Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 13:09:35
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سوريا .. تحالفات ميليشياوية جديدة.. ضرورات جهادية أم تبدلات إقليمية ..؟

دام برس :

لا تقتصر التحولات في الملف السوري على المشهد السياسي الخارجي، المنعكس من خلال الحراك الدبلوماسي الكثيف لموسكو فيما يخص الوصول إلى تسوية سياسية، فالعمليات الروسية داخل الأراضي السورية كانت المحرض لمشغلي الميليشيات المسلحة في سوريا، دفعتهم لعقد تحالفات على الأرض لتشكيل جبهة إرهابية عريضة، تقابل الجبهة التي دعا إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمحاربة الإرهاب، ولعل هذا يقلب المعادلة الميدانية لصالح الجيش السوري أكثر.

خلال الأسبوع الماضي، ظهرت تحالفات ميليشياوية جديدة، منها الجبهة الوطنية للتحرير، جند الملاحم، جيش النصر، وكان آخرها العملية المشتركة أو المتزامنة لتنظيمي داعش والنصرة على طريق خناصر – أثريا، ثم الكشف عن تسلم جبهة النصرة لقيادات الميليشيات التي تحاول وقف تقدم الجيش السوري في الريف الجنوبي، وهو اتفاق تشير مصادر خاصة إلى أنه سيتم تطبيقه على كافة المناطق التي تتواجد فيها الميليشيات التي كانت ترفع «علم الانتداب الفرنسي»، في محاولة منها لتصوير نفسها على إنها من الميليشيات «المعتدلة»، الأمر الذي لم تنجح أمريكا بالترويج له عبر المراحل الماضية، وقبل كل هذه التحالفات ظهر ما يعرف بـ «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أمريكيا بحجة محاربة داعش، وقد تكون التسريبات المتعلقة بإعادة «جمال معروف» الذي كان يقود ميليشيا «جبهة ثوار سوريا» قبل أن يتم القضاء عليها من قبل منافسيها من الميليشات، أمر له علاقة بالتأكيد على إن الميليشيا الجديدة التي تضم العديد من الفصائل المسلحة، أمريكية الهوى، وستعمل على التمهيد لإقامة منطقة عازلة بفعل الأمر الواقع، إلا أن الأتراك وبرغم سعي أردوغان الحثيث لإقامة مثل هذه المنطقة، لا يمكن أن يقبل بها من خلال ميليشيات تؤكد على وجود قوة «كردية» قد تسبب متاعب لأنقرة مستقبلاً.

في عمق الخلاف الجهادي بين الميليشيات تحضر مسألة «الخلافة»، وهو الأمر المتنازع عليه بين قيادات الميليشيات المسلحة في سوريا، وإن كان أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش أول من تجرأ على إعلان نفسه «خليفة» في استحضار ﻷقوى الأفكار السلطوية في التاريخ الإسلامي، فإن «زهران علوش» الذي يقود ميليشيا جيش الإسلام كان قد سبق له أن اختلف مع زميل السجن السابق، وقائد ميليشيا أحرار الشام في الزبداني المدعو «أبو عدنان زيتون» على منصب الخليفة، ومكان إقامة هذه الخلافة، فلا كانت في الزبداني «الغوطة الغربية» ولا كانت في دوماً «الغوطة الشرقية» وبقي الريف الدمشقي في حالة صراع ميليشياوية على هذا المسمى، إلى أن بدأت تظهر التحالفات والتكتلات الميليشياوية بعيد الضربات الروسية، وبتوجيه إقليمي من قبل القوى المشغلة، وبمغريات كبرى، إلا أن تنظيم القاعدة له توجهات مخالفة تماماً في هذه المسألة، فهو يرى إن البيعة بالخلافة لا تجوز إلا لزعيم حركة طالبان، وهي الحركة الأولى التي شغلت من قبل المخابرات الأمريكية لمواجهة الاتحاد السوفيتي في الحرب الأفغانية، ومن خلال عدة تسجيلات صوتية، لم يخجل زعيم تنظيم القاعدة من الإعلان عن الحرج الذي تسبب به البغدادي للقاعدة أمام زعيم طالبان السابق «الملا عمر»، بسبب إعلان البغدادي لخلافته من الموصل العراقية.

بالنظر إلى المشهد السوري ميدانيا، يظهر جليا الاستفادة السورية من الدعم الروسي المباشر الذي تعد العمليات الجوية أحد أوجهه فقط، فالأهم كان التقنية الاستخبارية المتطورة، ولعل التوجهات الروسية في الملف السوري هي السبب في دفع القوى المشغلة للإرهاب في سوريا إلى إعادة هيكلتها ضمن تحالفات يسهل من خلالها إدارة الملف الميداني، وتوحيد الجهود الميليشياوية لضرب مناطق عميقة في الدولة السورية، ومحاولة فرض التقسيم بالأمر الواقع، لذا بدأت التحولات الإقليمية في ملف إدارة الميليشيات تظهر من العاصمة القطرية، التي أعلنت عن قرارها بدعم ميليشيات «أحرار الشام» بالصواريخ المضادة للطيران، فيما عملت الميليشيا المذكورة على ترقيع ضعفها والانشقاقات التي ظهرت في صفوفها مؤخرا من خلال الدعوة لحل ملف «المقاتلين الأجانب» من خلال منحهم الجنسية السورية، ومغريات أخرى في مسعى من قطر والميليشيات لتحويل «أحرار الشام» إلى قبلة للجهاديين بدلا من النصرة أو داعش، وفي الأمر عودة لقطر إلى زخم الميدان السوري، بعد التقارب التركي السعودي في الشمال، والذي أفرز العديد من التحالفات الميليشياوية مؤخراً، فلتركيا علاقة مباشرة مع تنظيم داعش من خلال الملف الاقتصادي وملفات أخرى من أهمها تسهيل عبور الجهاديين من وإلى الأراضي السورية، كما إن لتركيا الدور نفسه في التعامل مع النصرة، وبالتقارب مع السعودية بالرغم من الخلاف على العديد من الملفات ضمنت أنقرة استمرار حضورها وحضور الرياض في المشهد الميليشياوي، إلا أن التحالفات الجديدة ميليشياويا خدمت الجيش السوري على الصعيدين «الميداني والسياسي»،إذ إن هذه التحالفات حولت الميليشيات من «عصابات» تقاتل منفردة في مناطق متعددة، تجبر عملية ملاحقتها الجيش السوري على القتال فيما يزيد عن 300 نقطة ساخنة في البلاد، إلى تحديد نحو 10 جبهات أساسية يقاتل من خلالها الجيش السوري هذه الميليشيات، وبالتالي تكون عملية الإدارة والتحكم من قبل الجيش السوري للمعارك أسهل، وأكثر تأثيراً، كما إن هذه التحالفات الجديدة كشفت على المستوى «الإعلامي» زيف كل الادعاءات التي حاولت من خلالها الميليشيات الظهور بثوب «الاعتدال» الذي حاكته الإدارة الأمريكية، وصار من الواضح إن «الجيش الحر» الذي ظهرت مجموعاته بأسماء إسلامية، ما هو إلا مجموعة من العصابات الجهادية المنتشرة في الجسد السوري، ولعل التذكير بمحاولة الكيان الإسرائيلي دفع جبهة النصرة إلى رفع راية الانتداب الفرنسي في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم بالقرب من «شريط الفصل»، خير دليل على إن هذه الميليشيات المسلحة قاطبة تتبع تنظيمات القاعدة وداعش، وهذه التبعية غير ناتجة عن الضربات الجوية كما يزعم الإعلام الموالي للإرهاب في سوريا، بل هي موجودة منذ بداية الأزمة، فالإخوان المسلمين، الجماعة التي ترتبط بها أغلب الميليشيات قبل التحالف مع داعش والنصرة، ماهي إلا «الواجهة السياسية» للفكر الوهابي الذي تنتمي إليها كل التنظيمات الإرهابية في العالم، الأمر الذي يؤكد على إن «إخوة المنهج» التي تجمع الميليشيات، أظهرت حقيقة الواقع الميليشياوي في سوريا برغم كل المساعي السابقة من قبل دول المحور الأمريكي لطمسها، وعلى الجميع التوحد لمواجهة الإرهاب، أو القبول بانهيار أوروبا أمنيا بفعل «ارتداد الجهاديين» إليها، فالعملية المشتركة للتحالف السوري - الروسي.. باقية وتتمدد.

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz