دام برس :
عظيمة هي تلك الذكرى ورسالة تسامح وعدل هي ذكرى مولد الرسول الأعظم حيث تمضي الأيام وتبقى الرسالة خالدة مهما حاولوا من أن ينالوا من اعتدال الدين الإسلامي ومهما قاموا بأعمال عنف لتشويه صورة الإسلام تبقى الحقيقة خالدة ولا تتبدل اليوم يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى ميلاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم معبرين عن عمق وتجذر المحبة الإيمانية التي يفيض بها وجدان كل مؤمن ومؤمنة تجاه صاحب الذكرى الكريمة، تمر ذكرى المولد النبوي الشريف على الأمة في كل عام لتؤكد في نفوس وقلوب أبنائها بأنهم على درب الهادي البشير سائرون وبخلقه وهديه مقتدون، لينهلوا من معين هديه الصافي متزودين بأسمى مبادئ الأخلاق الإنسانية، تلك المبادئ السامية والمثل العليا التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لينقذ البشرية من الضياع ويضيء لها طريق الحق والعدل والانفتاح والسلام.
وطننا اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى العودة الصادقة لنهج المحبة والمودة والتآلف والوحدة التي دعا إليها صاحب الذكرى العطرة ونادى بها طيلة فترة بعثته المباركة اليوم علينا العودة إلى النهج الصافي لدعوة الرسول الكريم الهادفة إلى وحدة وتلاحم الأمة بكل أطيافها إن جوهر رسالة صاحب الذكرى العطرة الدعوة إلى كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة ونبذ الفرقة والخلاف والتشرذم، إننا اليوم أحوج ما نكون إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة والوقوف جميعاً صفاً واحداً في وجه دعاة الفرقة والخلاف، متخذين نهج المصطفى في الحكمة والتسامح والتآلف والتعاون سبيلاً لتحقيق وحدتنا الوطنية ولحمتنا الاجتماعية الراسخة التي يعتز بها كل سوري.
علينا استلهام الدروس والعبر من سيرة صاحب الذكرى لتكون نبراساً في تأكيد بنيان وحدتنا وتآلفنا في مواجهة الأخطار والتحديات التي لا صالح فيها لأي طرف من أبناء هذا الوطن الغالي بكل مكوناته والذين يضعون مصلحة الوطن العليا نصب أعينهم مهما بلغت درجة الاختلاف في الرأي، إن الشعب العربي السوري قادر على تحقيق مصلحة الوطن والمواطنين جميعاً، علينا كسوريين نبذ الفرقة والخلاف وصولاً بالوطن إلى بر الأمان؛ شعور لا يفارق نفس كل سوري مخلص لوطنه وأمته.
في هذه الذكرى المباركة نتوجه بأسمى آيات التهنئة إلى السيد الرئيس بشار الأسد وإلى حماة الديار وإلى شعبنا السوري المقاوم وإلى أرواح الشهداء الأبرار، وكل عام وأنتم بخير.