دام برس :

اتخذت ألمانيا سلسلة من الإجراءات القانونية بحق اللاجئين السوريين فيها، والتي كان أهمها عدم السماح للسوريين بـ"لم شمل" ذويهم، إضافةً إلى تقييد حصولهم على الإقامة، حسبما نقلت صحيفة "فرانكفورتر الغمايني تسايتونغ" أمس الجمعة، عن وزارة الداخلية الألمانية.

ونقلت الصحيفة عن الداخلية الألمانية، أنها أبلغت المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين بأنه يجب منح اللاجئين السوريين اعتباراً من الآن "إقامة مؤقتة" فقط.

وكانت ألمانيا توقعت استقبال 800 ألف من طالبي اللجوء على الأقل هذا العام.

وصرح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، بأن كل البلدان في ظروف مماثلة يقدمون إقامة مؤقتة، مشدداً في السياق أن برلين ستنجز على هذا المنوال في ما يخص اللاجئين السوريين.

وأشار ميزيير، إلى أنه سيتم إعلام اللاجئين السوريين أنهم يتمتعون بحماية محددة في الزمان، دون إمكانية لم الشمل. أي أنهم ليس من حقهم دعوة أفراد عوائلهم للالتحاق بهم في ألمانيا. دون تحديد موعد لبدء تطبيق هذه القرارات الجديدة.

وتعتزم ألمانيا تسريع عمليات إعادة اللاجئين الذين ترفض طلباتهم، بعد أن نجح الائتلاف الحاكم في تسوية أحد الخلافات بشأن هذه القضية. وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، إن خمسة مراكز خاصة ستعالج طلبات اللاجئين الذين لا تتوفر لهم فرصة كبيرة للبقاء في البلاد.

يجدر الإشارة إلى أن "الحماية الثانوية" (من الدرجة الثانية) التي ستمنح للاجئين مستقبلاً، هي أقل بقليل من وضع اللاجئين الذين يسمح لهم بالحصول على إذن إقامة لثلاث سنوات ولم الشمل.

وبحسب الصحيفة الألمانية، فقد اتخذ هذا القرار خلال مفاوضات للائتلاف الحاكم الخميس برئاسة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.

وتابعت الصحيفة الألمانية قائلة: إنه "من أصل 55600 طلب لجوء للسوريين تمت دراستها في أغسطس/آب، تم منح 38650 منهم وضع اللاجىء، فيما حصل 53  منهم فقط على (الحماية الثانوية)".

وفي سياق متصل، أعلن وزير الداخلية الالماني أمس، أن بلاده سترحل بوتيرة سريعة جميع طالبي اللجوء الألبان إلى بلادهم والذين يقدر عددهم بـ50 ألف شخص.

وأثار التدفق الهائل لطالبي اللجوء توتراً سياسياً بين دول الاتحاد الأوروبي، في ظل الخلافات بين الدول الأعضاء بشأن طريقة التعامل مع هذه الأزمة. بينما قالت ميركل، التي تعرضت سياستها للباب المفتوح بشأن اللاجئين لانتقادات قوية في ألمانيا: "لقد اتخذنا خطوة جيدة ومهمة للأمام".

 وفي خطوة لتسريع معالجة اللجوء، فإن النظر في طلبات اللاجئين قد يستغرق أسبوعاً وليس شهوراً، وسيستغرق الطعن على القرارات أسبوعين آخرين فقط، ومعظم الحالات يمكن أن ترحل إلى بلادها.

 وأكدت ميركل وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابريل في مؤتمر صحفي، على أهمية معالجة الأسباب التي تدفع الناس للفرار من بلدانهم، وضرورة تأمين الحدود الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي.

وقالت الأمم المتحدة، إن بداية الطقس الشتوي السيء لم تمنع تدفق اللاجئين الذين يخاطرون بالخروج في رحلات بحرية محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا.

 وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الهجرة بيتر ساذرلاند في تصريح لبي بي سي، إن الحرب السورية "تدفع الناس إلى اليأس والمغادرة وتأثيراتها ستستمر". وتسببت أيضاً الصراعات والانتهاكات التي تحدث في العراق وأفغانستان واريتريا والصومال، في فرار مواطني هذه الدول إلى أوروبا.

وستحتفظ المراكز الخمسة باللاجئين القادمين من الدول التي تعد آمنة، وهؤلاء الممنوعين من الدخول إلى ألمانيا مرة أخرى، وأيضا اللاجئين الرافضين للتعاون مع السلطات.

يشار إلى أن المفوضية الأوروبية توقعت في وقت سابق، إن ثلاثة ملايين مهاجر على الأرجح سيصلون إلى أوروبا بنهاية عام 2017.