دام برس :

شرعت المقاومة اللبنانية مع الجيش السوري إلى تقسيم منطقة جرود القلمون الغربية إلى قطاعاتٍ عسكرية متعددة وزّعت المهام فيها على تشكيلات المقاومة والجيش السوري العاملة في الميدان.

وتهدف المقاومة من خلال هذا العمل إلى توفير مساحة راحة في الميدان تجمع فيها القطاعات في غرفة عمل واحدة لكلٍ منها مهام مخطط لها مسبقاً تقوم بأداء العمليات بالتناغم وفق إدارة مصالح مشتركة.

وفي هذا الصدد، علمت “الحدث نيوز” من مصادر متابعة، ان المقاومة قسّمت قطاعات القلمون إلى سبع تبدأ من الجرود الجنوبية التي تمت السيطرة عليها (عسال الورد) إلى الجرود الوسطى (الجبة – راس المعرة) وصولاً إلى الجرود الشمالية (جزء من راس المعرة حتى فليطة).

ويتمتع كل قطاع بخط إمداد خاص به وقوة عسكرية عاملة ومجموعات إسناد خاصة. فمثلاً، يأتي خط الامداد نحو جرود عسال الورد في الجزء الجنوبي والتي تمت السيطرة عليه الاسبوع الماضي إنطلاقاً من جرود بريتال الشرقية، بينما يأتي خط إمداد الجبة – راس المعرة من جهة جرود نحلة الشرقية وذلك بعد ان تمت السيطرة على النقاط المرتفعة التي تسمح بتأمين عبور آمن للقطع، بينما ستكون جرود نحلة الشمالية الشرقية ايضاً خط إمدادٍ نحو راس المعرة مروراً إلى فليطة، كون الاخيرة متصلة بجرود عرسال. ولهذا الغرض عملت المقاومة اولاً على تأمين السيطرة على عسال الورد حتى الجبة بهدف تأمين الخطوط نحو راس المعرة ففليطة في ظل إستمرار العمل لتأمين ما تبقى من مرتفعات مشرفة على الخطوط لا سيما في جرود راس المعرة لتسهيل وتأمين عبورها.

شمال القلمون.. بيضة القبان

ميدانياً، يأتي العمل متدرجاً بالنسبة إلى المقاومة، فالعمل الحالي يتركز للسيطرة على مرتفعي “تل موسى” و “الزمراني”، لكن التمهيد نحوهما يأتي عبر السيطرة وتأمين السيطرة على تل “باروح” المواجه لفليطة من الناحية الشرقية وفي نفس الوتيرة على مرتفع “رصد الزلازل”. وتؤدي السيطرة على هذه المرتفعات لا سيما “طلعة موسى” إلى عزل جرود القلمون الغربية عن جرود عرسال الشرقية التي ينشط فيها المسلحين وفرض سيطرة ميدانية على كامل جرود فليطة عبر “تل موسى” وصولاً إلى جرود راس المعرة، وفتح مجال رؤية واسعة إلى جرود عرسال خزان المسلحين.

الجزء الشمالي من جرود القلمون الغربية هو “مربض الفرس”، وفق مصادر “الحدث نيوز”، فعملية القضم والتقطيع هنا تراها المصادر أصعب من الجرود الوسطى او الجنوبية التي تمت السيطرة عليها. من وجهة نظر الجماعات المسلحة، ترى في جرود القلمون الشمالية (فليطة قارة ومحيطهما) بقعة نشاط اساسية وموقعة أملهم، وهم سيحاولون منع المقاومة والجيش السوري من إحكام السيطرة عليها وذلك عبر حشد كافة الجماعات للمواجهة.

وترى المصادر، ان السيطرة على سهل “المير” المحاذي لقارة السورية هو نقطة أساس في مشروع إسقاط الجماعات المسلحة في هذا الجزء الذي يتمتع بسيطرة واسعة لـ “داعش”. التنظيم الذي يقوده “البغدادي” إلى هذا اليوم شبه ناءٍ بنفسه عما يجري، ليس لانه لا يريد القتال، بل كونه يتحضر في الجزء الشمالي للموقعة الاصعب الذي يعتبرها مركز نفوذه.

“داعش” الذي يربط جرود قارة بجرود فليطة، يسعى للتمترس في سهل “المير” الواصل بينهما منعاً لسقوطه وبالتالي عزل الجردين عن بعضهما، ويرى في منع هذا العزل تأميناً لجرود عرسال. توازياً، يُدعّم “داعش” مواقعه في تل موسى معززاً نطاق الحماية على السفح وفي الثغور لعرقلة تقدم المقاومة. وتشير معلومات “الحدث نيوز”، ان التنظيم عمد إلى توزيع تشريكات العبوات ونصب الكمائن في الثغور في إنتظار المقاومين.

وعلى ما يبدو، فإن معركة القلمون تتجه نحو المكامن الصعبة في الايام القادمة بعد ان وصلت نار المعارك إلى الجرود الشمالية ومرتفعاتها الاستراتيجية التي تعتبر ذات تلال محدبة وطبيعة صخرية صعبة وبيئة عمل عسكري قاسية.

الحدث نيوز