Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 16 حزيران 2024   الساعة 00:12:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
داعش يدعم الدعاية الأمريكية.. العدناني اعترف بمقتل ’’الحيالي’’ وتجاهل ’’البغدادي’’

دام برس :

خرج تنظيم داعش عن صمته حيال مصير الرجل الثاني في التنظيم المدعو "فاضل الحيالي" الذي أكد البيت الأبيض في الـ 21 من شهر آب/ أغسطس الماضي مقتله نتيجة لغارة أمريكية استهدفت أحد مواقع التنظيم في الموصل، وفي تسجيل صوتي تناقلته الصفحات الموالية لتنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي أكد المتحدث باسم تنظيم «داعش»، أبو محمد العدناني، مقتل الحيالي، والمعروف «أبي معتز القرشي»، وباسم "أبو مسلم التركماني"، الذي كان يشغل منصب نائب البغدادي على يد الأمريكيين، قائلا: «فرحت أمريكا وطارت بقتل الشيخ أبي معتز القرشي، وأوهمت نفسها أن ذلك نصر كبير».

وبرغم تكتم التنظيم بالإعلان عن قتلاه من قيادات الصف الأول، إلا أنه خرج ليؤكد مقتل الحيالي في خطوة تكسب أمريكا نقاط إعلامية بعد أن أكدت تقارير إعلامية أن الضربات التي تشنها روسيا ضد مواقع التنظيم أثبتت فعاليتها بالمقارنة مع غارات التحالف الأمريكي على مواقع التنظيم التي بدأت منذ أكثر من عام دون أن تفضي إلى نتيجة، بل أدت إلى توسع التنظيم.

ويأتي إعلان التنظيم بعد يومين من غارة عراقية استهدفت موكبا لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بالقرب من منطقة الكرابلة غربي محافظة الأنبار العراقية، ما أدى إلى إصابة البغدادي ومقتل اثنين من أخطر قيادات التنظيم، وبتأكيد خلية الاستخبارات في وزارة الداخلية العراقية بأن الغارة كانت من قبل القوات الجوية العراقية نتيجة استخبارية دقيقة، يمكن القول إن المركز الاستخباري المشترك بين العراق وسوريا وروسيا وإيران الذي بدأ أعماله قبل أسبوع بحسب تأكيد المسؤولين العراقيين اليوم، بدأ يقدم نتائج ملموسة، الأمر الذي دفع المخابرات الأمريكية التي تشغل التنظيم إلى الاعتراف بمقتل الحيالي، في خطوة من الواضح أن أمريكا تحاول أن تلفت الانظار إلى تحالفها الذي خفت نجمه بعد الضربات الروسية.

فالعلاقة ما بين داعش والمخابرات الأمريكية والإسرائيلية لم تعد سر مخفيا تبعا للعديد من الأدلة الدامغة التي من شأنها أن تدين إدارة الرئيس باراك أوباما، بجرائم ترقى حد تقديمه لمحكمة الجنايات الدولية، فوزيرة خارجيته هيلاري كلينتون أكدت في مذكراتها المنشورة في كتاب حمل عنوان الخيارات الصعبة، إن أمريكا أنشأت تنظيم داعش ليقيم دولة يكون حملة الفكر الجهادي حول العالم مواطنين فيها، على أن تعترف 113 دولة من أعضاء الأمم المتحدة بهذه الدولة حال إعلانها من قبل التنظيم، كما إن تسريبات العميل الأمريكي السابق إدوراد سنودن  حول خطة "عش الدبابير" التي وضعت من قبل المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية لتحويل جزء من سوريا والعراق إلى نقطة تمركز للجهاديين من كل العالم بما يضمن انتشار الفوضى الأمنية في هذه الدول، تؤكد على أن الدور المناط بداعش هو خدمة المصالح الأمريكية في المنطقة وحسب، وهو بذلك يستحضر التجربة الأمريكية مع تنظيم القاعدة خلال محاربة التنظيم للاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان، فهل يحاول التنظيم أن يؤكد للعالم نيابة عن واشنطن أن ضربات التحالف الأمريكي هي الفعالة، خاصة وإن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر مقتل قيادي التنظيمات الإرهابية هو النصر لا تفكيك هذه التنظيمات، إذ إن الإعلان عن مقتل زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في أفغانستان، جعل من تنظيم القاعدة خطر أقل مما هو عليه في السابق بالنسبة للإعلام الأمريكي، ليكون التركيز على تنظيم داعش مبرر لعودة أمريكية عسكرية إلى المنطقة، يراد منها تعقيد الحسابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط.

ومن اللافت إن العدناني في كلمته تجنب الحديث عن مصير أبو بكر البغدادي الذي تم استهدافه في الكرابلة من قبل الطيران العراقي قبل يومين، على الرغم من إن نتيجة هذه الغارة الأكثر تأثير على مسير العمل الجهادي للتنظيم، كما إن أنصار التنظيم يترقبون تأكيد أو نفي مقتل "خليفتهم"، فهل حاول العدناني تجاوز مصير زعيمه لجهة عدم الترويج لقوة وفعالية التحالف الجديد الذي يعمل استخباريا من خلال مركز التبادل المعلوماتي الذي مقره بغداد، وأوجعت من خلاله القوات الجوية والصاروخية الروسية التنظم وسواه من الميليشيات المسلحة في سوريا، وكأن العدناني يحاول دعم الدعاية الأمريكية المضادة للضربات الروسية وفعاليتها، خاصة وإن وسائل الإعلام ستربط قطعا بين تأكيد بدء عمل المركز الاستخباري الرباعي في بغداد قبل أسبوع والغارة لتي استهدفت موكب البغدادي في الكرابلة، فالسؤال عن عدم استهداف البغدادي من قبل القوات العراقية أو التحالف الأمريكي سابقاً، سيكون الجواب عليه قلة المعلومات الاستخبارية أو انعدامها حول مكان وتحركات زعيم داعش، وبالتالي سيكون من الطبيعي القول إن التقارير التي قالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى أوامره بتعقب البغدادي بشكل مباشر قبل أسبوع من استهدافه، رسالة تلقفتها أمريكا جيداً، وحركت داعش عبر مخابراتها للاعتراف بمقتل الحيالي ليكون ورقة تأييد لواشنطن في حربها الإعلامية على الضربات الروسية للإرهاب.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz