دام برس
قال الداعية الإسلامي عبد الرحمن علي الضلع في بيان له امس استنكاراً لتفجيري حلب الإرهابيين والتحذير من الفتنة ودعاتها , قال فيه
الحمد لله، وبعد: فالإرهاب ليس له دين، وإن انطلق فاعلوه باسم الدِّين كذبًا وزورًا. إننا باسم الإسلام ندين الإرهاب وقتل الأبرياء .. وشرعنا الحنيف حذرنا من الفتن، ومن دعاتها والإصغاء إليهم أو مشاركتهم بقول أو فعل أو رضى وسكوت عن فعلهم، فكل من ركن إلى دعاة الفتنة فيلحقه إثم المشاركة بحسبه، فيجب الحذر من دعاة الفتن والتحذير منهم، والنصوص الدالة على ذلك في الكتاب والسنة واضحة وضوح الشمس رائعة النهار، ولاتخفى إلا على من أعمى الله بصيرته وقاده هواه إلى ما يهوى (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً) [الفرقان:43].
وعن عمران بن حصين قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَالله إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ، وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ» أخرجه أبو داود رقم (4319).
لذا نهيب بالسادة العلماء والإخوة المواطنين أن يقفوا في مواجهة هذه الهجمة الخطيرة والفلسفة التدميرية التي تبثها فتاوي علماء ومشايخ الناتو بجواز قتل رجال الأمن وغيرهم من الآمنين، والذين نحملهم دماء أبريائنا وهي برقبة كل داعية وكل شيخ يحرض على الإقتتال داخل أرض سورية. سورية جسد الأمة العربية والرقم الإستراتيجي في ميزان الدول العربية والغربية. سورية الكبيرة بشعبها وأبنائها وأنا أثق بالله بأنهم سيتجاوزون هذه المرحلة الدامية بالتفافهم حول القائد بشار وبقوتهم ورص صفهم ووعيهم. لذلك لا أُعول على الغرب ولا على العرب ومجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن إنما أُعول على وعي الشباب السوري الذي حاول الغرب غرس إسفين الفتنة والمحنة لكنهم خرجوا منها بثقل وثقة بالله تعالى. وأذكر كما كانوا المشركون في الهجرة يُلاحقون النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عندما ظهرت أقدام المشركين في الغار, فقال أبو بكر الصديق لسيدنا الرسول صلى الله عليه وآله وأصحابه يا رسول الله :"هاهي أقدامهم فلو نظروا تحت أقدامهم لرأونا" فقال صلى الله عليه وسلم لا تحزن "إن الله معنا". لذلك أنا أقول للشعب السوري لاتحزنوا ولا ترعبكم التفجيرات فإن الله معنا فثقتنا بالله تعالى ثم بشبابنا السوري ثم بوعي جيشنا وأمننا المرابطون دفاعاً عن سورية. والذين يُقتلون على أيدي من يتدثرون بعباءة الإسلام والإسلام منهم براء والذين تعدى قتلهم للأطفال الأبرياء في فتنتهم هذه التي تصيب سورية الحبيبة.
وتناسى الجهلة القتلة الذين يحسبون أنَّهُم على شيءٍ، وليسوا على شيء قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «إِنَّ مِنْ وَرَطَاتِ الأُمُورِ، الَّتِي لاَ مَخْرَجَ لِمَنْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِيهَا، سَفْكَ الدَّمِ الحَرَامِ بِغَيْرِ حِلِّهِ» أخرجه البخاري رقم (6470). والورطات: جمع وَرْطة، وهي الهلاك، يقال: وقع فلان في ورطة أي في شيء لا ينجو منه. «فتح الباري» (12/188). وليس بالبعيد فؤلاءك الذين أباحوا دماء الأبرياء في سورية ودعوا للإقتتال تناسوا ما تعانيه القدس على أيدي الصهاينة والدعوات لاقتحام المسجد الأقصى بالقوة وهم غافلون. فيغمضون عيناً عن القدس ويفتحوا العين الأخرى على سورية, سورية التي ما بخلت بتقديم كل الدعم لكل العرب بدافع رابطة الدم والعروبة والقومية التي ترفع راياتها سورية التي لن تنحني مهما حاولوا ومهما ذرفنا من الدماء. فاجتمعوا اجتماع الغربان ليُبيحوا التدخل الخارجي على ارض سورية بكل وقاحة وقلة وفاء. فكان كلامهم بمثابة سقوط آخر أوراق شرفهم وعروبتهم. ونقول لهم مهما فعلتم فدمائنا فداء لعيون سورية ومكانتها, وأقول لكل المتآمرين لن تحصلوا على ما تريدون وما تصبون إليه وتخططون وكما قال قائدنا بشار الأسد حماه الله "هيهات منا الهزيمة" وحمى الله سورية من كل شر ومكروه وأدام الله علينا الأمن والأمان ورحم الله شهدائنا الأبرار.
وإنا لله وإن إليه راجعون.