Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
في سوريا .. الحرب ’’إكذوبة’’

دام برس :

تميل بعض وسائل الإعلام "العربية" إلى خلق حالة من "الآكشن" في طرحها للواقع الذي يتعلّق بمجريات الميدان السوري على وجه الخصوص والعراقي عموماً، مستغلّةً "إعادة ترتيب الأوراق" التي يقوم بها الجيش السوري هذه الأيام بعد عدّة انسحابات عسكرية نفّذها "فجأة" من جبهات كانت تمثل له العمود الفقري في أي عملية عسكرية يريد تنفيذها سواء في الشمال السوري أو وسط الدولة السورية. فالانسحاب "النظيف" الذي نفّذته الوحدات العسكرية من "أريحا" مؤخراً أفقد البعض صوابه للوهلة الأولى، واعتقد أن الجيش السوري الذي جمع في المدينة آلاف من جنوده الذي انسحبوا في وقت سابق من إدلب وجسر الشغور إضافة إلى معسكري "القرميد – المسطومة" انهار تماماً، وأنه لم يعد قادراً على الثبات في أي من مواقعه التي تحصّن فيها لـ"سنوات"، متجاهلين ظروف المعارك الدائرة شمال سوريا مع مالايقل عن 15 ألف مقاتل "متطرف" تم تجميعهم في تركيا بمساعدة الدّوحة، وتزويدهم بأحدث أنواع الأسلحة ومئات "الانتحاريين"، والذي اضطر الجيش بدوره إلى العودة بضع خطوات إلى الخلف لقطع الطريق أمام "الأمواج البشرية" المتقدّمة من الحدود التركية، عبر الاندماج مع القوات المرابطة جنوباً وشرقاً وغرباً، بانتظار ساعة الصفر التي تُعلن بها القيادة السورية الهجوم بهدف استعادة النقاط التي انسحب منها الجيش. هو ذات السيناريو تُحاول الدولة السورية وقيادات الجيش السوري رسمه للقوات المرابطة في محيط تدمر التي انسحب منها الجيش أمام داعش .. كل ذلك دفع "عشّاق الآكشن" إلى رسم خطوط "ميدانية" جديدة تتعلق بالجبهات السورية دون غيرها، كان أهمها الحديث بإسهاب عن قوات عربية – دولية تعدادها تجاوز الـ20 ألف. لامست أقدامها الأرض السورية وباتت على استعداد لخوض غمار الميدان السوري "شمالاً" تحت "قيادة مشتركة" ... إذاً أين الجيش السوري من هذه الحشود ..؟

من يتابع "التصورات" التي وضعها البعض عن مستقبل الميدان السوري أمام الانسحابات المتتالية للجيش السوري من عدة جبهات "استراتيجية"، يلحظ أن الغاية منها كان "تهميش" دور الجيش السوري، وتصويره بعد أربع سنوات معارك مستمرة. أنه جيش "انتهت مدّة صلاحيّته" وبات غير قادر على خوض معركة واحدة لأنها ستنتهي بـ"انسحابه" منها "خاسراً منهزماً"، وأن "القوات القادمة من الخارج" هي الحل الوحيد المتبقي أمام الدولة السورية وإلا فإن السقوط صار قاب قوسين، خاصة وأن الحملة الإعلامية التي رافقت تقدم الميليشيات الإرهابية طالت تهديداتها كلاً من اللاذقية وريف حماة الشمالي، كما طالت حمص ودمشق، على أن استمرار تراجع وحدات الجيش سيُسقط ماسبق بالضربة القاضية "جملةً واحدة"،  مع تأكيد وسائل الإعلام ذاتها على أن "القوات الرديفة" القادمة من الخارج باتت "الحل" الذي ينتظره السوريين حيث جرى التسويق لهذه "المعلومات" بكثافة دون ذكر مصدرها الأساسي، فلا إيران صرّحت بها "رسمياً" ولا الدّولة السورية كذلك، كما أن وجود بعض القوات التابعة للمقاومة الإسلامية "حزب الله" في بعض الجبهات إلى جانب وحدات الجيش السوري لم يعد سرّاً، بل على العكس تبلور بشكل رسمي وكانت بدايته "العلنية" على جبهة القلمون .. إذاً لماذا يتم التسويق لآلاف المقاتلين الجاري تحضيرهم لخوض معارك الجيش العربي السوري، المعني الوحيد فيها ..؟

مصدر متابع للعمليات العسكرية في ريف إدلب، صرّح لعربي برس أن حشود للجيش السوري وقوات الدفاع الوطني فقط هي من يتواجد على جبهات ريف حماة الشمالي وبعض قرى ريف إدلب التي مازالت تحت سيطرة الجيش السوري، مؤكداً في رده على ما أشيع عن "توافد" قوات غير سورية لمشاركة الجيش في إعادة السيطرة على المناطق التي خسرها هناك، أن الجيش العربي السوري لايعاني من "عديد القوات" ولا من نقص في التسليح والتذخير، مشيراً إلى أن هناك قوات ستفاجئ العدو عندما تحين "ساعة الصفر" المنتظرة، مضيفاً أن انسحابات الجيش السوري الأخيرة لا تتعلق بـ"ضعفه" كما يحاول الأعداء تسويق ذلك، وإنما ضمن خطة عسكرية أعدّها الجيش بشكل مسبق "ستظهر نتائجها لاحقاً"، مشيراً إلى أن الجيش السوري الذي كان يتواجد في معسكر المسطومة وأريحا قبل انسحابه منها، كان على علم مسبق بحجم الهجوم الذي يعدّه مايسمّى "جيش الفتح"، وأن الانسحاب جاء نتيجة الفهم المسبق لواقع المعارك هناك والتي تقول أن "الصمود" في مناطق محاصرة ستأتي بنتيجة عكسية لما يتوقعه البعض، وهذه النتيجة هي أن صمود الجيش في هذه المناطق يعني إنهاك القوات بشكل كامل خاصة وأن محيط "المسطومة – أريحا" كان مغلقاً بالميليشيات، لذا كان علينا الإخلاء للحفاظ على القوات بكاملها .. مذكراً بأن حامية مشفى جسر الشغور لم يتعدا عددهم الـ200 جندي والذي كانوا على مدار شهر يصدّون هجمات لـ"مئات" المتطرفين دون أن يتمكن هؤلاء المتطرفين من الدخول إلى المشفى حتى لسحب جثث قتلاهم الذين كانوا يتساقطون كـ"الذباب" على أعتاب هذا الصرح، وأن انسحاب الحامية من بين مجموعات الميليشيات شكّل صدمة حقيقة لهؤلاء أفقدهم طعم "التقدم" الذي حققوه حتى اللحظة ..

في الحقيقة وبظل الحملة الإعلامية التي يتعرض لها الجيش السوري في الآونة الأخيرة، على البعض أن يفكر كثيراً فيما يقول، فالجبهات السورية "ساخنة" جميعها ومازال الجيش ينتشر ويقاتل على أكثر من 400 جبهة مجتمعةً، وبالتالي فإن الحديث "بحسن نية" عن إرهاق الجيش السوري بعد سنوات الحرب هذه، يجب أن يترافق مع الانتصارات التي مازال يحققها على الأرض السورية، وأن الهجمة الأخيرة التي شنّها تنظيم داعش على الحسكة وصدها الجيش السوري مع قوات الدفاع الوطني مؤخراً، تُثبت أن الجيش السوري مازال قادراً على خوض المعارك، كما أن حرب "الأنفاق" التي يخوضها في ريف دمشق تُثبت ذلك أيضاً، كما يُثبت ثباته على جبهات ريف حمص خاصة في حقول النفط والغاز التي حافظ عليها رغم اقتراب داعش عليها بعد سيطرته على تدمر، أيضاً في ريف اللاذقية حيث يحقق إنجازات شبه يومية لتوسيع نطاق الأمان حول المناطق الساحلية، وذاته ينطبق على جبهات الجنوب السوري التي استطاع تجميدها وفرض أمر واقع على الميليشيات المتطرفة المدعومة "إسرائيلياً – أردنياً – سعودياً".

ماسبق لايعني أننا نرفض مشاركة "محور المقاومة" في الحرب على سوريا، لأن هذه الحرب الجميع معني بها، لكن المطلوب عدم تضخيم "الدعايات" التي يتم طرحها في الميدان السوري، مع العلم أن الحديث عن 20 ألف مقاتل "إيراني" وصل إلى سوريا بكامل عتاده، لايحتاج فقط إلى براهين، بل إلى تصور عقلي منطقي يقول، أن مثل هذا العدد لايتم نقله في ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى عمل شاق بين الدولتيين قد يأخذ شهوراً لنقل مثل هذا العدد وتوزيعه على الجبهات .. ولا نظن أن الجبهات السورية التي جرى الحديث عن تزويدها بتلك الأعداد العسكرية، هي بحاجة إلى هذه الأرقام .. ولاحتى "ربع هذه الأرقام" أيضاً.

عربي برس - ماهر خليل

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-06-06 11:41:07   ظروف مريرة
جيشنا يملك عزيمة قوية وسيبقى صامد رغم الظروف المريرة حتى ينذف آخر نقطة دماء
سهام مهنا  
  2015-06-06 11:38:05   عراق وسوريا
العراق وسورية تتآلمان معا"...
منصور  
  2015-06-06 11:33:58   كف عفريت
الميدان السوري ع كف عفريت بكل جبهاته
هويدا  
  2015-06-06 11:30:09   _______
ليأتوا ويروا الجيش بعد اربع سنوات حرب...ليأتوا ويحصو انتصاراته العظيمة
فضيلة  
  2015-06-06 11:22:35   _______
ليأتوا ويروا الجيش بعد اربع سنوات حرب...ليأتوا ويحصو انتصاراته العظيمة
فضيلة  
  2015-06-06 11:20:28   اكشن
منذ بداية الازمة كانت قنوات الاعلام المغرضة تصف الواقع الاكشن...لكن مع مرور الوقت تحقق هذه الواقع وفعلا اصبحت الحرب في سوريا "اكشن"
عثمان  
  2015-06-06 11:17:25   400جبهة ساخنة
400 جبهة ساخنة الا تحتاج الى 20الف مقاتل ؟؟؟؟؟
سومر  
  2015-06-06 11:15:09   سرية
لاداعي للسرية في عمل المقاومة الى جانب الحيش...سنقولها بكل شفافية لولا حزب الله لما صمد الجيش حتى الان
شكران محمد  
  2015-06-06 11:13:12   اكثر من حرب
ياريت لو كانت الحرب اكذوبة...ياريت فينا نصدق هل حكي ..بس للاسف خلص الوقت وصرنا متاكدين انو هي حرب واكبر من حرب كمان
تغريد  
  2015-06-06 11:11:31   سنوات حرب
بعد مرور ٥ سنوات من الدم والدمار والارهاب و....الخ وتقولون ان الحرب اكذوبة ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
جهاد  
  2015-06-06 11:09:20   الميدان السوري
الميدان السوري لا احد يعرف مايجري به..ولكنه شيء كبير لكن لم يصل لحالاة الاكش الذي تتكلم عنها القنوات الاعلامية
نينار  
  2015-06-06 11:07:04   للاسف
للاسف الجبهات السورية بحاجة لهذه الاعداد وكانت بحاجة لها من زمان...هذا ليس تهويل للواقع ...هذا الواقع بحد ذاته
مازن  
  2015-06-04 17:44:22   حرب اعلامية
جيشنا ورغم هل حرب الاعلامية عليه لساتو صامد وعم يحقق انتصارات كبيرة
رند  
  2015-06-04 17:38:09   جيشنا
فشرو..فماحققه جيشنا لم ولن يكن له مثيل
اوراس  
  2015-06-04 17:18:25   اكشن
الاكشن لي عم تخلقو العربية..هو واقع ليش لنكذب ع حالنا
وهيب  
  2015-06-04 17:15:46   حرب
في سورية الحرب واقع ومستقبل
شروق  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz