Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 19 حزيران 2024   الساعة 01:02:10
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
القريتين: استمرار المعارك في محيطها

دام برس :

لليوم الرابع على التوالي تستمر المعارك في ريف حمص الشرقي، التي بدأت بدخول مجموعات من مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» إلى بلدة القريتين، قادمةً من جبال المحسا المفتوحة على الطرقات الترابية الواصلة إلى مدينة تدمر، أهم معاقل «داعش» في المنطقة الوسطى، لتعيد هذه الخطوة خلط الأوراق من جديد حول العملية العسكرية التي يشنها الجيش السوري منذ شهر تقريباً بهدف إعادة السيطرة على تدمر.
وتحدثت مصادر محلية في المنطقة عن طبيعة «الهجوم المنظم» على القريتين. وقالت: «في السابعة والنصف مساء الثلاثاء تحرك انتحاري بسيارة مفخخة باتجاه حاجز الجيش السوري القريب من كازية أبو صقار على المدخل الغربي للقريتين، وآخر باتجاه حاجز مخرج المدينة باتجاه حوارين ومهين. الانفجاران كانا متزامنين».
وأضاف: «مع غروب الشمس بشكل كامل، دخلت مجموعات من الإرهابيين من منطقة الكروم من الجهة الجنوبية الشرقية للقريتين لتسيطر على أحياء عدة، وتحركت في وقت واحد باتجاه الحواجز كافة مجموعات أخرى من الخلايا النائمة، وذلك بالتزامن مع قطع الإرهابيين لأسلاك الكهرباء والهاتف».
وبحسب المصادر المحلية، فإن «غالبية أهالي القريتين لم يتمكنوا في اليوم الأول للهجوم من الخروج من البلدة نتيجة المفاجأة، فيما كانت الملاجئ الشعبية المجهزة في البلدة هي الملاذ الآمن لهم في ظل المخاوف حول المصير الذي سيلحق بهم، لا سيما بعد ارتكاب داعش لمجزرة مروعة بحق أهالي تدمر منذ وقت ليس ببعيد».
وأكدت مصادر مقربة من كنيسة السريان أن أكثر من 400 شخص، من نساء وأطفال ورجال الرعية، وصلوا إلى مدينة حمص بعد أن هربوا سيراً على الأقدام وعبر الدراجات النارية سالكين الطرق الصحراوية ليصلوا إلى المناطق الآمنة وإلى نقاط الجيش السوري في محيط القريتين، فيما بقي مصير أكثر من 250 شخصاً مجهولاً إلى الآن مع ورود أنباء عن احتجازهم من قبل عناصر «داعش» في دير مار ليان في البلدة.
وقال كاهن كنيسة أم الزنار في حمص إبن بلدة القريتين الأب زهري خزعل لـ «السفير»: «تم الاتصال بالمنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية من منظمة الأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو لإيجاد أي وسيط على الأرض، يمكن أن يصل إلى حل أو وساطة لإخراج المحتجزين لدى داعش». وأضاف: «موضوع المحتجزين في القريتين هو الشغل الشاغل للمطران سلوانس نعمة ولكل كهنة أبرشية حمص وحماه وتوابعهما للسريان الأرثوذكس، وكل رجال الدين المسيحي والمسلم ووجهاء المصالحة الوطنية، والوضع ما زالاً غامضا هناك».
هدف «داعش» من دخول القريتين
يتضح من خلال التطورات الميدانية في ريف حمص الشرقي بأن الجيش السوري اقترب من إحكام السيطرة على نقاط الإشراف الناري على قلب مدينة تدمر من جهة المثلث والمدينة الأثرية، والتي تشكل مراكز رئيسية لقوات الاقتحام والمداهمة التي تتحضر لعملية الدخول، ما دفع التنظيم لمحاولة تخفيف الضغط عن المدينة من خلال عملية الالتفاف التي نفذها عناصره بدخولهم إلى القريتين التي لا تبعد عن مطار «تي فور» العسكري سوى 40 كيلومتراً، وهي مسافة قليلة بحكم أن الطرق الواصلة بين المنطقتين صحراوية.
وتشير المعطيات على الأرض إلى أن تنظيم «داعش» كان يحاول منذ فترة وصل تجمعاته في القريتين ومحيطها بتجمعاته في منطقة جباب حمد (20 كيلومتراً جنوب غرب المطار)، لمحاولة إقامة خط من السيطرة يقطع اتصال مطار «تي فور»، وبالتالي القوات المسلحة على أطراف تدمر، بالاوتستراد الواصل إلى مدينة حمص ما سيمكن التنظيم من إقامة قوس من السيطرة وجبهة محصنة على أبواب مدينة حمص، لكن غرفة العمليات العسكرية تدرك هذا الموضوع، وتحاول إسقاط كل إمكانيات فرضه على الأرض من خلال تعزيز تواجد القوات على طول طريق حمص ـ تدمر.
وقال مصدر عسكري لـ«السفير»: إن العملية العكسية بدأت منذ لحظة دخول الإرهابيين إلى القريتين من خلال انسحاب القوات وتعزيز تواجدها في الجهة الغربية للقريتين، اي باتجاه تحويلة اوتستراد حمص، فيما لا زال الجيش السوري يثبت نقاطه في جبل الرميلة والسنين وسلسلة جبال مهين الكبرى والصغرى، وباتجاه حوارين وباقي المناطق في محيطها.
ونفذ الطيران الحربي السوري عددا كبيرا من الطلعات والاستهدافات المباشرة لتحركات «داعش» ومعاقله في القريتين والمحسا، بالإضافة إلى استهداف المدفعية الثقيلة للمفاصل الحساسة في نقاط الارتباط الرئيسية في جغرافيا المنطقة الصحراوية في اليومين الماضيين.
ويسود الهدوء حاليا المناطق المحيطة كحوارين ومهين والغنثر التي نزح معظم أهلها إلى مناطق أخرى هرباً من نار معارك القريتين، خصوصاً إلى صدد التي تعد أكثر المناطق أمناً في المنطقة، في ظل استنفار كل وحدات الرصد والتمركز على التلال الحاكمة من الفرقلس ومحيطها حتى حقول نفط شاعر، وجزل، وجحار، وحيان، وعلى طول خط الريف الشمالي الشرقي لحمص من مكسر الحصان وصولاً إلى جب الجراح وأبو العلايا والمسعودية.
الصورة إلى الآن ما زالت غير واضحة المعالم حول قرار القيادة العسكرية، وإمكانية تبديل أولويات المعركة، لكن كما تقول المصادر الميدانية فإن العملية في تدمر مستمرة بالزخم نفسه بعيداً عن أي تأثير بخصوص تطورات الواقع في القريتين، مع استمرار العملية في محيط القريتين بهدف إخلائها من المدنيين وإعادة السيطرة عليها بشكل كامل.

السفير - سيف الفرا

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz