Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 19 حزيران 2024   الساعة 01:02:10
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
من حلب وإليها، أم المعارك

دام برس :

لم يكن سرّاً على من يستطيع قراءة الميدان العسكري، أن المرحلة الأولى من  العملية البريّة الشاملة "من البحر إلى النهر" سيكون هدفها الرئيسي ربط المدن السورية الكبرى ببعضها عبر الطرقات الرئيسية، لسببين أحدهما سياسي ويرتبط بهيبة الدولة السورية، والثاني عسكري سببه الرئيسي اعادة تنظيم خطوط الإمداد وإيصال الدعم عبر الطرقات الرئيسية لتأمين عامل السرعة واختصار مدة الحركة.

ومع انطلاق العمليات العسكرية في ريف حلب الجنوبي، يتأكد لنا أن المعركة الشاملة في مرحلتها الأولى لن تتأخر في الإنطلاق في محافظات اللاذقية وحلب وحماه وحمص، وأن ما يحصل بعد أسبوعين من بدء الضربات الجوية الروسية هي عمليات أولية هدفها تحسين ظروف التموضع لوحدات الجيش العربي السوري وتأمين نقاط ارتكاز لتأمين شروط الإنتقال إلى العمل الهجومي.

بدايةً، لا بد من الإشارة إلى أن الجيش العربي السوري ومنذ فترة طويلة ينتقل وبمرونة وحزم إلى الهجوم في أغلب الجبهات، ومن ضمنها الجبهة الجنوبية والغوطة الشرقية، إضافة إلى المحافظات الأربع المذكورة سابقاً.

الجيش العربي السوري أضاف إلى قوته النوعية مجموعة من المعدات الحديثة المرتبطة بنظام القيادة والسيطرة للجيش، وأجهزة تشويش ومعدات حرب الكترونية متطورة وهي بعهدته المباشرة، إضافة إلى أجهزة أكثر تطوراً وتعقيداً بتصرف القوات الروسية مرتبطة بالأقمار الصناعية، تقوم بمهام معقدة ويمكنها التشويش على أحدث أجهزة الإتصالات وقطع تغطية الأقمار الصناعية في نطاق واسع. ومن المعدات الهامة التي دخلت الخدمة في الجيش السوري أعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار من طرازي أولان واليرون الحديثة، والتي تقوم بدور هام في مسح مناطق العمليات وخطوط سير وحركة الجماعات الإرهابية، وبعض هذه الطائرات من الطراز المسلح التي يمكنها التعامل مباشرة مع الأهداف ذات الطبيعة الهامة.

عند الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة بدأت الوحدات العسكرية في الجيش العربي السوري بالتقدم على عدة محاور في ريف حلب الجنوبي الغربي من ثلاثة محاور أساسية:

- محور "خان طومان"، وهو المحور الذي سيتم تطوير الهجمات اللاحقة منه إلى الزربة والتي ستؤدي إلى نتيجتين مباشرتين، وهما استعادة محطة الزربة الحرارية وما تشكله من مصدر لتوليد وتوزيع الطاقة الكهربائية، ما سيخفف من وطأة أزمة الكهرباء في حلب وكذلك الوصول إلى نقطة ارتكاز اساسية على الطريق الرئيسي بين حلب وحماه.

- محور الوضيحي الذي تقدمت إليه وحدات الجيش العربي السوري وسيطرت عليه، ومنه سيطرت أيضاً على قرية حدادين.

- محور تل عزان الذي تقدمت منه وحدات الجيش العربي السوري إلى تلة الشهيد وكتيبة الدبابات وعبطين غرباً، وباتت تسيطر بالنار على بلدة الصبيحية وإلى المليحية شرقاً. العملية في ريف حلب الجنوبي الغربي تشبه في نمطها العملية التي تجري في ريف حماه الشمالي، وكذلك بوادر العملية التي هي على وشك الإنطلاق في ريف حمص الشمالي، وهو النمط الذي يرتكز على العزل والتقدم من الأطراف لإحداث فكّي كماشة تجبر الجماعات المسلّحة على الإنسحاب من نطاق الفكين.

إضافة إلى أن هذا النمط يجبر الجماعات المسلّحة على توسيع نطاق المدافعة ما يقلل من قوة هذه الجماعات البشرية والنارية.

أما عمليات العزل فتتم برؤوس أسهم مدرعة سريعة الحركة، يواكبها دعم قريب من الطوافات الهجومية وبطاريات المدفعية والصواريخ والتي تعمل على شلّ أي مؤازرات محتملة وصب سدود نارية متحركة أمام الوحدات المدرعة.

أما لماذا من حلب وإليها، فلأنّ عملية الإطباق على الطريق الرئيسي بين حلب وحماه سيكون أمام مشهد الهجوم من الشمال إلى الجنوب من خان طومان إلى الزربة فسراقب، ومن مورك في شمال حماه باتجاه خان شيخون فمعرة النعمان، لتحقيق عزل محافظة إدلب عن محافظة حلب وإجبار الجماعات المسلحة على القتال كل في بقعة انتشاره، وهو أمر سيتحقق بعملية شبيهة للعمليات الحالية في ريف حلب الشمالي باتجاه اعزاز مروراً بنبل والزهراء بعد فك الحصار عنهما.

ورغم العمليات النشطة في سهل الغاب وريف حماه الشمالي وريف حمص وريف اللاذقية، فإنّ انطلاق العمليات في ريف حلب الجنوبي الغربي يترافق مع عمليات في الريف الشرقي الجنوبي لحلب أيضاً بالقرب من مطار كويرس وفي محيطه.

إذن نحن أمام نمط جديد من القتال يتبعه الجيش العربي السوري، وهو الضربات الجوية الساحقة وفتح كل الجبهات لتشتيت جهد الجماعات المسلّحة وإنهاكها قبل بدء العمليات الكبرى.

أحد الأهداف الأساسية لهذه العمليات هو ضرب قدرة القيادة والسيطرة وقدرة الإمداد للجماعات المسلّحة لشلّ  قدراتها النارية والنفسية، وإدخالها في مرحلة الإنهيار الإدراكي توطئة لدخولها في مرحلة الإنهيار العسكري.

هذا العرض لواقع الميدان ربما يتغير في أبعاده التفصيلية بنتيجة التدخل الأميركي والسعودي والتركي بعد تزويد الجماعات المسلحة بمزيد من صواريخ التاو وصواريخ مضادة للطائرات من طراز ستينغر، ولكنه لن يؤثر في اساس الخطة الهجومية التي أخذت بعين الإعتبار هكذا احتمالات لدعم الجماعات المسلّحة والتي بالتأكيد ستتم مواجهتها باجراءات ميدانية وتقنية مناسبة، وهو أمر سنتحدث عنه لاحقاً في القريب العاجل.

بشكل عام نحن أمام بوادر العملية الشاملة، وما نشهده هو مجرد عمليات أوّلية للسيطرة على مناطق ستشكل نقاط انطلاق للمعركة الشاملة في أرياف حلب وحماه وحمص واللاذقية وعلى كل الجغرافيا السورية.

بيروت برس - عمر معربوني

الوسوم (Tags)

حلب   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz