Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 01:43:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المنطقة في مرحلة كسر العظم

دام برس :

كتب عمر معربوني في سلاب نيوز .. كثيرةٌ هي الرسائل التي يُرسلها أطراف الصراع في المنطقة هذه الأيام، سواء في اليمن او سورية او العراق وفي ليبيا ومصر وقطاع غزّة، فالمنطقة تعيش أعلى مراحل الفوضى التي يُراد لها أن تتحوّل الى بؤرة صراع دموي لعقود قادمة ستكون نتائجها مريعة حيث ستعيد المنطقة عشرات السنين الى الوراء.
في العنوان الرئيسي، ليس خافياً التماهي والتناغم بين أميركا والجماعات التكفيرية في الأهداف المباشرة المرتبطة بإحداث الفوضى وتعميمها وسيادة التوحش كنمطٍ يهشّم النسيج الإجتماعي للمنطقة ويقضي على منظومة القيَم التاريخية التي كانت اساس العلاقة بين مكوّنات المنطقة على مدى قرون طويلة.

واذا ما تابعنا مسار الميدان في العراق وسورية تحديداً، نرى أنّ الجماعات المسلحة وفي مقدمتها تنظيمي "داعش" و"النصرة" أحرزا بعض التقدم في الرمادي وفي الجنوب والشمال السوريين وكذلك في منطقة تدمر، كما أنّ "داعش" في العراق يمثل تهديداً خطيراً على الجغرافيا والنتائج الكارثية التي يمكن أن تنتج عن سيطرته عليها بشكلٍ نهائي لناحية خرائط التقسيم التي يُروّج لها كثيراً هذه الأيام، وهي بيت القصيد بما حصل في الرمادي وتدمر وفي الشمال والجنوب السوريين.
فهذا المسار الذي سلكته الجماعات المسلحة يأتي متوازياً مع الحرب الإعلامية والنفسية التي تهدف الى ضرب إرادة ودورة الحياة وتعميم حالة الصدمة الناتجة عن الإفراط في استخدام التوحش ليسود الرعب كعامل أساسي يحرك الملفات في المرحلة القادمة.
في الموازاة أيضاً، يتم العمل على إسقاط المنطقة وتحديداً سورية من خلال الحرب الإعلامية التي تواكب الحرب الميدانية انطلاقاً من استغلال الوقائع وتضخيمها وتصوير المستجدات على انها مقدمة الإنهيار، وهو أمر قديم جديد واكب الحرب على سورية منذ بدايتها ويتم استخدام آليات جديدة كل مرّة بحسب الظروف والمستجدات.

في توصيف سريع لواقع الميدان في سورية، إنّ ما حقّقته الجماعات المسلّحة في الشمال والجنوب وفي تدمر حصل على خطوط الأطراف للمنطقة الحيوية للدولة السورية، وهو أمر يمكن ان يُستخدم في رفع الروح المعنوية للجماعات المسلّحة وفي الضغط على السوريين الموالين للدولة والموجودين في المنطقة الحيوية الممتدة من العاصمة دمشق مرورًا بالمنطقة الوسطى وصولًا الى الساحل وحلب، ولا يمكن استثماره في أي مفاوضات محتملة للضغط على الدولة السورية لإدراك الخبراء من الدول الداعمة للجماعات المسلّحة أنّ ما حقّقته هذه الجماعات لا يتعدى الإنجازات الموضعية والتي لا يمكن استثمارها في عمليات لاحقة يمكنها كسر خطوط الدفاع عن المنطقة الحيوية، وهو أمر تعرفه هذه الجماعات والدول الداعمة لها والتي بات الخبراء فيها مدركين تماماً لطبيعة التوجهات والإجراءات التي عمد اليها الجيش السوري عبر تحديد الأولويات وترتيبها ضمن حراك استراتيجي، آخذًا بعين الإعتبار مجموعة من آليات المواجهة المرتبطة بالمحور الداعم لسورية وطبيعة وحجم الإمكانيات المتوفرة للمواجهة. حيث يتجه الجيش السوري في المرحلة القادمة القريبة الى زج بعض القطعات العسكرية من عناصر النخبة ضمن تشكيلات جديدة تراعي طبيعة الميدان ومنطلقة من التجارب السابقة.

ومن ضمن هذه الخيارات الجديدة دخول اسلحة ميدان اكثر حداثة كصواريخ كورنيت اي ام 2، وهي صواريخ تعمل على نظام "أطلق وانسَ" بمدى يصل الى 10 كلم نهاراً و7 كلم ليلاً، ممّا سيلغي التفوق بالنار الذي حقّقته الجماعات المسلّحة عبر منظومة صواريخ تاو التي تُستخدم كسلاح اساسي وبالآلاف في كل الجبهات السورية وخصوصاً جبهتي الشمال والجنوب، كما ان إجراءات جديدة تم تفعيلها لتخطي مشكلة التشويش على أجهزة اتصال الجيش السوري خلال مرحلة الهجمات التي تقوم بها هذه الجماعات ما يؤثر بشكل كبير على نظام القيادة والسيطرة للجيش السوري مقابل استخدام الجماعات المسلّحة لأجهزة اتصال عبر الأقمار الصناعية حققت لها اسباب اضافية في فاعلية هجماتها.
العديد من الإجراءات بما فيها التنظيم الداخلي للتشكيلات ونظام السيطرة واعطاء الأوامر وصلاحيات واسعة لقادة الجبهات في استخدام وسائط الدعم الناري بما فيها الطيران لتقليص مدة الاستجابة بسبب روتين آليات طلب المساندة وأمور أخرى سيكون لها صدىً ايجابياً في المرحلة القادمة.
في المقابل، سنشهد في الأشهر القادمة مزيداً من التصعيد وخصوصاً في حلب حيث قامت الجماعات المسلّحة البارحة بشن هجوم كبير على جبهة الراشدين – الشيحان، مترافقاً مع قصف لأحياء حلب كانت نتائجه دموية وهدفه الأساسي هو بث الهلع والرعب في صفوف المدنيين، وهو أمر ستكرره الجماعات المسلّحة في المرحلة القادمة رغم ان النتائج جاءت على عكس ما تهدف اليه هذه الجماعات وهو ما شهدناه في مواقف اهالي حلب لناحية وقوفهم الى جانب الدولة والجيش.

المعركة الأخطر والأهم في المرحلة القادمة ستكون معركة السويداء امتداداً الى القنيطرة، خصوصاً اذا ما تابعنا ما حصل في الأردن لجهة تصريحات الملك الأردني حول دعم العشائر السنيّة في العراق والجنوب السوري. واذا ما أسقطنا تسليم الملك الأردني للراية الهاشمية لرئيس اركان الجيش الأردني في احتفالٍ حضرته العائلة الحاكمة وكبار رجال الدولة والعشائر، سندرك اننا سنكون امام مشهد دراماتيكي مليء بالجنون والدم ويحمل في طيّاته الكثير من المغامرة والرهانات على مشروع المملكة الكبرى في زمن استنفار المرجعيات المستندة الى البعد التاريخي والأيديولوجي، من سلطنة اردوغان القائمة على الحلم العثماني الى الرغبة المصرية في ايقاظ مرجعية الأزهر ومشروع الخلافة الداعشي مقابل مشروع الولاية الشيعي الذي يتصدر المشهد في الجانب المقاوم، وهنا اود ان اشير الى أنّي بصدد استعراض العناوين وليس مقارنتها او تحليلها.

ويبقى المشهد الأهم والأكبر هو المعارك الدائرة فيما تبقى من جرود القلمون وعرسال، وهو الخط الذي سيحرم الجماعات المسلحة من قدرة التأثير والضغط على كامل المجال الحيوي للدولة السورية وسينقل المعارك بشكل نهائي الى الأطراف بما فيها تفعيل المعركة باتجاه الحسكة ودير الزور عبر شق البادية والعمل على اغلاق خط الحدود مع العراق لاحقاً، وهو أمر لن يتم غدًا ولكنه سيكون في عقل الجماعات المسلحة وخططها اذا ما انتهت قريباً معارك القلمون التي سينتج عنها مباشرة تسريع لحسم المعركة في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي خصوصاً أنّ معارك مرتقبة بين داعش والجماعات الأخرى ستتصدّر المشهد في الاسابيع والشهور القادمة على كامل مساحة انتشار هذه الجماعات، وهوما نلاحظه هذه الفترة وهو السبب الرئيسي لتقدم داعش الى تدمر إضافةً الى عامل النفط والغاز.

ولأنّ الجماعات المسلّحة تُدرك أنّ نتائج الإنتخابات التركية ومعركة القلمون ستنعكس عليها بشكل سلبي، عمدت الى تسعير الوضع في حلب على أمل ان تُحرز نتائج لمصلحتها لا يبدو انها ستكون بتلك السهولة. ففي حلب يختلف الوضع عن اي مكان آخر لمجموعة من الأسباب وعلى رأسها التحولات السياسية المرتقبة في الموقف التركي من الحرب في سورية، ومسألة دعم وتسهيل عمليات الجماعات المسلّحة ستكون على رأس مهام الحكومة التركية القادمة التي قد تبقي الوجود السياسي للمعارضة السورية وتنهي او تقلص الى حد كبير دعم الجماعات المسلحة.
من هنا يبدو أنّ المشهد في الجنوب السوري سيتصدر المرحلة وسيكون في واجهتها، إضافةً الى تحولات كبيرة في وضع الأنبار ربما تكون ضربة لمشروع الملك الأردني اذا ما ترافق ذلك مع صمود لجبل العرب وعاصمته السويداء.
ختاماً، إنها مرحلة كسر العظم وستعمد كل اطراف الصراع خلالها الى الشروع في تنفيذ خططها، فالدولة السورية تعرف أنّ صمودها في المجال الحيوي الذي ذكرناه هو أساس الانطلاق الى مهام أخرى بينما سيسعى الطرف الآخر الى إحداث خرق في المنطقة الحيوية ربما عبر بيت جن سعسع وصولاً الى اطراف دمشق من الجهتين الغربية والجنوبية، وفي كل الأحوال فإنّ الأيام القادمة هي التي ستخبرنا عن طبيعة الصراع القادم وتفاصيله.

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-06-17 04:57:51   ناهد
الشعب السوري والعراقي منذ القدم احبط مخطط ال سعود الصهيوني وسيسقطه الان
نهاد  
  2015-06-17 04:55:09   محور
محور المقاومه لن يسمح بالتقسيم وهو يمتص الهجوم بحنكه
نمر  
  2015-06-17 04:53:58   أردن
الاردن مشروعه منذ القدم فاشل ولا موقع له الا تمرير المؤامرات ولن ينجح الا بسفك الدم
ناظم  
  2015-06-17 04:52:18   سوريا
سوريا تعيش مرحلة كسر العضم منذ القدم النصر او الشهاده
سالي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz