دام برس - مروة عودة :

خمسة أعوام من الصمود كان كفيلة لتحول الجمهورية العربية السورية إلى قطب رئيسي في السياسة العالمية الجديدة، خمسة أعوام استطاعت من خلالها القيادة السياسية السورية من إعادة رسم المشهد العالمي، اليوم وأمام هذا المشهد لابد لنا من قراءة الواقع الجديد الذي فرضه الصمود السوري.
بداية  إلى تركيا التي تراجع سلطانها الإخواني اردوغان عن حدة مواقفه ضد سورية لأنه على يقين أن روسيا قد كتبت مع سورية السيناريو الجديد للتدخل العسكري وأنه لم يعد هناك جدوى من أي فعل ضد سورية خاصة بعد تفاهم روسيا مع أمريكا بهذا الشأن.
بعيداً عن دول الجوار إلى فرنسا حيث تعالت الأصوات الداعية لحتمية التعاون مع القيادة السورية من أجل التصدي لتنظيم "داعش" الممول خليجياً تلك الأصوات التي تردد صداها في ألمانيا حيث أكدت المستشارة الألمانية ميركل عن ضرورة مشاركة القيادة السورية في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب في سورية والتي ساهمت حكومات الغرب في تأجيج نيرانها إلى أن طالتها تلك النيران.
وبعد الحديث عن احتمال دخول روسيا على خط التصدي للتنظيمات الإرهابية على مختلف مسمياتها كان موقف حلف الناتو واضحاً حيث  أكد الأمين العام لحلف الناتو ستو لتنبرغ ضرورة التنسيق بين القوات الروسية و القوات التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا لتجنب أي حوادث في مواجهة تنظيم "داعش" و قال إنه يرحب بجهود جميع دول الأعضاء في القتال ضد "داعش" تلك التصريحات أتت بعد تسليم الناتو بوجود تحالف جديد تقوده الجمهورية العربية السورية في وجه الإرهاب العالمي.
وفي ضوء الحديث عن المشهد السياسي الجديد لابد لنا من الحديث عن موقف الولايات المتحدة حيث  أبدى أوباما ومن على منبر الأمم المتحدة استعداده للعمل مع روسيا و إيران اللتين تدعمان الشرعية السورية بهدف التوصل إلى حل لما أسماه النزاع السوري.
كل تلك المواقف ستعمل على تغيير المشهد السوري جذريا إضافة للتقدم الميداني الذي يحرزه الجيش العربي السوري مدعوماً بحلفاؤه ..
وإذا أردنا الدخول في عمق ذلك التغيير لابد لنا من قراءة الموقف الروسي حيث تحدث  الرئيس بوتين عن تشكيل تحالف جديد في سورية لمحاربة الإرهاب يأتي ذلك السيناريو مدعوماً بخطوات تنفذ على أرض الواقع حيث استلمت سورية  أسلحة وعتاد يضم طائرات ودبابات حديثة وذخيرة نوعية إضافة إلى معدات الروسية تشكل نقل نوعية في تسليح الجيش العربي السوري ومن هنا ستنطلق غرفة عمليات عسكرية أرهبت بعنوانها و الذي هو تحالف روسي سوري إيراني صيني كل القوى الأخرى التي عملت جاهدة لإسقاط سورية في بر من رمال الإرهاب المتحركة.
هذا التحالف قلب المعايير و أعاد صياغة الحملة للقضاء على إرهاب "داعش وأخواتها" على عكس التحالفات التي قامت بها أمريكا منذ عام 2011 مع الجيش البريطاني من أجل إلقاء القبض على أسامة بن لادن و تدمير تنظيم القاعدة و الذي تعنون بالفشل و كذلك التحالف مع فرنسا و وبريطانيا و بعض الدول الأوربية في الحرب على العراق.
و مؤخرا التحالف الدولي ضد "داعش" و التي شاركت فيه أيضا بعض الدول العربية لتبوء هذه الإستراتيجية بالفشل مجدداً فكيف لدول أسست ودعمت ورعت التنظيمات الإرهابية أن تقضي عليها.
الموقف الروسي واضح و الجسر الروسي الإيراني الصيني تجاه سورية هو فقط لعبور حل سياسي نهائي في سورية ولا يسمح لعبور كل من يريد عكس ذلك هذا التحالف كان السد الذي أوقف مشاريع الغرب و قلب مواقفهم و أضعف سياساتهم.
إن حل الأزمة في سورية و إعادة استقرارها لن يكون على حساب دول أخرى و لكن سيكون المطرقة التي تكسر يد كل من يحاول الاقتراب من أمن سورية و يحاول العمل على خرابها.
هي أسابيع قليلة و ستنكشف الستارة عن نجاحات هذا التحالف و بدأ مرحلة الغربلة و التصفية ..