دام برس :
بعد أكثر من عامين على حصاره، سقط مطار ابو الظهور العسكري في ريف إدلب بيد مسلحي تنظيم القاعدة في بلاد الشام. سقوط، كان متوقعاً نظراً للاحوال الجوية والقدرات العسكرية بعد إتحاد أفراع القاعدة تحت اسم “جيش الفتح”.
لم يستطع مطار ابو الظهور الصمود أكثر من ذلك، فجميع العوامل، الجغرافية، المناخية والعسكرية، حالت بينه وبين العبور نحو الممر الآمن. 48 ساعة غيّرت كثيراً من الوقائع الميدانية السابقة، فبعد ان تحمل الجنود الحصار البري الذي دام لاكثر من عامين، حال الطقس بينهم وبين إرهابيي تنظيم القاعدة مسلّمين القاعدة الاخيرة للجيش السوري في إدلب رغماً عنهم.
إستغل مقاتلو “جيش الفتح” العاصفة الرملية القادمة من شبه الجزيرة العربية والربع الخالي على أكمل وجه. إعتبروها “عونٌ من الله”. السعودية تدخلت هنا ايضاً ومجدداً، لم ينحصر التدخل بالمقاتلين السعوديين او الكويتيين او حتى المصريين، بل ذهب الأمر إلى عاصفة رملية ذات وجهٍ سعودي أتت لتسقط المطار بعد إنعدام الرؤية لساعات طويلة!.
حالة عدم الإنقشاع إستغلت كما يجب. عزّز مقاتلو “القاعدة” من حضورهم العسكري كماً ونوعاً في محيطه، كانت الخطط جاهزة لاقتحام المطار فالاسلوب هو نفسه، إنتحاريون وسيارات مفخخة. كان البداية عبر إستغلال الغبار من أجل العبور بإنتحاري نعته الصفحات “الجهادية” على انه مصري. عبر هذا نحو أحد بوابات المطار، وهناك فجّر نفسه مفتتحاً سيلاً من الهجمات الكثيفة التي تمت تحت الغبار، ما صعّب مهمة الحماية على القوات الارضية السورية، والقوات الجوية التي سادها شبه عقم نظراً للاحوال المناخية السيئة.
ساعات، إشتعلت خلالها جميع محاور المطار، فالقاعديون هاجموا من جميع المحاور معززين بمقاتلين شيشان ظهر الكثير منهم في الفيديوهات التي تم تداولها عن المعركة، بغطاءٍ ودعمٍ من مقاتلين سعوديين وبإمرة قاضِ شرعي كويتي (عبدالله المحسيني) الذي شارك في متابعة العملية في الميدان. يوم الثلاثاء وليل الاربعاء كانا وقت الذورة بالنسبة إلى الهجوم. مقاتلوا القاعدة إستطاعوا بعد العملية الإنتحارية إختراق الجبهتين الشرقية والغربية من المطار قابضين عليه بقوة، ومن هناك جرى التغلغل في المحاور والمباني الداخلية في المطار وسرعان من تمت السيطرة عليهما بشكلٍ كامل. تراجع من تراجع من جنود الجيش نحو الجزء الشمالي من المطار ومن هناك صدر أمر الإنسحاب بعد إنهيار جميع المحاور وخطوط الدفاع. أمر الإنسحاب الذي صدر، أخذ بعين الإعتبار موجة الغبار والرمال الكثيفة التي يمكن ان تكون مظلة لاخراج العدد الأكبر من المقاتلين بغاية عدم وقوع مجزرة والقتال في منطقة صعبة بات يعتبر البقاء فيها “إنتحاراً”. عبر المقاتلون إلى الخارج، فيما بقي عدد منهم يقاتل في مربعات صغيرة في الجزء الشرقي عند مبنى القيادة العامة للمطار، حيث إستشهد هناك قائد قوات الجيش العميد إحسان الزهوري وأسر وقتل من أسر وقتل منهم.
لا شك بأن الانسحاب من المطار كما الهجوم المباغت حصلا بسرعة، ولا شك ايضاً ان العاصفة التي اسقطت المطار، حمت العدد الأكبر من جنود الجيش من القتل. “جبهة النصرة” التي عملت على إستغلال سقوط المطار بأكبر قدرٍ ممكن، إستغلت الصورة والمشاهد التي تمّ تصورها من أجل الدعاية الاعلامية و “البروباغندا” الموجهة نحو جنود الجيش السوري. “المحسيني” الذي دخل المطار دخول الفاتحين، أسهب في توجيه التهديدات لمن اسماهم “الجنود السنة في الجيش النصيري” عاملاً على “حثم للانشقاق عن الجيش والإنضمام إلى المجاهدين”. وعبر هذه الدعاية، إستغل وجود عدد من أسرى الجيش للتصويب على مصير كل من يقاتل جبهة النصرة.
على الضفة الاخرى، إنبرت وسائل إعلام تسير في ركب “القاعدة” على ترويج السيطرة، لاسيما السيطرة على طائرات، حيث احصت إغتنامها لـ 20 طائرة حربية وأعداد كبيرة من الاسلحة فضلاً عن طائرات مروحية ومدافع. مصادر سورية لم تعطِ أهمية لما تمّ السيطرة عليه داخل المطار، قائلةً ان “الطائرت الصالحة تمّ إخراجها قبل حين بعد إدراك عدم قدرتها على العمل وعدم قدرة المطار على التحمل، وان اسراب الطائرات التي قال الارهابيون انهم سيطروا عليها، هي في الحقيقة طائرات غير صالحة وموجودة في منطقة اشبه وكأنها مدفن لطائرات الميغ، والبقية تعاني من مشاكل تقنية منذ زمن تم الابقاء عليها داخل المطار بهدف إصلاحها لاحقاً او الاستفادة منها كقطع الغيار”.
الحدث نيوز - رائد حرب