دام برس:
لقد تحول رياض الأسعد إلى لغز محير فمنذ بدء الأزمة السورية وبعد أن تم فضح كذب محطات التضليل الاعلامي التي حاولت جاهدة أن تسمي ما كان يجري على الأرض السورية بالربيع العربي ومع ظهور المسلحين في العديد من المحافظات السورية كان لابد من ايجاد خطة بديلة لتتمكن تلك المحطات من التغطية على الحراك المسلح.
ومع استمرار القيادة السورية بإتباع سياسة ضبط النفس واستيعاب حالة الحراك الممولة خليجيا تم الترويج لفكرة الانشقاقات حيث تم تسمية مجموعات المرتزقة باسم ( الجيش الحر ) والذي قيل عنه بأن قوامه يتشكل من ضباط وجنود انشقوا عن الجيش العربي السوري وكانت الواجهة الاعلامية لهذا التنظيم المسلح هو الضابط الفار حسين هرموش والذي تمكن حماة الديار من القاء القبض عليه ومحاكمته أمام القضاء بعد أن ارتكب العديد من الجرائم بحق الشعب السوري.
من يعلم عقيدة الجيش العربي السوري يعلم أن هذا الجيش هو صاحب مبادئ وثوابت لا يتنازل عنها وان شعار " وطن – شرف – إخلاص " ليس مجرد كلمات بل هو منهاج عمل فحماة الديار هم حصن الأمة ودرعها وهم يتمتعون بالاحترام من قبل كل أفراد الشعب وهنا نحن لا ننفي ان يكون هناك بعض حالات الانشقاق الفردية لكنها تندرج تحت مسمى الفرار من أداء الخدمة وليس الانشقاق ويرى المتابعون للشأن السوري بأن قوام ميليشا الجيش الحر يعتمد على مجرمين وقطاع طرق وفارين من خدمة العلم وهم يدعون قانونيا باسم عصبة اشرار.
ومع استمرار التصعيد العسكري من قبل العصابات الإرهابية المسلحة كان لابد من أن تسقط كل الأقنعة التي ارتدتها تلك العصابات ومع تعدد المسميات ظهر على السطح أصحاب الفكر التكفيري المظلم وأن الهدف الحقيقي للمؤامرة على سورية هو ضرب الاسلام المعتدل والقضاء على محور المقاومة لتتمكن دول الاعتلال العربي من الحفاظ على امن بني صهيون.
وإذا عدنا بالتاريخ قليلا نجد أن غموضا كان يلف واقع المدعو رياض الاسعد حيث تم تداول أخبار عن مقتله أو القاء القبض عليه وفي إحدى المرات تم الحديث عن فراره إلى إحدى دول أوروبا الشرقية وحقيقة الأمر أنه لا أحد يعلم ماذا كان يجري في الساحة الخلفية لعصابات الجيش الحر في حينها التزم كل من ينطق باسم هذه الميليشا بالصمت.
وفي ضوء ذلك يرى مراقبون أن رياض الأسعد كان يفاوض من أجل أن يعود إلى حضن الوطن وهي ليست المرة الأولى التي يعود بها أحد الفارين من أداء واجبه إلى أرض الوطن والسؤال الذي لم يستطع أحد الإجابة عليه، لماذا تمت محاولة اغتيال المدعو رياض الأسعد في هذا التوقيت ومن كان يعلم بمكان تواجده وكيف تم زرع العبوة الناسفة في سيارته؟
وقبل الاجابة على تلك الأسئلة لابد من توجيه سؤال محوري لماذا تم سحب تبني عصابات النصرة لعملية الاغتيال بعد أن تم نشره عبر المواقع الالكترونية المحسوبة على هذا التنظيم الارهابي ومن ثم عادت هذه العصابات لاتهام الحكومة السورية باغتيال الأسعد.
وهنا يجيب مراقبون أن المدعو رياض الاسعد كان يود العودة إلى حضن الوطن في ظل دعوة القيادة السورية للحوار والحل الاجتماعي و الايام القادمة لابد أن تكشف حقيقة ما جرى في تلك الليلة وإن غد لناظره قريب