دام برس
اندلعت اشتباكات عنيفة يوم الثلاثاء في مدينة الأتارب غربي محافظة حلب، والتي تبعد كيلومترات قليلة عن حدود لواء الاسكندرون المغتصب، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات في صفوف قوى الأمن وحفظ النظام ومقاتلي القاعدة والجماعات التكفيرية و أرباب السوابق الجنائيون المتحالفين بإشراف المخابرات التركية والقطرية وفق ما ذهب إليه مصدر واسع الاطلاع في محافظة حلب .
المصدر أكد أن الاشتباكات إثر هجوم قام به مسلحون تكفيريون قدموا من محافظة إدلب واستهدفوا حاجز لحفظ النظام بالقرب من الأتارب على طريق التوامة ، حيث استشهد ضابط برتبة عميد و أربعة من عناصره وفق المصدر.
المصدر أضاف أن محاولة الأمن القبض على مطلوبين خطرين تورطوا في خطف و تصفية الطبيب جهاد السيد من أهالي الأتارب ، تحولت إلى مواجهة بالأسلحة النارية ،وسرعان ما أعلن التكفيريون الجهاد حيث خرج عشرات المسلحين إلى شوارع المدينة و بمؤازرة من أكثر من 250 متظاهر وقاموا بقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة والحجارة و قاموا بالهجوم على مديرية المنطقة و مراكز حكومية مختلفة.
الهجوم على مبنى المنطقة حيث استهدفت قذائف أر بي جي مكتب المدير مع إطلاق نار كثيف أوقع عدة إصابات في صفوف الشرطة ومن بينهم ملازم أول يدعى لؤي حسن . إضافة إلى عدد من المهاجمين .
وحسب ناشط سابق في تنسيقية الأتارب، فإن مسلحين تمترسوا فوق أسطحة الأبنية القريبة من مبنى مديرية المنطقة مستخدمين الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية،و استمروا بإطلاق النار، ورمي قنابل المولوتوف ،مما أوقع عدة قتلى بين سكان البيوت ، منهم اثنان من آل عبيد هما شاب وعمته بيتهما قريب من المكان المستهدف .
وأشار الناشط الذي أعلن للسلطات سابقاً رفضه للتظاهر في ظل المسلحين و أعمال التشبيح التي يقومون بها إلى أن المسلحين يحتمون بمنازل أهاليهم، و يستخدمونهم كدروع بشرية لصد قوات حفظ النظام .
بدوره قال شاب من آل عبيد ،وهو طالب جامعي، طلب عدم نشر اسمه خشية انتقام العصابات: ليس صحيحا أن كل آل عبيد هم مع المسلحين التكفيريين يوجد في العائلة أكثر من اتجاه وكثيرون من آل عبيد هم مع التغيير الديمقراطي السلمي ،و ننتظر من الدولة أن تنهي ظاهرة المسلحين في الأتارب لأننا عازمون على المشاركة بالإصلاح لأننا جربنا سيطرة المسلحين التي لا تجلب سوى الخراب وقطع الأرزاق للناس و سفك الدم .
عشرات المسلحين الفارين من الأتارب وقعوا في كمين لحفظ النظام على طريق الأتارب – السحارة ،مما أدى إلى مقتل وجرح و اعتقال العشرات منهم ، وحسب المصدر نفسه، فإن اثنين من المقبوض عليهم هم من غير السوريين .
و يشير بعض الأهالي إلى أن المسلحين ،هم خليط من إسلاميين متشددين بالتحالف مع جماعات من أرباب السوابق الجنائية، و الفارين من العدالة، وقاموا أكثر من مرة بمحاصرة مبنى مديرية المنطقة ،ومراكز حكومية أخرى كاستعراض للقوة .
وكانت أول مظاهر التمرد المسلح في الأتارب ظهرت للعلن إثر توقيف أحد المتهمين بخطف و تصفية الطبيب الشرعي جهاد السيد منذ أكثر من شهرين،حيث قام عشرات المسلحين باحتجاز رهائن من الشرطة، والتهديد بتصفيتهم و مهاجمة المنشآت الحكومية و حرقها في حال لم يطلق سراحه.
ويشير مراقبون في حلب إلى أن انصياع السلطات لمطالب الجماعات المسلحة كان خطوة تكتيكية تهدف لإطفاء فتيل التفجير،انتظاراً لما سيسفر عليه المشهد في بقية المناطق السورية وعمل بعثة المراقبين العرب، فالسلطات السورية تعمدت خلال أشهر سياسة ضبط النفس لأبعد درجة .
ووفق حصيلةغير رسمية لعدد ضحايا المواجهات فقد بلغ عدد قتلى الهجمات في صفوف قوات الأمن والشرطة عشرة على الأقل بينهم ضابطين الأول برتبة عميد ، و الآخر برتبة ملازم أول ، فيما قتل أكثر من عشرة مسلحين ، و شاب وعمته من آل عبيد حيث سقطت قذيفة على منزلهم أثناء قصف المسلحين لمبنى مديرية المنطقة،كما أصيب عدد من الأبرياء خلال الهجوم على مبنى المديرية .
المصدر أكد لعربي برس أن المسلحين استهدفوا بنيرانهم مدارس المدينة حيث تعرضت اثنتين على الأقل للحرق ولم تتمكن فرق الإطفاء من الوصول إليهما أو إلى أي مبنى تعرض للحريق بسبب كثافة النيران .
المصدر أشار إلى أن عدد معتقلي التمرد بلغوا أكثر من 25 في ساعات المساء،ومن بينهم المدعو أبي قتيبة اليماني، القائد الفعلي للمسلحين، والمعروف بولائه لأيمن الظواهري،والذي أخذت البيعة له في جامع التوامة وفق ما قاله يردده بعض الأهالي .
المصدر لم يشر إلى جنسية اليماني هل هو سوري أو يمني ، حيث بات معروفاً في الآونة الأخيرة أن جماعات تنظيم القاعدة ألقت بثقلها في الساحة السورية، إثر دعوة الدكتور أمين الظواهري زعيم القاعدة مجاهدي القاعدة "لنصرة الثورة السورية "ضد حكم الرئيس بشار الأسد العلماني "الطائفي" وفق تعبيره .
والأتارب هي منطقة محدثة مؤخراً كانت جزءاً من منطقة جبل سمعان ، صدر مرسوم بتحويلها إلى منطقة لرفع سوية الخدمات وفيها و التخفيف من معاناة المواطنين مع الروتين كون مركز المنطقة يقع في مدينة حلب .
وينشط في المنطقة حزب التحرير الإسلامي وسط طلاب الجامعات، مع وجود ملحوظ لمؤيدي جماعة الاخوان المسلمين،إلا أن السطوة في الشارع هي لمسلحي السلفية المقاتلة و بعضهم عاد مؤخراً من العراق،واللافت حسب مصدر عربي برس أن كثيرين ممن أطلق سراحهم من معتقلي هذا التيار شكلوا هم و عائلاتهم، وبالأخص آل عبيد جماعات مسلحة تعمل شكلاً في ظل تسمية الجيش الحر، الذي يقوده من تركيا العقيد رياض الأسعد إلا أن تلك الجماعات تعمل على الأرض وفق مرجعياتها الوهابية.
المصدر : عربي برس