Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 13:09:35
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
صراع الحلفاء .. بقلم عفيف دلا

دام برس :

على ما يبدو أننا بالفعل أمام مرحلة جديدة من عمر هذا الصراع .. فالحراك السياسي الإقليمي والدولي ليس مبنياً من فراغ ، حتى أن الملفات التي يتم الاشتغال عليها توحي بشكل أو بآخر بأن ثمة اتفاقاً بين الدول الكبرى على توزيع الأدوار في التعاطي مع ملفات وقضايا المنطقة ، فلا نستطيع أن نفسر مبادرة روسية بالتنسيق مع الحكومة السورية وبالتوازي مع بعض أطراف ما يسمى بالمعارضة المحسوبة على الولايات المتحدة والغرب بهدف التحضير لمؤتمر حوار سوري يدفع باتجاه الحل السياسي إلا في سياق تقاسم الأدوار بين روسيا والولايات المتحدة وخاصة إذا ما توقفنا قليلاً عند توقيت هذه المساعي الروسية وما حدث من متغيرات على مستوى السياسة الأمريكية تجاه سورية على وجه التحديد بدءاً من تداول الحديث عن نوايا إعادة فتح السفارة الامريكية في دمشق مروراً بسحب الاعتراف الأمريكي مما يسمى ائتلاف الدوحة وصولاً إلى استقالة تشاك هاغل وزير الدفاع الأمريكي ..

وعلى المقلب الإقليمي تستمر محادثات الولايات المتحدة مع إيران حول الملف النووي في ظل مؤشرات على قرب الوصول إلى اتفاق نهائي يغلق معه هذا الملف الشائك .. فالانفتاح الأمريكي مع إيران يقابله تشنج ملحوظ في العلاقة مع أنقرة التي سيطر الحقد الشخصي تجاه سورية والرئيس الأسد على مسؤوليها والذي دفع بهم إلى حد الخروج عن سكة التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة في سبيل تحقيق أحلامها في إسقاط الدولة السورية وقضم جغرافيتها من خلال الاعتماد على التشبيك المتواصل مع إسرائيل وإقحام كردستان العراق في الصراع في الشمال الشرقي لسورية؛ واستمرار الدعم والتسهيل لداعش عبر الحدود التركية السورية ..

لكن تجرح كفة الميل باتجاه أن التركي وقع في الفخ الأمريكي حقيقة الذي يريد أن يطيح به نتيجة عدم التزامه بالتوجهات الأمريكية الجديدة للصراع ، حيث أن التركي راهن على الإسرائيلي وثقله في مؤسسة القرار الأمريكية إضافة إلى أوراقه الإقليمية التي يمكن أن يلعب بها وفق توجهاته هو والتي يراهن من خلالها على قدرته على تغيير قواعد اللعبة بالكامل في الشرق الأوسط وصولاً إلى  تحقيق حلمة في السيطرة على المنطقة بالكامل .. ولذلك فإن الأمريكي بات على تنسيق مع الروسي بشأن الصراع في المنطقة على طريق الخروج الآمن من هذا المستنقع وتقاسم منظومة المصالح الإستراتيجية في المنطقة .. لكن الإسرائيلي في هذه المرحلة يدفع باتجاه تسعير الصراع مهما كان الثمن ولذلك يدعم توجهات التركي في جزئية الإبقاء على سخونة المنطقة وعدم التفكير حتى باتجاه تفاهم دولي لإنهاء الصراع .. ولذلك قامت إسرائيل بتوجيه رسالة لإدارة أوباما عبر اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة من خلال حادثة قتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية على يد شرطي أبيض وما تلاها من تجييش للرأي العام الأمريكي وعودة إلى قضايا التمييز العنصري في الولايات المتحدة في مشهد يحاكي بشكل أو بآخر مشاهد الربيع العربية

فالصراع داخل حلف التآمر على منطقة وسورية يقوم اليوم على جناح أمريكي يريد مصلحته ويفكر بفلسفة براغماتية صرفة وبين جناح لا يجد نفسه معنياً بشكل مباشر بتحقيق المصالح الأمريكية بل يسعى ليكرس مصالحه هو أيضاً من خلال الإبقاء على الشرق الأوسط وسورية تحديداً ساحة صراع إقليمي ودولي لا ينته .. وفي هذه الجزئية لا نجد تقاطعاً في المصالح بين الولايات المتحدة وكلاً من إسرائيل وتركيا التي لها أطماعها الإقليمية الجيوسياسية والتي في معظمها يقوم على أساس عقائدي لا سياسي على عكس الولايات المتحدة التي لا تبني سياساتها إلا على أساس سياسي براغماتي .

والتساؤلات الأكثر إلحاحاً هنا : هل ستتمكن القوى الدولية الكبرى من فرض إرادتها ؟؟ أم ستتمكن القوى الإقليمية من فرض أجندتها بحكم وجودها في ساحة الصراع وامتلاكها أدوات التأثير المباشر به ؟؟ أم أن صراع الإرادات هذا سيطيل من عمر الصراع أكثر ؟؟

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-12-04 07:59:03   لو بدها تشتي
لو بدها تشتي كانت غيمت من زمان، ناهيك عن أننا لا ننتظر من أحد شيء، طالما نحن أقوياء فحلفائنا معنا
أبو جعفر  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz