Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجيش يصفع أردوغان في الشمال .. وواشنطن "تتألّم عنه"

دام برس :

أن تنتقل المعارك في سوريا من أقصى الجنوب السوري إلى شماله، هذا ما لم يكن بحسبان "المجاميع التكفيرية" التي عمدت منذ سيطرتها على الريف الحلبي على تحصين مواقعها هناك وتثبيت نقاط اشتباك وحماية لنفسها قد تساعدها في صدّ أي هجوم يشنّه الجيش العربي السوري لاستعادة تلك القرى والتلال التي صارت بـ"العرف الثوري" دولة منفصلة عن الدّولة الأم سوريا، إلا أن حركة المجنزرات السورية أمس كان لها حديث آخر يشبه من حيث الشكل والمضمون ويحاكي "مجنزرات الجنوب"، حيث استطاعت وحدات الجيش وقوات الدّفاع الوطني إسقاط عدة قرى وتلال (سيفات – باشكوي – تل جبين – تل مصيبين – حردتنين – رتيان) بمدة لم تتجاوز الـ"5" ساعات، وسط انهيار متدحرج في صفوف الإرهابيين بمختلف أنواعهم وانتماءاتهم، لتقف المرحلة الأولى عند حدود مدينتي "نبل والزهراء" التي بات يفصلها عن الجيش السوري مايقارب الـ"2 كلم" فقط، والتي وصل إليها حتى مساء أمس أكثر من 40 جندي في الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني على دفعات، كان أولها 15 جندي. حيث تتركّز الاشتباكات حتى اللحظة عند قرية "رتيان" التي باتت منطقة اشتباكات غير خاضعة لسيطرة أحد، بعد أن نفّذت الوحدات العسكرية عملية انسحاب منها أعقبت سيطرة دامت لساعات فقط كان الغرض منها على مايبدو هو ضرب الميليشيات في عقرهم وقتل أكبر عدد منهم دون اللجوء إلى "التثبيت" داخلها، وهذا ما حصل بالفعل، حيث حوّلها الجيش من منطقة سيطرة إلى منطقة "جذب" لمؤازرات الميليشيات التي استنفرت كل عناصرها واتجهت إلى تلك القرية، لتبدأ بعدها مرحلة أخرى من الاشتباكات بين الجيش والدفاع الوطني من جهة وكافة الفصائل المتشددة و"المعتدلة" من جهة أخرى.

 مافعله الجيش العربي السوري أمس، كان صفعةً كبير للرئيس التركي «رجب طيّب أردوغان»، الذي طالما راهن على "ميليشياته" المدعومة بالمال والسلاح والتدريب من قبله "شخصياً"، على أنها قادرة على الصمود في حال شنّ الجيش العربي السوري أي عملية عسكرية عليها، وهذا في الحقيقة يشبه إلى حدٍّ كبير ماراهنت عليه إسرائيل وفشلت على "ميليشياتها" في الجنوب السوري، عندما فاجأ الجيش العربي السوري "جبهة النصرة" التي حصّنت "حزام الأمان" مع إسرائيل بعملية حول فيها "حزام الأمان" إلى "حزام ناري" بأقل من يومين، بعد أن كانت الميليشيات بالتعاون مع إسرائيل قضت أكثر من عام وهي تبني "حزامها" هناك، ولينقل "كفّة" السيطرة من يد "النصرة وإسرائيل" إلى يده خلال أقل من 24 ساعة، تماماً كما جرى أمس، حيث اخترقت وحدات الجيش العربي السوري مدعومةً من قوات الدّفاع الوطني خطوط النار وقرى يسيطر عليها  أكثر من أربع مجموعات متشددة على رأسها "الجبهة الشامية" وكتائب "نور الدين زنكي" المدعومتين من تركيا بشكل مباشر، لتصل بـ5 ساعات فقط إلى أطراف مدينتي "نبّل والزهراء" حيث لم يعد يبعدها عن "كسر الحصار" سوى أقل من 2 كلم فقط.

