Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 18 حزيران 2024   الساعة 19:42:38
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجيش السوري يطلق معركة حلب: إحكام الطوق حول المدينة

دام برس :

في خطوة منتظرة، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية واسعة في محيط حلب، وتمكن خلال ساعات من التوغل بشكل كبير في ريف حلب الشمالي، لتغدو المدينة معزولة بشكل كامل عن ريفها الشمالي المفتوح على تركيا.
ويعني هذا الأمر قطع جميع طرق الإمداد نحو الفصائل المسلحة المنتشرة في أحياء حلب الشمالية الشرقية، وعزلهم بشكل كامل عن محيط المدينة الخارجي. كما قفز الجيش خطوة كبيرة نحو فك الحصار عن قريتَي نبّل والزهراء المحاصرتَين، إضافة إلى محاصرة أحد أهم معاقل المجموعات المسلحة في ريف حلب الشمالي.
واعتمد الجيش السوري في العملية على تكتيك جديد، حيث أشعل، مدعوماً بالفصائل التي تؤازره، جميع جبهات المدينة في وقت واحد. ويقول مصدر عسكري لـ «السفير» إن «المسلحين ظنوا أنها عملية برية واسعة داخل المدينة»، مضيفا: «قامت مدفعية الجيش بقصف مواقع عديدة للمسلحين داخل مدينة حلب، وفي نقاط عدة في أريافها الشمالية والجنوبية، قبل أن يتركز القصف بشكل كبير في الريف الشمالي». وتابع: «بنك الأهداف كان محدداً بدقة، حيث تم استهداف مراكز قيادة العمليات بشكل مباشر، الأمر الذي قطع الاتصالات بين الفصائل المسلحة المنتشرة في الريف الشمالي، كما تم استهداف مراكز إدارة عمليات المسلحين داخل المدينة أيضاً، الأمر الذي أربك موقف جميع الفصائل في وقت واحد».
وشملت الجبهات التي فتحها الجيش السوري كلاً من حي جمعية الزهراء، حيث تقدمت وحدة منه نحو ساحة النعناعي ومحيط جامع الرسول الأعظم، ومحور دوار شيحان ـــ معامل البلليرمون، وحي العامرية نحو حي السكري داخل المدينة، في حين تقدمت وحدات أخرى في الريف الجنوبي نحو قرية الشيخ لطفي من جهة قرية عزيزة، ليبقى التقدم الأكبر هو ما جرى في الريف الشمالي، والذي جاء بمثابة «الضربة القاصمة»، وفق تعبير المصدر العسكري.
وتقدمت وحدات الجيش السوري، مدعومة بفصائل أخرى، بشكل مباشر إلى قرى باشكوي، وحردتنين، ورتيان، بعد قصف عنيف ومركز على مواقع تمركز المسلحين، الذين لم يتوقعوا هذا التقدم الراجل المباشر والسريع، وفق مصدر معارض. وانسحبت الفصائل المسلحة التابعة إلى «الجبهة الشامية» (معظمها ينتمي إلى «جيش المجاهدين» و «حركة نور الدين زنكي»)، كما سجل مقتل عدد من قادة الفصيلين، أبرزهم القائد العسكري في حركة «زنكي» حسن معيكة) فيما كان الجيش يقوم بعملية تمشيط واسعة بحثاً عن خلايا أو عبوات، ليتابع بعدها عملية التوسع في محيط القرى التي سيطر عليها، ويبسط سيطرته على قرى تل مصيبين ودوير الزيتون وكفرتونة ومسقان.
وفي وقت تمثل فيه هذه السيطرة اقتراباً كبيراً من فك الحصار عن قريتَي نبّل والزهراء اللتين تبعدان فقط كيلومترين عن نقاط تمركز الجيش السوري، فإن العملية أدت إلى قطع طرق إمداد المسلحين من داخل مدينة حلب نحو الريف الشمالي بشكل نهائي، وإلى عزلٍ نهائي للفصائل المنتشرة داخل مدينة حلب. كما تساهم العملية بتشكيل حصار جزئي على قرية بيانون المحاذية لقرية الزهراء، ما يعني أن مسألة فك الحصار عن القريتَين المحاصرتَين منذ أكثر من عامَين باتت «قريبة جداً» وفق مصدر ميداني.
بدورها، ردّت الفصائل المسلحة على التقدم العسكري للجيش السوري بقصف أحياء المدينة بوابل من القذائف المتفجرة، سقط معظمها في أحياء الموكامبو والحمدانية والزهراء وبستان كل آب (بستان كليب)، وتسببت، وفق إحصاءات مبدئية، بمقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 40، وهو رقم قابل للارتفاع بسبب تواصل استهداف المدينة بالقذائف. كما شن مسلحون ينتمون الى «جبهة النصرة» هجوماً عنيفاً على نقاط تمركز الجيش السوري في منطقة مزارع الملاح.
المصدر العسكري الذي اعتبر السيطرة السريعة للجيش السوري «نصراً كبيراً»، خصوصا أن العمليات البرية لم تكلف قوات الجيش أية خسائر تذكر، شدد، خلال حديثه إلى «السفير»، على أن «العدو ما زال في حالة تخبط ولم يقم حتى الآن بأي ردة فعل مدروسة»، موضحاً أن «قوات الجيش ستعمل على تأمين مواقعها بشكل كامل قبل الانتقال إلى أية خطوة أخرى»، خصوصاً أن المعارك تجري في ريف مفتوح على الحدود مع تركيا، ما يعني وجود طرق إمداد كبيرة للمسلحين، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن المسلحين الذين فروا من القرى التي سيطر عليها الجيش توجهوا نحو القرى المحاذية لتركيا، كما تم رصد عمليات إسعاف مصابين من المسلحين إلى الداخل التركي.
من جهتها، تخبطت وسائل الإعلام المؤيدة للفصائل المسلحة في نقل الأحداث التي تجري في ريف حلب الشمالي، حيث تناقلت أخبارا عدة عن عمليات عكسية شنها المسلحون و «استعادة مناطق سيطر عليها الجيش»، و «ارتكاب مجازر بحق مدنيين»، وهو أمر نفاه المصدر العسكري جملة وتفصيلاً، مؤكداً أنّ «هذا النوع من الأخبار هو ما اعتادت هذه المواقع والمحطات على بثه فور تقدم الجيش السوري نحو أية نقطة كان يسيطر عليها المسلحون، وهدفها التشويش على انتصارات الجيش وشحذ همم المسلحين».
وعن وجود ربط بين عملية الجيش السوري وبين خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، أشار المصدر العسكري إلى أن «تشكيل طوق في محيط حلب هو أمر مقرر منذ زمن بعيد، وبدأ العمل عليه منذ سيطرة الجيش على مدينة السفيرة شرق حلب في تشرين الثاني العام 2013»، إلا أن مصادر متابعة أوضحت أن «إحكام الطوق في هذا الوقت بالتحديد وبالتزامن مع إطلاع المبعوث الدولي مجلس الأمن على خطته، يحمل رسالة مفادها أن تجميد القتال الذي وافقت عليه سوريا، في حال وجد طريقا للتنفيذ، سيتم بما يناسب الحكومة السورية صاحبة اليد الطولى في حلب».

السفير - علاء حلبي

الوسوم (Tags)

حلب   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz