دام برس - مروة عودة :

تتسارع الأحداث السياسية وتتغير معها خارطة العالم السياسي فيما تعيد الجمهورية العربية السورية ومعها محور المقاومة ترتيب المنطقة العربية.
المتابع للأحداث الأخيرة في سورية يدرك تماماً مدى أهمية الدور الذي لعبته القيادة السورية والتي أثبتت من خلاله وجودها كلاعب إقليمي ودولي على الخارطة السياسية العالمية.
 منذ عام 1970 استطاعت الجمهورية العربية السورية فرض وجودها حيث أسس الخالد حافظ الأسد محور المقاومة واتخذ قراراً استراتيجياً بالتوجه نحو الاتحاد السوفيتي كما قام بدعم الثورة الإسلامية الإيرانية تلك السياسة التي أثبتت مدى صحتها عبر امتداد سنوات الصراع العربي الصهيوني.
اليوم وبعد خمسة أعوام من العدوان على سورية استطاعت سورية قيادة وجيشاً وشعباً أن تثبت وجودها مجدداً في لعبة الأمم ومع دخول العنصر الوهابي على معادلة الصراع الإقليمي استطاعت الجمهورية العربية السورية وعبر حكمة السيد الرئيس بشار الأسد وصمود الجيش العربي السوري أن تثبت وجود محور المقاومة وترسخه.
لقد نجحت القيادة السورية في إتباع سياسة خارجية فعالة استطاعت أن تتكيف مع الظروف و الأزمات من حيث قدرتها على الخروج من حالة العزلة التي حاولت أن تفرضها دول إقليمية وغربية عبر قدرتها على المناورة السياسية وكان القرار واضحاً عبر موقف دول البريكس إضافة لاستخدام القوى العظمة الناهضة ( روسيا – الصين ) حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي فكان الحضور السوري بارزاً في المحافل الدولية.  
لقد انخرطت سوريا عبر أدواتها الدبلوماسية في كل الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي يسطر نهاية الأزمة و يحفظ وحدة وسلامة سوريا ويحقق تطلعات الشعب السوري.
سوريا بحكم موقعها الجغرافي المتميز و ارتباط أمنها بمن حولها من دول إقليمية يجعل من المستحيل لدولة مثلها ألا تتفاعل بقوة مع العالم الخارجي من خلال سياسة خارجية نشيطة ودور إقليمي و دولي فعال ومما لا شك فيه أننا نتفاعل في ظل بيئة إقليمية و دولية شديدة التعقيد تشهد إعادة رسم الخريطة السياسة في المنطقة وبناء تحالفات و مصالح جديدة .
في الأيام القليلة الماضية استحوذت قضية تزويد موسكو للجيش العربي السوري بأسلحة نوعية في حربه ضد الإرهاب على اهتمام الصحافة الأميركية و الصهيونية على حد سواء حيث تم تسريب إتمام صفقة بين البلدين تقضي بإرسال طائرات روسية حديثة إضافة للحديث عن وجود طيارين روس لدعم الجيش السوري في حربه ضد الإرهاب المستمرة منذ قرابة الخمس سنوات.
للتاريخ نقول إنها ليست المرة الأولى التي يحاول بها كيان الاحتلال تعطيل أي صفقة تسليح للجيش السوري لكن تسريبها في الصحافة الصهيونية هو محاولة للصيد في الماء العكر و إشارة لأميركا كي تضغط على روسيا من اجل عرقلة إتمام هذه الصفقة علما انه لا يوجد بالأصل أي صفقة و إنما هي تنفيذ لاتفاقيات موقعة سابقا بين البلدين و بالتالي الأمر لن يغير به شيء حتى و لو جرت هذه الضوضاء و هذا الضجيج و تأكيدا لذلك فقد جاء الرد الروسي صريحا و حاسما هذه المرة بأن الأسلحة التي وصلت سوريا مؤخرا هي في إطار تنفيذ لاتفاقيات سابقا و دعما للجيش العربي السوري بحربه على الإرهاب.
إن الموقف الأميركي هو مجرد موقف تصعيدي كلامي لإرضاء أدواته في المنطقة أكثر مما هو انعكاس لرغبة أميركية , خاصة و أن المعلومات الاستخباراتية متوفرة لدى الاميركان بأن هذه الأسلحة إنما هي تنفيذ لاتفاقات سابقة بين موسكو و دمشق و لكن إثارته عبر تسريبات في الإعلام و لاحقا الحديث عن اتصال بين لارفوف و كيري هو فقط لتقدم إيحاء بأن واشنطن لن تسكت عما تقوم به موسكو خصوصا و أن المشهد العام و باعتقاد كثيرين هو ذاهب باتجاه حل سياسي أو ما يقال عنه ربع الساعة الأخير من الحرب و بالتالي من متطلباته تصعيد كلامي و سياسي و ميداني و الموقف الأميركي يندرج تحت هذه اللائحة.
يذكر أن كلا من اليونان و إيران سمحت للطائرات الروسية المتجهة نحو دمشق بعبور أجوائها فيما رفضت بلغاريا وأوكرانيا استخدام أجوائها وكل ذلك يرتبط بكسر الجليد السياسي على مستوى العالم.
ما يجري اليوم على الساحة الدولية يثبت أن الجمهورية العربية السورية باتت تشكل خط الدفاع الأول في وجه تنامي حركات الإرهاب العالمية مهما اختلف مسمياتها