إن تقدم الجيش العربي السوري أمس  في حلب وريفها، يعني من الناحية الإستراتيجية والسياسية ما قاله الرئيس السوري «بشار الأسد» منذ قرابة الشهر عند سؤاله عن تركيا وخطة ديمستورا، عندما قال: "تركيا تسعى إلى منطقة عازلة في شمال سوريا، وبالنسبة إليها حلب هي الأساس؛ فإذا نجحنا في استكمال تحرير حلب، سقطت (الخطة الأردوغانية). وإن شاء الله الأمور في حلب تتقدم إلى الأمام". نعم الأمور في حلب تتقدّم كثيراً، وأن كلام «الأسد» لم يكن تكهّن، بل كان حديثاً واقعياً مبني على إطلاع واسع على "خطط" وضعها ضباطٌ في الجيش العربي السوري، الذي يكون «الأسد» قائده الأعلى، أي أنه مشرف على "عمليات حلب" لكنه كان ينتظر الفرصة السانحة، وعلى مايبدو أن هذه الفرصة بات هذا وقتها، خاصة وأن الممثل الأممي «دي مستورا» أخذ من الرئيس السوري موافقة على "تجميد" القتال في حلب، إلا أن "العصابات الإرهابية" التي باتت اليوم شبه محاصرة بنسبة 90% رفضت "التجميد" رفضاً باتاً، ليأتيها الجواب مباشرةً من الجيش العربي السوري الذي تحرّكت وحداته بالتزامن مع التقدّم في الريف الشمالي، لتتحرّك وحدات أخرى على جبهة "مزارع الملاح" و"الليرمون" و"الكاستيلو"، وتبسط سيطرتها بعد اشتباكات عنيفة كبّدت فيها الميليشيات هناك أكثر من مئة قتيل، على دورا الليرمون حيث ختمت وحدات الجيش السوري عملها هناك برفع العلم السوري على الدّوار مساء أمس وسط تخبّط للميليشيات المرعوبة من تمكّن الجيش من إغلاق كل منافذ "إرهابهم" باتجاه حلب.

في الحقيقة ومن يتابع حركة الجيش السوري منذ عشرة أيام، يفهم مجموعة رسائل وردت في عدّة خطابات للرئيس «الأسد» سواء عن حلب أو الرقة، أو عن درعا والقنيطرة، حيث نستطيع أن نلخّص جميع تلك الرسائل بجملة واحدة قالها وأكّدها مرات ومرّات هي "إن أراد الجيش الدّخول إلى أي منطقة في سوريا سيدخلها دون تردد"، وفعلاً، من القنيطرة ودرعا إلى ريف دمشق خاصة "جوبر ودوما" وصولاً إلى الريف الشمالي في حلب حيث يتوقع أن تشهد تلك البلدات أعنف الاشتباكات في الأيام القادمة، كلّها دخلها الجيش وحقق فيها انتصارات هزّت تركيا وإسرائيل على وجه الخصوص، والسعودية وقطر وواشنطن من جهة أخرى. وإلا لما تحرّكت واشنطن أمس بعد أنه وصلتها تقارير تُفيد بنجاح الجيش السوري بخرق خطوط العصابات في ريف حلب وأنه قارب على "كسر" حصار مدينتي نبّل والزهراء وإنهاء طوقه حول حلب، لما تحركت باتجاه تركيا لتعلن أنها "ستوقع مع أنقرة اتفاق حول تدريب المعارضة السورية المعتدلة على الأراضي التركية" .. وإن لم يكن للسبب الذي ذكرناه، لما إذاً هذا التقارب "الأميركي – التركي" بعد شهور الجفاء بين الدولتين ..؟

 منذ اليوم، نستطيع أن نقول أن "طوق حلب" قد اكتمل وماتبقى منه إلا رتوش تنتهي خلال يومين، وأن الجيش الذي اقترب من مدينتي نبّل والزهراء "مسافةً" بات على مشارف "كسر الحصار" ومن ثم الانطلاق باتجاه البؤر الرئيسية للميليشيات الإرهابية في "بيانون وحيان وعندان وحريتان"، وبالتالي يكون قد وسّع نطاق "الأمان" لمدينة حلب وتفرّغ محمياً بظهره للعمل على مناطق أقصى الشمال والسيطرة على الحدود مع تركيا. فقد تطول المعارك هناك وهذا لايهم حقيقةً، لكن من المؤكّد أن "السلطان العثماني" بدء كزميله "الإسرائيلي" بتلمّس رأسه .. وعليهما أن يبدءا التفكير "جدّياً" بكيفية إنقاذ نفسيهما من الميليشيات الهاربة من ضربات الجيش إلى أحضانهما .. في الوقت القريب.

عربي برس - ماهر خليل

الوسوم (Tags)

الجيش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz