Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لقاء فيينا .. مقدمة لحل لكن المسألة طويلة جدا

دام برس :

بيان فيينا بحث وقف إطلاق نار مع استثناء المنظمات الإرهابية من هذا الوقف، واستمر الخلاف على تحديد هوية المنظمات التي تندرج تحت مسمى "إرهابية"، وركز البيان على هذا الخلاف دون غيره، مما يؤكد على إن مسألة ترشح الرئيس السوري بشار الأسد إلى انتخابات رئاسية مبكرة أو غير مبكرة، موضوع يقرره الشعب السوري، ومن الملاحظ أن الأمريكي بدأ يؤكد على إن المسألة ليست متعلقة بشخص الأسد، ومهربه من التعليق على هذه النقطة كان "يجب ألا نوضع في مقارنة بين ديكتاتور وداعش، الأولوية لمحاربة الإرهاب"، وفي ذات السياق كان الرأي الفرنسي عبر وزير الخارجية لوران فابيوس، وعلى ما يبدو إن التركيز بات على تحديد هوية الميليشيات التي يحق للمقاتلات الروسية استهدافها، وللجيش السوري محاربتها على الأرض.

- الأمريكي يحاول استثناء بعض الميليشيات ليضعها تحت مظلة الاعتدال مبقيا على الصراع في سوريا لمراحل طويلة، فالتركيز الأمريكي على "قوات سوريا الديمقراطية"، والخليجيون خاصة السعودية تبحث عن استثناء "أحرار الشام" و "جيش الإسلام" من التصنيف كمنظمات إرهابية، ولقطر الغرض نفسه.

- الروسي، مصر على إنه لا يوجد معتدلين، وكل من استهدفأو يستهدف منطقة مدنية هو إرهابي، يفهم هنا إن "الكل على الحلاق"، ربما تستثنى قوات سوريا الديمقراطية من الاستهداف لأغراض من أهمها:

1- ترويض الجموح الأمريكي في الملف السوري عسكريا، وعدم السماح له بالذهاب لعرقلة العمليات السورية الروسية المشتركة، إيران في هذه الحسابات لا تظهر بصورة مباشرة في التصريحات، والسبب إن الأمريكي يحاول مهادنة طهران نوعا ما لأغراض لا تتعلق بالملف السوري، ومن مصلحة إيران عدم الزج باسمها في المشهد العسكري لتحقيق مصالحها في ملفاتها الخاصة، إلا أن الدعم العسكري الإيراني لسوريا استشاريا، أمر لا تخجل منه الحكومة الإيرانية.

2- الاستفادة من هذه القوات بإضعاف داعش من خواصر مثل شمال الرقة، فالصراعات الميليشياوية تفضي إلى القضاء على طرف وخروج الآخر من هذا الصراع ضعيفا، لذا كان وسيبقى الرأي السوري في هذا الملف هو انتهاء الصراع بين الميليشيات للانقضاض على الآخر.

3- هذه القوات من الناحية العملية لا تشكل خطر على وحدة سوريا، لأسباب منها:

آ - الحديث عن تحولها لجيش لدولة كردية أمر مستحيل لكون ذلك يخالف اتفاق فيينا، ولكون أنقرة لن تقبل والأمريكيون يبحثون عن إرضاء حلفائهم حاليا، وقد تشعل مثل هذه الدولة حربا كبرى في المنطقة، ناهيك عن استحالة قبول دمشق.

ب- هذه القوات مشكلة من خليط غير متجانس من الناحية العرقية أو المذهبية، وبالتالي لا يمكن أن تبقى هذه القوى متماسكة في ظل المرحلة الحالية، فلعبة المصالح الضيقة على أشدها في سوريا بين الميليشيات.

د- التعويل على أن تكون هذه القوة قادرة على إنهاء وجود داعش في مناطق أكبر من الريف الشمالي للرقة، ضرب من الخيال، والغالب إن أمريكا ستعلن فشل مهمتها مع هذه القوات في مرحلة لاحقة على غرار فشل برنامج تدريب المعارضة المعتدلة، لأن العقائد القتالية لمكونات هذه الميليشيا متناقضة، وبالتالي ستكون مهمة هذه الميليشيا مرهونة بمدى قدرة واشنطن استيعاب هذه العقائد وإلزام جميع مكونات "قوات سوريا الديمقراطية" بالمهمة المناطة بهم، والأمر مستحيل نظريا.

في زاوية مهمة، لابد من الربط بين تزامن بيان فيينا، والبيان الروسي حول حصيلة العمليات التي نفذتها في سوريا خلال شهر، مع البيان العسكري السوري المؤكد لاستعادة السيطرة على 50 نقطة ساخنة في سوريا، الأمر يؤدي إلى أن الأطراف الدولية للأزمة وضعت كل الأوراق في سلة واحدة، لخلق ظروف مرحلة جديدة، مازال بابها مقفل بسبب "يباسة" رأس السعوديين تحديداً، الذين يعتبرون بقاء الأسد إهانة لملكهم، الأمر الذي سيؤدي لانحسار طبيعي لسطوتهم على القرار الخليجي.

 

ماذا سيحدث لاحقاً..؟

بعد أسبوعين ستجمع المجموعة التي أطلق عليها اسم "مجموعة دعم سوريا"، دي مستورا عمليا سيكون كاتب النص الذي سيتفق عليه ومقدمه لمجلس الأمن لإقراره وتنفيذه.

1 - اتفاق دولي على ضرب داعش والنصرة وبقية الميليشيات المدرجة كمنظمات إرهابية، مع إدخال منظمات أخرى، والإبقاء على "قوات سوريا الديمقراطية" خارج هذه القوات.

2 - انتشار عدد من الجنود الأمريكيين في المناطق الجنوبية من تركيا، وعلى الأرجح لن تغامر أمريكا بإدخال اي جندي في معركة مباشرة مع داعش، فخسارة جندي في العراق كافية لتحذير أوباما من مغبة هذه العملية.

3- توافق على مجموعة من الإجراءات السياسية، منها تعديل الدستور السوري، وقد يلغى منه شرط واحد هو أن يكون رئيس الجمهورية مسلماً مع احتمال تخفيض عدد سنوات الولاية الدستورية، أما ما تبقى من شروط فلا يعتقد تبديلها لكونها دستور نموذجي، أما في ملف الانتخابات البرلمانية، ففي الأصل ما تبقى من ولاية مجلس الشعب الحالي هو حوالي ست أشهر، أو أكثر بقليل، في حين أن ملف الانتخابات الرئاسية المبكرة، سيكون خاضع للنقاش، وإذا ما أقر، فلن يكون ثمة خرق للسيادة إذا ما اتفقت الأطراف السورية على هذه النقطة، فالأسد شخصيا أكد أكثر من مرة إن موضوع الانتخابات ليس مشكلة وإنما شكل وهيكلية وطريقة تنفيذ هذه الانتخابات سيكون مكان أخذ ورد، ونقاش قد يتحول إلى مشكلة حقيقية، فموضوع الرقابة الأممية مرفوض من دمشق وهذا طبيعي لكونها منظمة غير موثوقة، لكن يمكن أن يصل الأمر لحل توافقي من خلال تشكيل لجان مشتركة لمراقبة الانتخابات بتوافق روسي ومن اللافت إن ذكر الجامعة العربية مغيب تماما عن المشهد.

4 - تنسحب السعودية تدريجيا من الملف السوري مع كل من قطر وتركيا، وذلك بإيعاز أمريكي لكون طبخة الحل أصبحت قريبة من النضوج، ولن تكون واشنطن راغبة بعرقلة توافقت الحل فالانتخابات الرئاسية على الأبواب وفي تعقيدات الحسابات الأمريكية الداخلية، لابد للديمقراطيين الذين يمثلهم أوباما حاليا من صناعة سلام في الملف السوري وتحقيق نصر على داعش لغلب الجمهوريين، ومن المثير إن يحاول الأمريكيون نسب العديد من الملفات لهم من بينها مقتل مغني الراب الألماني مع داعش قبل أيام، ومن قبلها الزعم بأن المدعو "سنافي النصر"، هو قائد تنظيم خراسان، فالمذكور من قيادات النصرة و تنظيم خراسان بصورة إنه تنظيم مستقل موجود في سوريا للتدرب على تنفيذ عمليات في أوروبا كذبة لا وجود لها، وثمة مجموعة تحمل هذا الأسم لكنها مبايعة لتنظيم داعش، وبين داعش والنصرة ما صنع الحداد - على الأقل إعلامياً-.

5 - ميدانيا، يقسم العمل في سوريا والعراق إلى قطاعات عمل، سيكون لدمشق وحلفاءها الروس وحزب الله الدور الأكبر في سوريا، في حين إن أمريكا وتحالفها تركز على دعم العراق، لكن على الأرض سيكون لإيران الحضور الأكبر من خلال دعمها اللامحدود للحشد الشعبي العراقي.

6 - لن يكون هناك تهدئة مطلقة في سوريا قبل مرحلة عسكرية قد تطول إذا كان زخمها كبيراً، إلى أكثر من سنة من العمليات العسكرية المتواصلة، والسبب كثافة الوجود الميليشياوي لجهة العدد والتسلح، وإن بعض القوى الإقليمية ستبقى على دعمها للمسلحين، وخاصة قطر وإسرائيل، فالتهدئة أمر لا يناسب هذه القوى لجهة إن تل أبيب تسعى لتقسيم سوريا، في حين قطر أحست نفسها خارج المعادلة وتحاول الدخول لناتج الحل في سوريا بشكل مباشر من خلال الإمساك بورقة احرار الشام، الميليشيات التي بدأت تظهر إعلاميا أكثر من غيرها، والتي بدأت تستميل المقاتلين الأجانب، بعد وعود الدوحة لها بالتسليح.

ملاحظة أخيرة ‬: العملية العسكرية الأمريكية في أفغانستان، ومن بعدها في العراق عمليا شبه منتهية منذ زمن، إلا أن الوجود الميليشياوي للقاعدة وطالبان، وداعش في كلا البلدين، مازال حاضرا، والمشكلة إن سوريا لديها مساحات واسعة من التضاريس المتنوعة التي يمكن أن تتحول إلى بؤر مسلحة، تشابه بؤر التنظيمات في أفغانستان والعراق، وحتى في الجزائر التي أنهت عشريتها السوداء منذ زمن إلا أن القاعدة في المغرب الإسلامي يتخذ من مناطقها الجنوبية مقراً آمنا لعدد لا يستهان به من الإرهابيين، والملف سيبقى مفتوحاً، إلا إذا ركزت الدولة السورية على عمليات استئصال دقيقة المباضع.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz