دام برس - أحمد صارم

لابد أنك توقفت عند الصورة في الأعلى لبعض الوقت ... إنه ليس الوطن العربي الذي اعتدنا على رؤيته و رسمه في مدارسنا لسنين طويلة ! فهذه القطعة الغنية بالنفط في جنوب السودان أصبحت بلداً مستقلاً ذا علاقات وثيقة مع "إسرائيل"... و لن يتوقف الأمر عند هذا ، فمنطقة دارفور أيضاً سيتم إجراء استفتاء لقطعها هي الأخرى من الجسد العربي.
و بأخذ الجزء المهم من الكعكة السودانية و ضمان النفط الليبي ، و قبل ذلك الاستحواذ على النفط و القرار السياسي و وسائل الإعلام و حتى المؤسسات الدينية لدول الخليج و دول عربية أخرى ذات علاقات مع "إسرائيل" ... ما صفي بالميدان ... غيرك يا حميدان !
سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي تقف رسمياً و شعبياً في وجه المشروع الأمريكي-الصهيوني و ترفض الركوع بأي شكل ، و ربما يتوجب هنا إعادة صياغة مفهوم الوطن العربي ، فكل من يتكلم العربية هو عربي ... و لكن بالمقابل : لا تقولوا آمنا و لكن قولوا أسلمنا !
فمن يعادي الذين يدافعون عن شرف و عرض الأمة العربية و يوالي من احتل أرضها ليس بعربي على الإطلاق ، و من ارتضى أن يكون أداةً غير عربية خدمةً لمشاريع غير عربية لا يمكن أن يكون عربياً أيضاً!
و الدولة العربية الوحيدة ذات القرار العربي الأصل و التي تعادي من احتل أرض العرب و ترفض الخنوع له و كانت المساهم الأكبر في جميع الانتصارات عليه هي أصل و قلب العروبة و موطنها وهي وطن كل عربي و بالتالي ...الوطن العربي ؟!