Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 13:09:35
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
القلمون = السويداء .. والميدان السوري 5 / 7

دام برس :

جغرافياً، تعتبر القلمون هي الضامن الوحيد بالنسبة لمفكري الإستراتيجية الإسرائيلية ليبقى الكيان بمأمن من المواجهة المباشرة مع الدولة السورية لجهة إن هذه السيطرة السورية على هذه المرتفعات تبطل فاعلية المراصد الإسرائيلية في جبل الشيخ، إذ سيكون من الطبيعي إنشاء مراصد مشابهة في مواقع أكثر إستراتيجية وحيوية، كما إن السيطرة على هذه المرتفعات تنهي الوصل المفترض ما بين مرتفعات الجولان وجبل الشيخ والقلمون كمنطقة تمتد إلى تخوم محافظة حمص والمناطق الساحلية، فمن على هذه المرتفعات يمكن الرماية بواسطة المدفعية والصواريخ إلى مناطق عميق في الأراضي الفلسطينية، وبإصابات موجعة للكيان في أي مواجهة مع سوريا أو حزب الله، وبما إن قواعد الاشتباك أسقطت من حسابات المقاومة بعد اغتيال كوادرها في مزرعة الأمل في القنيطرة السورية، وبعد الانهيار الكبير للميليشيات في القلمون بات من الواجب في الرؤية الإسرائيلية أن يبحث عن بديل يخلق من خلاله ثغرة في الجسد السوري، وتبقي على مشروع إنشاء الجدار الميليشياوي الفاصل ما بين سوريا والأراضي المحتلة.

تحويل الأنظار نحو محاولة ربط جبل الشيخ بالجولان ومنه إلى سهل حوران وامتدادا إلى جبل العرب، خطة قد تكون أسرع بالنسبة للكيان إذا ما حشد لها العدد اللازم من الميليشيات وحضرت الأجواء الإعلامية والسياسية الداعمة لمثل هذا المشروع، وأمن لكل ذلك التمويل اللازم، وكالعادة يكون الكيان السعودي الشريك الأحدث في علنية العلاقات بالنسبة للكيان الإسرائيلي هو الحاضر لاستهداف سوريا بأي طريقة ممكنة، خاصة وإن اللعبة الميدانية في الشمال أخرجت السعوديين من حسابات المكاسب، وأبقت على التحالف التركوقطري في واجهة الحدث بطبيعة إن جبهة النصرة هي المتحكم بمجريات الأمور هناك، وتميل هذه الجبهة إلى القطريين والأتراك أكثر من آل سعود من ناحية التمويل والإدارة، وبذلك يفهم سبب الهجوم «الإعلامي » على محافظة السويداء، فعلى أرض الميدان لم يكن الهجوم سوى محاولة فاشلة أشبه بانتحار مجاني للميليشيات على تخوم المحافظة.

واقع الميدان السوري إن العمل القتالي للقوات السورية مقسم إلى قطاعات عمل مستقلة، تساعد فيها عدم مركزية القرار إلا في القرارات الكبرى على تسهيل عملية الدفاع عن المناطق السورية، وبقراءة الجغرافية العسكرية للميدان السوري يتضح إن الأراضي السورية مقسمومة إلى عدة جبهات أساسية هي « دمشق وريفها – القلمون – الجنوب السوري – الوسط (حمص وحماة) – الشمال السوري- المنطقة الشرقية وامتدادا إلى البادية – الجزيرة السورية امتدادا إلى المثلث الحدودي السوري العراقي التركي»، وبحسب المعلومات الثابتة فإن الخطر على دمشق معدوم، في حين إن القلمون تشهد تفوق سوري أبهر حتى أعدائها، كما إن القوات السورية في الجنوب متماسكة وقوية وتأخذ شكل الكر والفر ولكنها ليست ذات تفوق سوري بحت، في الوسط، حمص وحماة في مأمن والقوات السورية تصد أي محاولة تقدم من قبل داعش من جهة الصحراء، في الشمال الوضع الميداني متأزم، في حين إن الجزيرة السورية ميدان للجيش وقوات العشائر، وبالنظر إلى المنطقة الشرقية فإن التعاون العسكري ما بين العشائر التي تنفذ عمليات نوعية من خلال المقاومة الشعبية، والقوات السورية المدافعة عن المدينة في خطوط تأخذ شكل الثبات حالياً، يمكن قراءة الميدان على إن حاصل العمل السوري العسكري يميل لصالح القوات السورية بواقع خمس جبهات تسيطر عليها القوات السورية، في حين أن جبهتي الشمال والجنوب مستمرتين في التصعيد، وإن كان وسائل الإعلام تركز على الشمال والجنوب فإن ذلك لا يقلل من شأن تقدم القوات السورية في بقية الجبهات، ثم هل الميليشيات المسلحة المتواجدة في كل من الشمال والجنوب بمأمن من العمليات الجوية السورية المستمرة، وماذا عن شرق حماة وتخوم مدينة الرقة التي يتمركز فيها داعش وتتلقى ضربات على مدار الـ 24 ساعة من قبل المقاتلات السورية..؟.

وفي المواجهة كان العامل الشعبي هو الأساس في تطويق الخطر المحيط بالجنوب السوري، معركة مطار الثعلة التي عوّل عليها من قبل الميليشيات ومشغليها لم تنتج إلا ضربات موجعة وكشف للسيناريوهات المحتملة للضربة التي قد توجه إلى المنطقة وطبيعتها، فسقط وليد جنبلاط في محاولة استمالة الموحدين الدروز إلى شق الصف السوري طائفياً، وتورطت بعض الشخصيات اللبنانية «الدرزية» بالاستعجال وطبيعة التعاطي مع الأزمة، في حين إن التعقل كان سيد الموقف من قبل سكان المدينة الذين أكدوا على إنها معركة وطن لا معركة طائفة بعينها، وقدرت القوات السورية بالتعاون مع القوات الشعبية التي احتشدت من صد الهجوم على مطار الثعلة، مستفيدة من ضربات مركزة وموجعة من قبل الطيران السوري على منطلق الهجوم في "الكرك، مليحة العطش، أم ولد" ومناطق أخرى، ولكون الميليشيات ستخشى بطبيعة الحال على معاقلها الأساسية فقد سحبت عدد كبيرا من المشاركين في الهجوم بعد عمليات قوات المشاة السورية في قلب مدينة درعا، وبفضل «حماقة» المتحدثين العسكريين من قبل الميليشيات نفسها، سقطت المعركة على المحطات الداعمة للإرهاب، ومن الطبيعي أن تجد مقدم برامج أو قارئ نشرة أخبار ينهر أحد هؤلاء عن «إحباط وتكسير معنويات المجاهدين» كما حدث على قناة أورينت، ومن الطبيعي أن تجد «نباحاً» من قبل طائفي مقيت كفيصل القاسم يؤكد فيه على إن «المعركة مستمرة برغم الخسائر الكبيرة»، والاستمرارية فعلا موجودة، لجهة أن الحشود الشعبية على تخوم المدينة في تزايد مستمر ومن مختلف مكونات المدينة بحسب ما تؤكده المعلومات الخاصة.

بذلك يمكن إجمال القول بأن القوات السورية مازالت هي الأقدر على أن تقول كلمتها في الميدان السوري، وإذا ما كانت الميليشيات المسلحة تحظى بزخم إعلامي كبير فإن السؤال عن السبب الذي جعل المنطقة الشمالية تتراجع في أولولية الأهمية بالنسبة للكثير من الوسائل الإعلامية يدلل على إن هذه المعركة اليوم لم تعد ذات أهمية بالنسبة لبعض أقطاب المحور المعادي لسوريا بكونها لا تحقق مصالحه، وهذا نتيجة لوجود صراع ما بين هذه القوى، ليكون هذا الصراع هو المسمار الأهم في نعش الميليشيات في الشمال، والمعلومات الخاصة تشير إلى أن التحضير لمعركة الشمال الكبرى من قبل القوات السورية كبيرة، ولن تكون معركة تنتهي عند الوصول إلى الحدود التركية.

عربي برس

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz