دام برس :

رغم انشغالها الزائف في حربها ضد "داعش"، إلا أن عين أمريكا الذئب، لم تغفل عن القارة الإفريقية، حتى ولو كانت آمال حليفتها الفرنسية معلقة عليها، بـ "السياسة لاحليف"، وهو فعلاً ما أتقنته الإدارات الغربية على التوالي.

ليظهر جلياً الثقل الأمريكي في أغلب دول افريقيا، خاصة مع انتشار "الإسلام السياسي" في أنحاء مختلفة من القارة من ناحية، وبروز المجموعات التكفيرية من ناحية أخرى.. فآثار أصابع العبث الأمريكي واضحة بدليل جماعة الـ "بوكو حرام" التي باتت تسيطر الآن على نحو 20 ألف ميل مربع من الأراضي، بهدف إقامة خلافتها، ساعية لأن تسيطر على نحو 11 منطقة يتجاوز عدد سكانها 1.7 مليون شخص..

 "بوكو حرام" و "داعش" وسطوع نجمي إرهابهما يدفعنا للمقارنة بينهما، لنجد أنهما يحملان نفس الطموح بذات الإرهاب، ولكن الأولى "بوكو حرام" لم تحظى بميديا داعمة كـ "داعش" ولم تسلط أضواء الإعلام على جرائمها كما سلطت على جرائم "داعش"، رغم أن عدد ضحاياها يقارب عدد ضحايا إرهاب "داعش"، وهذا ما يقودنا للتأكيد أن صانعي الجماعتين لا يختلفان، كما أن مصدر تمويلهما واحد، خاصة ان "بوكو حرام" على صلة وثيقة بـ "القاعدة"..

ما يعني أن الجماعة أيضاً صنّعت لاستكمال المشروع الاقتصادي الأمريكي في العالم بتمويل خليجي، خاصة أن نيجيريا هي المنتج رقم 13 للنفط في العالم والعديد من المعادن الاستراتيجية، بما في ذلك الكروم والكوبالت والبلاتين والمنجنيز، وغيرها من المعادن التي تدخل في إنتاج العديد من المعدات الدفاعية مثل المحركات النفاثة، ومكونات صواريخ، والمكونات الإلكترونية، والحديد والصلب وغيرها..

وهذا ما يبرر التنافس "الفرنسي- الأمريكي" في نيجيريا، علماً أن هناك منافس ثالث في المنطقة " الصين"، التي تتواجد جنباً إلى جنب من الولايات المتحدة وفرنسا في التجارة الأفريقية..

ومن هذا كله نستخلص أن "بوكو حرام" صنيعة إرهابية أمريكية كباقي التنظيمات المنتشرة في العالم تحت العباءة التكفيرية، لتحقيق المصالح الأمريكية في القارة السمراء، وهذا ما يؤكده الواقع، فبعد إدراج الجماعة وزعيمها على لائحة العقوبات الأمريكية منذ أكثر من عامين، نجد أن " بوكو حرام" أصبحت أغنى من أي وقت مضى وأكثر عنفاً، باستمرارها في عمليات اختطاف النساء والأطفال، كما أصبحت أخطر تهديد أمني لأكبر منتج للنفط في إفريقيا..

وبرغم ذلك ترفض الولايات المتحدة حتى الآن مناقشة تمويل "بوكو حرام" بالتفاصيل، ما يكشف عن النوايا الحقيقية للولايات المتحدة..

لتبداً المرحلة الثانية من اللعبة، بإجبار الدول على طلب الغزو الأمريكي  الناعم لنجدتها من الإرهاب.. وتبقى "بوكو حرام و داعش" خير مثال على العملة الأمريكية الرائجة للاستعمار.

عربي برس - أروى شبيب