأول، مثلما جاء استقبال القاهرة للواء علي المملوك، رئيس جهاز الأمن القومي السوري رسالة قوية للسلطات السعودية، تؤكد التقارب مع سوريا والنظام الحاكم فيها.

الشعرة التي قصمت ظهر البعير في رأينا، تمثلت في التصريحات التي أدلى بها أمس السيد أحمد أبو زيد المستشار في الخارجية المصرية، وقال فيها "لا خلاف حول مخرجات مؤتمر جنيف، لكن مسألة بقاء الرئيس بشار الأسد من عدمه هو أمر يحسمه الشعب السوري".

بقاء الرئيس الأسد على رأس السلطة في سوريا يشكل خطاً أحمر بالنسبة للسلطات السعودية، لا يمكن أن تتسامح في تجاوزه، خاصة إذا جاء هذا الاختراق من مصر، الدولة التي قدمت لها مساعدات مالية واقتصادية تزيد عن 20 مليار دولار، وسمعنا السيد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي يؤكد طوال الوقت على حتمية رحيل الرئيس السوري سلماً أو حرباً، وأن لا مكان له في مستقبل سوريا.

الخطوط الحمراء السعودية تحولت إلى خضراء بالنسبة إلى السلطات المصرية، وزادها اخضراراً ترحيب الأخيرة بالتدخل العسكري الروسي في سوريا ومساندته، الأمر الذي جعل الكيل السعودي يطفح، فيما يبدو، ودفع بالسفير السعودي إلى الرحيل غاضباً في حالة "حرد"، ليست جديدة على الدبلوماسية السعودية هذه الأيام.

الخطأ الأكبر الذي ارتكبته السعودية في نظر مصر وسلطاتها، هو احتضان العاهل السعودي الجديد، أي الملك سلمان، حركة "الأخوان المسلمين" العدو الأكبر لنظام الرئيس السيسي، وتحالفها، أي السعودية، مع كل من قطر وتركيا الداعمتين الرئيسيتين لهذه الحركة، وهو أي التحالف مع حركة الاخوان المسلمين، انقلاب على السياسية السعودية السابقة التي كان يتبناها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.

متى سيعود السفير القطان إلى سفارته في القاهرة؟ لا أحد يستطيع أن يعطي جواباً شافياً في هذا الإطار، لكن متابعة الحملات الشرسة التي يشنها الإعلام المصري، أو بعض أوساطه على الأصح، ضد المملكة العربية السعودية وسياساتها، توحي بأن إقامته في الرياض قد تطول.

 

الوسوم (Tags)

السعودية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz