دام برس:
البعض رجح بأن ما فعله أردوغان من دعم علني وفاضح للجماعات المسلحة على الشريط الحدودي مع سورية هدفه تقديم خدمة للولايات المتحدة الأمريكية بتسجيل نقطة إيجابية لها على أنها لا تزال تتحكم بزمام الأمور الدولية والإقليمية سياسياً وعسكرياً أمام مواجهة الدب الروسي وما يحصده من استعادة قوته الدولية والإقليمية بانضمام شبه جزيرة القرم لاتحاده والقادم أعظم، حيث كان قد خسرها في أوائل التسعينيات ليس هذا فحسب، وإنما يتبعها السعي إلى استنهاض قوة الإخوان المسلمين من جديد بعد أن عانى من سقوطهم المبرح في مصر وعلى رأسهم مرسي وتصنيفهم من قبل معظم دول العالم على أنها حركة إرهابية، لكن البعض الآخر رجح بان ما فعله ويفعله للأزمة السورية بغية سرقة ورقة الانجازات السياسية والعسكرية للقيادة السورية بدءاً من القلمون إلى يبرود وغيرها من المناطق السورية التي تعرضت للسطو من قبل الإرهابيين للعب بها في الانتخابات البلدية المعلن
عنها في نهاية آذار من العام الجاري وإن استدعى الأمر إلى تحريك أحجار الشطرنج (الجيش التركي) لخدمة مآربه السياسية والعسكرية فلن يتأخر ولاسيما بعد أن سيطر عليه سيطرة كاملة باستبعاد معظم قادته الكبار من خلال الاعتقالات والاحالة على المعاش وتسليم زمام الأمور لاتباعه المنتمين إلى صفوف الإخوان المسلمين.
من يسّوق بان اردوغان خرج من تحت العباءة الأمريكية فهو واهم حتى وإن استند إلى رسالة السفير الأمريكي في أنقرة إيريك إيدلمان بتاريخ 30 كانون الأول من عام 2004 لمقر قيادته في واشنطن، ليعلن لهم أن رجب طيب أردوغان
قد بدأ يخرج عن السيطرة، وأن تسلطه صار خطراً يهدد بتفجير حزب العدالة والتنمية من الداخل، وأن الفساد الذي يضرب الحزب ورئيسه يمكن أن يفجر تركيا كلها فيما بعد. !؟
ومن يسّوق على أن أردوغان سوف يلقى مصير عدنان مندريس وإعدامه على يد الجيش التركي في تلك الأيام من عام 1960 فهو واهم لأنه تجنب هذا الأمر من خلال جهده الحثيث الكارثي على انهياره للأسباب التي ذُكرت آنفاً !؟
وما تسّوق له صحيفة “وورلد تربيون” الأمريكية في مقال نشرته ، تحذر من خلاله بغزو تركي على سورية و ان المعارضة التركية حذرت من هذا الغزو، ما هو إلا دعم لوجستي لاردوغان في الانتخابات المقبلة لأنها تدرك عواقب الحرب وتداعياتها أمام ما يجري على الساحة الدولية والإقليمية من قلب للمعادلة السياسية !؟
ومن يسّوق لسحب ورقة الإنجازات السياسية والعسكرية للقيادة السورية في الفترة الماضية وما قبلها فهو واهم، لأن الجيش العربي السوري هو من يملك الأرض !؟
إن ما يجري في منطقة كسب في الساحل السوري جرى في القصير والقلمون ويبرود وغيرها من المناطق السورية وما هو إلا تهويل إعلامي وعسكري لإنجازات صورية مغايرة للحقيقة لا يمكن أن تنسب إلا لاعتداءات وحشية على أيدي المتطرفين (الإرهابيين) على السيادة السورية بإيعاز من أردوغان الأرعن لتغطية فضائحه وابنه من فساد ورشاوى ستكون لها انعكاساتها الخطيرة على حكومته كما صرح هنري باركر عضو هيئة التدريس بقسم العلاقات الدولية في جامعة لاهاي بالولايات المتحدة الأمريكية.
أردوغان لن يستطيع الإقدام على أي خطوة قد تؤدي إلى حتفه سياسياً وعسكرياً وما قام ويقوم به على الحدود السورية التركية ما هو إلا فرقعة إعلامية بغية استخدامها في انتخاباته المقبلة والتي يرى فيها كل من يقرأ ما بين السطور سقوطاً مدوياً له إلى غير رجعة . لذلك قلت فإن أردوغان تمخّض الجبل ُ فولد فأرا ً والمقصود في القول هنا هو أن الآمال المعلقة على خطوة ما من الخطوات التي يقدم عليها أردوغان … تكون كبيرة وعظيمة في الشكل لكن في الواقع لا ينتج عنها ما يحقق اصغر الآمال وليس أكبرها وأعظمها، وهذا ما ينطبق عليه القول (نسمع جعجعة ولانرى طحيناً).