دام برس:
لقد بدء السقوط لحكومة أردوغان , هذا هو واقع الحال ولم يكن القرار المصري الأخير بطرد السفير التركي من القاهرة واستدعاء السفير المصري من تركيا وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي لم يكن ذلك القرار مفاجئاً بالنسبة لمتابعي تسلسل الأحداث فما جرى في القاهرة هو امتداد لانتصارات الجيش العربي السوري قد يرى البعض بأننا نبالغ ولكن صمود سورية وحكمة القيادة السورية متمثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد والدبلوماسية السورية الهادئة وانتصارات حماة الديار أسست لمرحلة سياسية جديدة ليس فقط على المستوى السوري بل على مستوى السياسة الإقليمية والعالمية فمن بدء مشروع الخريف العربي سقط بالضربة السورية القاضية.
لم يكن الحلم الاردوغاني بإنشاء إمبراطورية عثمانية إخوانية ليتحقق دون سقوط سورية ولأن سورية انتصرت سقط حلم أردوغان كما سيسقط هو قريبا وكما أسقط معركة القصير الحمدين العميلين في قطر سيسقط اردوغان بعد معركة السفيرة ولنقول بأن الحسم السوري سرع بسقوط الكثير من الأنظمة العميلة.
يرى بعض المراقبون بأن الانتصار السوري سيستكمل طريقه بإنشاء منظمة سياسية جديدة تضم كل من سورية والعراق ولبنان المقاومة وفلسطين المقاومة الحقيقية ومصر والجزائر لتشكل جامعة عربية جديدة حيث سيتم عزل دول الاعتلال العربي والتي ستشهد قريبا ربيعا عربيا حقيقيا فمن غير المقبول أن يجلس على طاولة الحوار العالمي دول تورطت بسفك الدم السوري.
وزارة الخارجية المصرية أعلنت قرارها بأنها قررت «تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع تركيا من مستوى السفير إلى مستوى القائم بالأعمال»، وبناء عليه سحب السفير المصري من أنقرة نهائيا ومطالبة السفير التركي بالقاهرة بمغادرة البلاد باعتباره شخصا غير مرغوب فيه.
كما بررت وزارة الخارجية المصرية في بيانها الصحفي أن ذلك جاء على خلفية تصريحات رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الأخيرة التي أدلى بها، مساء الخميس 21 نوفمبر الجاري، قبيل مغادرته إلى موسكو حول الشأن الداخلي المصري وانتقد فيها السلطات المصرية.
واعتبرت الوزارة هذه التصريحات أنها «تمثل حلقة إضافية في سلسلة من المواقف والتصريحات الصادرة عنه تعكس إصرارًا غير مقبول على تحدي إرادة الشعب المصري العظيم، واستهانة باختياراته المشروعة وتدخلًا في الشأن الداخلي للبلاد».
وأضافت أنها: «إذ تؤكد مصر شعبًا وحكومة أنها تكن الاعتزاز والتقدير للشعب التركي فإنها تُحمّل الحكومة التركية مسؤولية وتداعيات ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين والتي استدعت اتخاذ هذه الإجراءات».
أما بالنسبة للواقع نقول بأن القرار المصري جاء كرسالة سياسية للعالم أجمع تمهد لمرحلة جديدة من التاريخ السياسي وقريباً جدا سنشهد سقوط ممالك ونشوء دول جديدة وسورية ومصر ستؤسسان لتلك المرحلة.