دام برس :

على ما يبدو، فإن زهران علّوش، زعيم “جيش الاسلام” يُمهد لإعلان “دولة خلافة” او أقلّه “إمارة إسلامية” في منطقة الغوطة الشرقية.

المؤشرات جميعاً تتجه صوب هذه الفرضية، خصوصاً بعد ان جمع “علوش” اول قسم من مشايخ عشائر الغوطة الشرقية في أحد مساجد دوما عقب صلاة الجمعة الماضية، حيث كشف لهم نيته “نيل البيعات” من قبل العامة عبرهم. ويصب هذا الأمر من أجل تعيين نفسه كـ “خليفة” او “أميراً” على الغوطة الشرقية وفق النهج الجهادي – السلفي الذي يتبع له.

وفي حال حصول هذا الأمر، فإن ورقة التوت التي تخفي عورة “علوش” ستظهر امام الغرب الذي يدعي ان “زهران” هو “معتدل”، ويدعمه في مواجهة تنظيم “داعش”.

ومن المتوقّع ان يستدعي “علوش” المدعوم سعودياً، الجزء الثاني من شيوخ ووجهاء العشائر والعائلات الكبيرة في الغوطة الجمعة الماضية على ان يجس نبضهم ويُحدّد موعد لاتمام “عملية البيعة” هذه. وتشير مصادر، ان “القضاء الشرعي” يدعم علّوش” في هذه الخطوة، وهو ينال ايضاً مباركة “القيادة الموحدة”، وهي الاطار العسكري المؤلف من الكتائب المقاتلة الاساسية في المنطقة.

من جهة اخرى، مهّد “علوش” طوال أشهر لهذا الأمر، فهو نقل ميليشياته المسماة “جيش الاسلام” من حالة التشكيل العسكري المؤلف من الوية تحمل أسماء إسلامية، إلى ألوية وكتائب وسرايا حملت أرقاماً ليتحول بذلك إلى جيشِ نظامي. ما عزّز فرضية نيّته التحوّل إلى حاكم لـ “الغوطة الشرقية”، ما رج مؤخراً من قبل نشطاء أطلقوا عليه أسم “رئيس الغوطة الشرقية الشيخ زهران علوش” خلال زيارةٍ تفقديّة قام بها إلى حي في دوما إستهدفه سلاح الجو السوري.

وتأتي هذه الخطوة بعد ان أطاح علّوش بكل معارضيه من الكتائب المسلحة كان آخرها “جيش الامة” وسبقها “داعش”، وبعد ان ضرب “فرماناً” يعلن فيه منع تأسيس اي كتيبة او جماعة مسلحة في الغوطة الشرقية بتاتاً، وتحويل اي شخص يُضبط في هذا الأمر متلبساً إلى القضاء الشرعي لاتخاذ القرار المناسب الذي يصل حد الاعدام.

وترى مصادر متابعة، ان “خطوة علّوش هذه ليست موجهة فقط إلى تنظيم داعش الذي طرده قبل مدة من الغوطة ويقيم إمارة على مرمى حجر جنوب دمشق بقيادة “فرامه”، بل إلى حليفته جبهة النصرة التي يتقاسم معها السيطرة في مناطق الغوطة الشرقية، وربما يسعى لاقناص الفرصة منعها وعدم فتح المجال امامها لاعلان كيان عسكري مستقل في منطقة يعتبرها إمتداد لنفوذه”.

ويُرصد في الفترة الماضية، إتباع “علوش” لاساليب السلفية الجهادية حرفياً، عبر شروعه بتنفيذ إعدامات ميدانية عبارات عن إعدامات مشابهة لتلك التي يقوم بها فرعي “القاعدة”، “داعش” و “النصرة”.

رائد حرب – الحدث نيوز