Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 00:23:42
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الحاضنة الشعبية في الغوطة تتفكّك .. الجيش يَفتتح المعابر الآمنة

دام برس :

لا زالت ما تسمى الحاضنة والبيئة الشعبية للمسلحين في الغوطة الشرقية تتفكّك على مرأى منهم، ما بات يجبرهم على التصرف بقساوةٍ أكثر محاولين وضع الحد لهذا التفكّك.

ومع مباشرة الجيش السوري تعديل خططه وإستقطاب افراد هذه البيئة وضمهم إليه عبر توفير الامان لهم، زادة حالة النزوح من قرى الغوطة الشرقية نحو الجزء الاخر من المنطقة، الجزء الذي يُسيطر عليه الجيش، هذا الاخير الذي تعهد بتوفير الملاذ الامن للأهالي إن خروجوا منها.

لم تنجلي غُبار المعارك بعد حتى بدأ تقهقر البيئة الداخلية جلياً، أسباباً كثيرة تؤدي بالعائلات إلى الخروج من الحجيم المستعر من هذه المنطقة، الاسباب لا تنحصر بسياسة التجويع التي يستخدمها جيش زهران علوش لفرض ما يريد على اهل الغوطة، ولا بسبب حصار الجيش السوري الذي تسبب به المسلحين انفسهم، ايضاً، لا يعود السبب فقط إلى حالة الظلم الموجودة، بل يذهب إلى أبعد من ذلك، إلى حالة فقدان الأمن والآمان وعدم الراحة في بيئةٍ موبوءةٍ تعج بالارهابيين ومشاكلهم المصدرة من المناطق الاخرى، بات المواطن العادي يعيش في جوٍ مشحون، في منطقةٍ بات شريعة الغاب تتحكم فيها، في جزءٍ من دمشق، بات مسرحاً لشتى أنواع الحروب، الداخلية بين المسلحين، والخارجية بين الجيش الهادف لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة، والارهابيون الذين يحلمون بإبقائها خاصرةٍ تُهدّد العاصمة دمشق.

بين هذا وذاك، ومع جنوح الاهالي نحو تحكيم العقل مجدّداً وإختيار الحياة على الموت، تنفض البيئة الحاضنة من تحت، فوق، ومن أسفل المسلحين عبر معبر إفتتحه الجيش السوري سابقاً، وتحدثت عنه “الحدث نيوز”، موجود في منطقة مخيم الوافدين، حيث يمكن من خلال هذا المعبر ان يخرج الاهالي من الغوطة نحو مناطق آمنة يوفرها الجيش السوري. وبالفعل، إستمر خروج الاهالي اليوم، حيث قدر تأمين خروج نحو 350 عائلة في منذ منتصف الاسبوع الماضي إلى يوم الاثنين أول من أمس، مع معلوماتٍ حول إمكانية خروج آخرين من الغوطة.

هذا المعبر ليس الأول، بل هو الثاني بعد ذلك الذي إستحدث بين زبدين والميلحة والذي خرج كثرٌ عبره، ولن يكون هذا المعبر الأخير مع توجه الجيش لإفتتاح معابر عدّة للغايةِ نفسها وهي تفريغ الغوطة من سكانها الغاضبون.

بالعودة إلى المعبر، فقد علمت “الحدث نيوز” ان الذين خرجوا جلهم من النساء والاطفال وبعض العجّز إضافةً لعددٍ لا بأس به من الرجال. وعلمت “الحدث نيوز” من أهالي خرجوا قبل أيامٍ من الغوطة، ان “جيش الاسلام” يُجبر الشبان والرجال ممن يستطيع حمل السلاح، على البقاء في البلدات المسيطر عليها من قبلهم في حال قرّر إخراج عائلته من المنطقة نحو مناطق سيطرة الجيش السوري.

وبحسب مصادر متقاطعة من قبل الاهالي، فان حالةً من الغليان تشهدها عدة بلدات في الغوطة خصوصاً بلدة عربين، بسبب منع الرجال من الخروج وإجبارهم على حمل السلاح، كما قيامهم بمنع عائلاتٍ آخرى كاملة من المغادرة تحت تهديد السلاح ومنع ما توفر من موادٍ غذائيةٍ عنها، مع تهديدات بتحويل الأمر إلى ما يسمى “القضاء الموحد” المشهور بإصدار أحكام الاعدام في كل قضيةٍ يتولاها.

وعلى الرغم من كل هذه الضغوط، تأبى عائلاتٌ كثيرة البقاء في الغوطةِ الشرقيةِ بسبب المشكلات الأمنية وسوء الحالةِ الاقتصادية كما سوء الغذاء وإختيار الخروج نحو المناطق الآمنة التي وفرها الجيش. ويقوم الجيش السوري فور وصول الأهالي بتأمين نقلهم إلى مناطق هادئة بينها “ضاحية قدسيّا”، وتوفير سِلل غذائية أولية، وتوفير الغذاء واللباس للاطفال الرضع اللذين يحظون بأفضلية الإهتمام، حيث تولي السلطات الاهتمام لهذه العائلات التي تُدار أمورها لاحقا ًعبر وزارة “الشؤون الاجتماعية”.

ميدانياً لا تزال غبار المعارك مرتفعة لكن بحدة اخف، حيث تحافظ الاطراف على المكاسب العسكرية الحققة سابقاً دون تعديد، فمحيط بلدة زبدين لا زال يشهد إشتباكاتٍ محدودة ومتقطعة ومناوشات مع إبقاء طرفي الصراع على النقاط والمواقع دون تعديل يذكر. وعلى جبهة “الريحان”، شهدت معارك محدودة خصوصاً لجهة المزارع.

بدوره، شنّ سلاح الجو ضرباتٍ جويةٍ إستهدفت مواقع المسلحين في محيط مزارع دوما وبلدتي دير العصافير والنشابية مع إستهداف مواقع مسلحين في بلدتي زبدين وبالا.

وفي الغوطة الغربية، شهدت مدينة “داريا” إشتباكاتٍ في الجهةِ الشرقيةِ للمدينة دون أي تقدم يذكر على هذه الجبهة.

الوسوم (Tags)

الجيش   ,   السوري   ,   الغوطة الشرقية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz