Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 01:43:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سوريا .. من العسكر إلى السياسة .. سنقاتل حتى الرجل الأخير

دام برس :

الوقوف على البيان العسكري الرسمي الصادر عن قيادة الأركان السورية مساء أمس، لابد منه، فالبيان حمل الكثير من المعلومات التي يجب الوقوف عندها بعيداً عما صدره من معلومة  قد تكون مهمة، لكن من الأكيد إن ما وراء هذه المعلومة أهم بكثير، ففي الوقت الذي تشير فيه التقرير الإعلامية الخليجية إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيغادر منصبه من خلال اتفاق دولي تشارك المملكة السعودية نيابة عن الخليج ككل في صياغة هذا القرار، وبحسب المفهوم من التقرير الإعلامية الخليجية فإن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو كانت للمناقشة بنود حل روسي للأزمة السورية يتكون من تسعة بنود، أحدها يؤكد على انتخابات برلمانية ورئاسية يضمن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسألة عدم ترشح الأسد لهذه الانتخابات، وبالتالي فإن الاتفاق هو مجرد تسوية سياسية تعكس هزيمة للحكومة السورية، وتضمن خروج هادئ للأسد من المشهد السياسي معلناً، استسلامه.

ضمن هذا الجو العام، جاء البيان الرسمي السوري الذي كان بإمكان دمشق إن تنشره بخبر عبر تلفزيونها الرسمي، إلا أنها أصدرته من خلال بيان عن قيادة المؤسسة العسكرية التي يحاول المحور الأمريكي تمرير قرار انضمام الميليشيات المسلحة إليها من خلال الاتفاق المزعوم، ليكون طابورا خامسا ضمن هذه المؤسسة، ومن الطبيعي أن نشهد تلعيقا من الدول الأربعة التي اتهمتها دمشق بتأجيج الملف اليمني باستخدام داعش وتحويل الدولة التي تشن القوات الخليجية عدوانا عليها بزعم عدم الشرعية إلى أرض للجهاد، جهاد داعش والقاعدة وسواها من التنظيمات التكفيرية، ليكون الملف اليمني هو قبلة النزاع الإقليمي والدولي في المرحلة اللاحقة، ومن المهم التأكيد على إن البيان السوري جاء ردا رسميا على "فكرة الاستسلام" التي يحاول الإعلام الخليجي إيصالها إلى الشعب السوري، فالبيان يقول: المعركة مستمرة.

المعلومة السورية التي صدرتها إلى العالم من خلال البيان العسكري الذي أكد نقل التحالف السعودي لـ 500 مقاتل من تنظيم داعش نحو اليمن، ستسبب نوبة من الجنون للدول المذكورة في البيان في محاولة لمعرفة مصدر المعلومة ومدى امتلاك دمشق أدلة دامغة عليها، فالأمر يحتاج إلى دليل قاطع، فإذا ما طلبت الأمم المتحدة أو محكمة الجنايات الدولية أدلة من دمشق على ما أكدته في بيانها، فإن الدولة السورية محكومة بتقديم هذا الدليل، والمعروف عن دمشق إنها تعمل وفق مظلة القوانين الدولية، وببيانها تضع الدول الأربعة "تركيا – السعودية – الإمارات – قطر" تحت البند السابع وفق للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن التي تحرم التعامل مع داعش والنصرة تحديداً.

في التحليل، فإن مصدر المعلومات سيكون عملاء للمخابرات السورية في الأراضي السوري، وقد يكون رصد عبر الأقمار الصناعية، وقد يكون مصدرها جماعة أنصار الله اليمنية عبر حزب الله إن لم يكن للجماعة تواصل مباشر مع دمشق، وقد يذهب التحليل نحو حمل المعلومة عبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال أنصار الله أيضاً، أو حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي أكد خلال آخر ظهورين إعلاميين على تأييده للدولة السورية في قرارتها لحل الأزمة السورية، ولكن هل من ترابط بين زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، إلى دمشق وبين البيان السوري، ثم ما الدافع لتأكيد وكالات الأنباء الإيرانية إن مقاتلات تابعة لسلاح الجو الإيرانية رافقت طائرة بن علوي إلى دمشق لحمايتها، فإي دور تلعبه عمان خلال مرحلة من الصراع الحامي في المنطقة، وما الذي حمله رسول مسقط في الملف السياسي..؟.

البيان الرسمي الصادر عن القوات العسكرية السورية، بخصوص عملية استخبارية، يعد بحد ذاته خطوة غير مسبوقة للمؤسسة العسكرية في دمشق منذ بداية الأزمة، وهذا يدلل على إن المراد من هذا البيان لم يكن غرضه داخلياً، وإنما رسالة إلى أصحاب "التسريبات" المجهولة النسب والهوية على إن الحل يصنعه السورية، ومسألة العلاقة مع الدول الخليجية مسألة مرفوضة بالمطلق، وعلى هذه الدول الأربعة التي تحاول أن تلعب دورا في الملف السوري التخلي عن دعم الإرهاب لكي يكون ثمة أي دور إيجابي متوقع لهذه الدول في الملف السوري، فلا ساسية مع استمرار ملف الإرهاب، ومن خلال البيان تؤكد دمشق على إن معركتها مستمرة مع الإرهاب وداعميه، والمؤسسة العسكرية السورية خط أحمر،  وبالتالي فإن الملف الذي يحكى عنه عبر وسائل الإعلام والمتعلق بضم المسلحين إلى الجيش أمر مرفوض من قبل القيادة السورية.

ولابد من الإشارة إلى أن البيان تلى إيضاح أصدرته رئاسة الجمهورية العربي السورية حول ما صدر عن بعض أعضاء الوفد الروسي بعد لقائه الرئيس الأسد، مؤكدة إن "لا يمكن تنفيذ أي مبادرة أو أفكار وضمان نجاحها إلا بعد القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد"، وأن "أي حل سياسي يحفظ سيادة الدولة ووحدة اراضيها ويحقن دماء السوريين ويحقق مصالحهم يقرره الشعب السوري سيكون موضع ترحيب وتبن من قبل الدولة"، وهذا يدلل على إن رئاسة الجمهورية كمؤسسة سورية، ترفض أي شكل من أشكال الحلول "المعلبة"، فالخيار السوري يضعه السوريون أنفسهم، ولا يمكن استيراده من الخارج، وفي الإطار العام، يطلب من المعارضة الداخلية والخارجية إن تعمل ضمن المظلة الوطنية، وهو مطلب ركزت عليه دمشق منذ بداية الأزمة، إلا أن المعارضة التي تصم أذنها عن صوت الشارع أصلاً، لم تسمع صوت أي مؤسسة سورية لذا، من الطبيعي القول إن الدول الخليجية التي تشغل الميليشيات المسلحة في الداخل والميليشيات السياسية في الخارج، كان لابد لها من أن تسمع مثل البيان الصادر يوم أمس الثلاثاء، عن القيادة العامة للجيش السوري، لتفهم إن المعركة مستمرة، وكل شائعات القبول بحلول محضرة في الخارج أيا كانت جهتها، لن تقبل ما لم تحترم السيادة السورية، ومن قاتل لما يزيد عن الأربع سنوات ونصف، سيقدر على القتال أكثر، والجبهات المشتعلة هي الدليل السوري على استمرارية المعركة حتى الرجل الأخير.

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz