دام برس :

كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلته الأخيرة مع قناة «المنار» عن تشكيل تحالف رباعي يضمّ سورية والعراق وإيران وروسيا لمكافحة الإرهاب. وبعد ساعات قليلة على إعلان السيد نصر الله، أذاع مكتب رئيس الوزراء العراقي معلومات تفيد بأنّ مكتباً استُحدث في بغداد، بإشراف رؤساء الأركان في جيوش العراق وسورية وإيران وروسيا، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأمم المتحدة وجود هذا التحالف ودعا الدول الفاعلة إلى الانضمام إليه.

واضح أنّ التحالف الرباعي يركز، بالدرجة الأولى، على البعد الأمني والاستخباراتي في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم «داعش»، فلماذا أُعطيت الأولوية للبعدين الأمني والاستخباراتي؟

ثمة أسباب كثيرة دفعت حكومات دول التحالف الرباعي إلى إيلاء هذه القضية اهتماماً خاصاً، وإن لم يكن الأمر على حساب الجهد العسكري التقليدي. ومن بين هذه الأسباب القناعة بأنّ غالبية نشاطات التنظيمات الإرهابية تستند إلى عامل قائم على السرية والتورية والاختباء حتى خلف واجهات إنسانية، وبالتالي فإنّ أي حرب ضدّ التنظيمات الإرهابية، إذا لم تتمكن من الإحاطة بالنشاط السري لهذه التنظيمات وسبل الحصول على التمويل وتجنيد المقاتلين، إضافةً إلى أعمالها الإرهابية التي تنفذ على امتداد مناطق العالم ولا سيما في سورية والعراق، لن تكون حرباً ناجحة، كما أنّ نجاح الضربات التي يشنّها الجيشان السوري والعراقي ضدّ التنظيمات الإرهابية تعتمد، في الدرجة الأولى، على الاستطلاع الجيد والمعلومات الدقيقة، وبديهي أنّ ذلك هو من صلب مهمّة مكتب التنسيق الذي أُعلن عنه.

ومن خلال مشاركة إيران وروسيا إلى جانب سورية والعراق يمكن أن تتكامل القدرات التي توفر معلومات دقيقة عن تحركات وتواجد التنظيمات الإرهابية، ولا سيما مواقعها القيادية وطرق تحشيدها ووسائل تمويلها ومراكز أسلحتها وذخائرها، وبالتالي من شأن توفر هذه المعلومات، عبر وسائل الاستقصاء المختلفة البشرية والتقنية، أن يوفر بنك أهداف من شأنه تفعيل الحرب التي يشنها الجيشان السوري والعراقي، وأي مشاركة محتملة من قبل روسيا وإيران، ولا سيما مشاركة سلاح الجو، سواء في إطار تحالف دولي تجيزه الأمم المتحدة يعمل بناءً على ميثاقها، أو في إطار التحالف الرباعي الذي أعلنه السيد نصر الله.

بهذا المعنى، بديهي أن تكون الخطوة الأولى على طريق الحرب الفاعلة ضدّ الإرهاب أن يتم إيلاء الجانب المعلوماتي والاستخباراتي والأمني أهمية خاصة.

البناء - حميدي العبدالله