دام برس :

قبل أن تملأ الطائرات الروسية السماء السورية، كان طيران التحالف الدولي يستعرض عضلاته فوق مناطق معينة، طلعات طيران التحالف كانت تتعدى العشر طلعات يومياً، دخل الروس بقوة فتراجعت جوارح التحالف الدولي وتحولت بقدرة قادرة إلى حمائم مهاجرة!

وقبل مدة أيضاً كشف وسائل الإعلام تراجع غارات التحالف الدولي إلى 1-3 غارات كحد أقصى، والسبب طبعاً وجود الطيران القيصري الروسي في الأجواء، ثم ما لبثت واشنطن أن أعلنت بأنها تنسق مع موسكو فيما يخص الطلعات الجوية والعمليات التي يقوم بها الجانبين.

والآن تعلن القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية أن الولايات المتحدة والدول الحليفة لها شنت منذ مساء الجمعة 25 غارة جوية جديدة على مواقع داعش في سوريا والعراق، خمس غارات منها كانت فوق سوريا فقط!

مماسبق يتبين مدى تراجع النشاط الجوي للتحالف الدولي الذي ترأسه الولايات المتحدة، ولهذا الأمر إشارة مفادها أن هناك إفساح مجال للروس كي يقومون بتنفيذ طلعاتهم، لم تكن واشنطن لتسمح بهذا الأمر لولا القوة الروسية العاتية المتواجدة في المنطقة، والتي كانت سببها دمشق أساساً.

أيضاً فيما يخص الطيران الأمريكي فإنه يقوم بتنفيذ طلعاته دون تنسيق مع الجيش العربي السوري، بمعنى آخر فإن طلعاته لا تعتمد سوى على جمع المعلومات الاستخباراتية وبعض المعلومات التي يتم تجميعها من جماعات مسلحة متشرذمة تفتقر للخبرة، ما رتب على الغارات الأمريكية الكثير من الأخطاء سواءً لجهة وقوع قتلى من المدنيين المتواجدين في المناطق التي يسيطر عليها داعش، أو من خلال ضرب بعض الأهداف التي تسبب خللاً في بعض الخدمات للمواطنين كما حدث مؤخراً في ريف حلب، حيث أدى قصف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بدلا من إصابة مواقع تنظيم "داعش" إلى تدمير محطة كهرباء ، ما أدى إلى قطع التيار عن منطقة بحالها.

إذاً فإن عدداً من الأسباب تجعل من جوارح طيران التحالف الدولي يتحول إلى حمائم فجأة وهي أنه لا يتمتع بالتنسيق مع جهة ذات خبرة لها قوة ضاربة كالجيش العربي السوري، وفي ذات الوقت وجود الطيران الروسي أحرج طائرات الغرب، كما أن الأخطاء الناتجة عن غارات ذلك الحلف تزيد من إحراج واشنطن ومن معها، فضلاً عن عدم قدرة أمريكا وحلفائها تحقيق أي إنجاز يُذكر ضد تنظيم "داعش" منذ بدء تلك الغارات وحتى الآن، فيما يقوم الطيران الروسي بدور الحصادة للجماعات الإرهابية.

عربي برس - علي مخلوف