Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 16 حزيران 2024   الساعة 00:12:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
صناعة الخوف.. لماذا يطور داعش منهجية القتل

دام برس :

توجيه تهم الشذوذ الجنسي وسط مجتمع لا يقبل بمثل هذه الحال أصلاً واحدة من الخطوات التي يعمل تنظيم داعش من خلالها على الترويج للخوف الذي يضمن بقائه في المناطق التي ينتشر فيها من خلال التأصيل لحالة الخوف من الموت لدى المدنيين في تلك المناطق.

قيام داعش بإلقاء الشاذين جنسياً (وفق اتهامه لهم ) من فوق مباني شاهقة أمام حشود من المدنيين يأتي ضمن منهجية رفع وتيرة الخوف من القتل بالطرق البشعة، فالتنظيم يرسل من خلال مثل هذه العمليات رسائله التحذيرية للمدنيين القاطنين في مناطق انتشاره بشكل جماعي من خلال هذه الإعدامات، كما أنه يقوم بنشر الصور لتحضير مناطق أخرى يطمح بالتمدد نحوها، ممهداً لقبول وجوده في هذه المناطق خشية من البطش بهم بالطرق البشعة التي يروج لها، فيضمن من خلال هذا الخوف عدم مقاومة السكان لوجوده، وألا يخرجوا عن طاعة عناصره.

كما أن عناصره أنفسهم ليسوا خارج دائرة المستهدفين من هذه العمليات التي ينفذها، فالتنظيم الذي يواجه مسألة الهروب الجماعي من قبل الجهاديين الذين باتوا يعتبرون المشاركة في المعارك الخاسرة أو القليل من الغنائم عملية انتحار لا طائل منها لابد من قمعهم، كما أن التحصن من انهيار التنظيم بنشر الخوف يفضي إلى أن التنظيم برغم ما تؤكده الأنباء عن دخوله في مرحلة التآكل من الداخل خطوة يسعى من خلالها قادة داعش والقائمون على ضمان بقائه من المخابرات العالمية على ضمان وجوده لنشر الفوضى لأطول فترة زمنية ممكنة في سوريا و العراق، وهي خطوات إن تمكن منها تنظيم داعش سيحقق التفافاً إعلامياً على جملة هزائمه في الميدان القتالي في سوريا والعراق.التكتيك القتالي لدى تنظيم داعش يبدأ من وسائله الإعلامية التي باتت تتوسع مع اتساع دائرة المستفيدين من أنشطة التنظيم، فسوريا والعراق إن بقيتا على ذات الفوضى التي يسعى التنظيم للتأصيل له، ستصلان في مرحلة قادمة من التخطيط إلى التقسيم كخيار يطرحه رعاة داعش بحجة ضمان أمن الأقليات التي يستهدفها تنظيم داعش في سوريا والعراق، كالإيزيدين و المسيحيين والكرد ومؤخراً الآشوريين.

صناعة الخوف التي يحترفها تنظيم داعش من خلال وسائل إعلامه ومن خلال الأفلام عالية التقنية التي تستند أصلاً إلى أفكار تزداد توحشاً يوماً بعد آخر، فالحرق الجماعي و القتل «من فوق شاهق»، إضافة إلى تطبيق الحدود الآخرى في فقه داعش كالرجم وقطع اليد، كلها عمليات يستند إليها التنظيم في الترويج لإشاعة الخوف منه، فالطاعة الخائفة هي ما تضمن بقاء داعش لأن الولاء الشعبي من قبل السكان في المناطق التي ينتشر فيها عناصر داعش بدافع القناعة بافكار ومعتقدات داعش، كذبة لايصدقها قادة التنظيم أنفسهم، لكنهم يروجون لها.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz