Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 01:43:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
موسكو بعيون أميركية

دام برس :

جولة فاحصة لتوجهات المسؤولين الأميركيين وتصريحاتهم وردود فعلهم على سياسة موسكو السورية تؤدي لاستشعار تباين في لهجة خطابها السياسي ورؤية فريق خبرائها واخصائييها الاستراتيجيين والعسكريين على السواء.
أبرز الخبراء الاستراتيجيين في المؤسسة ، زبغنيو بريجنسكي، المسكون بهاجس العداء لروسيا حث الرئيس أوباما وادارته على "تهديد روسيا بردٍ قاسٍ ان لم تتوقف عن استهداف الاستثمارات  في سوريا". وحذر بلاده بالقول ان "مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط اضحت على المحك .. ان استمرت روسيا باستهداف تجمعات قوى لا تنتمي لداعش، فينبغي على الولايات المتحدة الرد". وزير الدفاع الأميركي، ممثلا لصناعات الأسلحة والشركات الكبرى واقطاب الحرب، اضحى يناشد "روسيا التدخل لدى (الرئيس) الأسد بغية التوصل لحل سياسي". هذا التحول نضج بعد اقرار الإدارة  "تعليق برنامجها لتدريب وتسليح قوى المعارضة السوريا" بكلفة مادية باهظة تعدت 500 مليون دولار واسفر عن بضعة افراد لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة. في الشق المقابل، تبلورت رؤية بعض اهم الخبراء لتعيد التوازن للخطاب الأميركي الذي يرى "الآن" التدخل الروسي المباشر "يرمي لتعزيز مكانة روسيا عالميا، واستعراض قوتها ونفوذها الديبلوماسي .. ورسالة موسكو لحلفائها بأنها ثابتة في توفير الدعم لهم، بخلاف واشنطن". واضاف كبار الخبراء اولئك ان روسيا انتهت من خطوتها العسكرية في سوريا تنتظر نتائج حملتها الجوية على المسلحين والإرهابيين "وردود فعل الدول الغربية والاقليمية .. وان يشكل تدخلها عنصرا ضاغطا على واشنطن وحلفائها الغربيين لتعديل موقفهم من الحل الديبلوماسي واقرارهم بعدم جدوى القفز عن الرئيس السوري". وسعيا لمواساة النفس، اعرب فريق الخبراء عن شكوكه في قدرة روسيا "نشر قوات عسكرية (في سوريا) تكفي لشن حرب برية تحت قيادتها على غرار ما فعلت في أوكرانيا وجورجيا او افغانستان .. لا سيما ان ساحة القتال السوريا بعيدة عن حدود روسيا". واقصى ما تخشاه واشنطن في سوريا ان يثمر التدخل الروسي ويؤدي إلى "تسريع السقوط والحاق الهزيمة بقوى المعارضة،" المدعومة اميركيا والحلفاء الاقليميين. على الرغم من العداء الأميركي المتجذر لروسيا، فقد اقر بعض خبرائها في الاستراتيجية بقدرة "القوات العسكرية الروسية وحليفها السوري على سحق المقاتلين الاسلاميين" في زمن قصير "ومضاعفة نفوذ موسكو والتأثير على صياغة مرحلة ما بعد انتهاء الحرب في منطقة مضطربة وساحة اشتباك محورية في منطقة الشرق الأوسط". اتسعت رقعة الغارات الجوية الروسية فوق الأراضي السوريا وشملت تجمعات ومراكز قوى المعارضة وبالقرب من الحدود المشتركة مع تركيا، وشرقا في محيط مدينة تدمر، فضلا عن شنها سلسلة غارات في محافظة وريف دمشق. اعنف الغارات الجوية استهدفت تجمعات المسلحين في خاصرة سوريا الوسطى، حمص وحماة، والتي اثارت غضب وارتياب واشنطن وحلف الناتو بالزعم انها لم تستهدف "مصدر التهديد الاكبر، قوات الدولة الاسلامية". عمدت روسيا إلى توسيع رقعة القصف واطلاقها صواريخ متوسطة المدى من على متن سفنها الحربية المرابطة في بحر قزوين، قطعت مسافة نحو 1،500 كلم عبر الأجواء الايرانية والعراقية استهدفت 11 موقعا للمجموعات المسلحة. واقترن القصف البعيد بعملية برية واسعة للجيش السوري على مواقع وتجمعات ومقار المجموعات الإرهابية. الصواريخ المنطلقة من بحر قزوين حملت "رسائل رعب" لاطراف اقليمية متعددة، ربما تفوق فعاليتها ما حملته من رؤوس متفجرة. الرسالة المحورية كانت باتجاه واشنطن وحلفائها الغربيين بشكل خاص رمت إلى الكشف عن "بعض" التقنية العسكرية الدقيقة للترسانة الروسية، من شأنها ردع نزعات الغرب لمحاصرة روسيا واقلاعها عن شن حرب عليها. يشار في هذا الصدد إلى حادثة اختراق طائرة روسية، ربما بدون طيار او من طراز ميغ-29، المنطقة الحدودية مع تركيا وما تسرب عن قيامها بتعطيل اجهزة الملاحة الجوية لثماني مقاتلات من طراز اف-16 لمدة اربع دقائق ونصف الدقيقة تابعة لسلاح الجو التركي، وما ينطوي عليها من رسائل تقرن اقوال موسكو بافعالها، ووضع نهاية قاسية لحلم اردوغان بانشاء منطقة حظر للطيران في الأراضي السوريا. أوجز المعلق البارز في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، باتريك كوبيرن، نتائج الغارات الجوية الروسية على تركيا بان قواعد الاشتباك قبلها ليست كما بعدها، ورفعت كلفة "الغزو البري التركي للاراضي السوريا عليا ومغامرة غير محسوبة النتائج". واضاف ان قوات الدفاع الجوي الروسي اضحت تسيطر على الأجواء السورية "وعازمة على الدفاع عن سيادة الحدود السورية". أدرك الخبراء العسكريون الأميركيين مغزى رسالة موسكو متعددة الأطراف، لا سيما بتعزيزها حضورها البحري بالقرب من الشواطئ السورية بطوافة ومدمرة وفرقاطتين لتنضم إلى القطع البحرية الأخرى، شاركتها أيضاً حاملة طائرات للبحرية الصينية تحمي الأجواء والشواطيء السورية، لاول مرة في تاريخ جمهورية الصين الشعبية. كما أدرك اولئك نية موسكو بعدم الاشتباك الجوي مع طائرات حلف الناتو باقتصارها استخدام مقاتلات من طراز سوخوي-30 وقاذفات سوخوي-34 ومقاتلات سو-25 للدعم الجوي ومروحيات مقاتلة من طراز ام اي-24، في استهداف التجمعات والمراكز الارضية. وحذر الفريق عينه من تداعيات القوة الروسية "وترويع دول أخرى لتفادي الاشتباك مع موسكو حول المسألة السورية، وامكانية فوز الرئيس الروسي بتأييد قادة جدد في الشرق الأوسط للنهوض وتشكيل جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب واستغلال قلقهم من تراجع عزم وتصميم الولايات المتحدة" القيام بالمثل.

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz