Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 22 حزيران 2024   الساعة 01:43:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أفق المعركة في سوريا في ظل تحولات المنطقة

دام برس :

بعيداً عما سبق، تستمر الحرب الميدانية بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، والمجموعات المسلحة غير القابلة للاحصاء من جهة ثانية. ووفق مسار الأمور، فإن نتائج هذه الحرب ووقائعها الميدانية هي وحدها التي تخفف من حدة الصراع السياسي على سوريا، بمعنى أن اشتداد وطيس المعارك والقدرة على حسمها، يؤدي إلى تحريك الجمود في مواقف الأطراف المختلفة حول الحل السياسي.فالسنوات السابقة من عمر الأزمة أثبتت أن المعارك الكبرى التي تمت فيها السيطرة أو استعادة المدن المركزية، هي التي غيرت في المسار السياسي وفي توقعات الأطراف من الحل المنشود، ويراهن السوريون في هذا الإطار على جيشهم الذي على الرغم من خسائره الكبيرة منذ 2011 وحتى اليوم، تمكن من حسم المعارك الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية، فاستعادته لحمص والقلمون ومعظم مناطق الغوطة، جعلت من العناوين السياسية التي طرحتها قوى المعارضة في فترة سابقة، عناوين منفصلة عن الواقع. فضلاً عن أن اتجاهات الأمور الميدانية تشير إلى بقاء نوعين من القوى الجدّية على الأرض السورية، الجيش والإرهاب. ولكن ماذا عن شبح التقسيم؟ذهب الكثير من المتابعين للأزمة إلى توقع تقسيم سوريا في المرحلة المقبلة، مستندين بذلك إلى بطء سيطرة أي من الأطراف المتحاربة على مناطق أعدائهم، ومحافظة معظم القوى على مساحة سيطرة متقاربة منذ بداية 2014، مع وجود بعض الاستثناءات، أهمها في منطقة القملون. ولكن ما يضعف احتمالات التقسيم إلى أدنى مستوى هو عدم قدرة أي من الأطراف التي تسعى إليه على فرضه، ذلك أن "جبهة النصرة" أو "جيش الفتح" والمجموعات التي يتضمنها، و"داعش"، لا يمكن لهم فرض تقسيم يسيطرون بموجبه على جزء من الأراضي السورية، بموافقة الدولة، أو حتى بموافقة الدول الكبرى عندما تصبح الحال طبيعية ويعود السلم إلى البلاد، ومعنى ذلك أن هذه المجموعات الإرهابية تشكل حاجةً للأطراف الخارجية اللاعبة في الساحة السورية، حصراً في أوقات الحرب. كما أن الطرف الآخر وحلفاءه، وهنا نتحدث عن روسيا تحديداً، لا يناسبهم سوريا مقسمة على الإطلاق، وهي نتيجة كانوا ليحصلوا عليها منذ السنة الأولى للأزمة لو أرادوا، ولكن دعمهم للنظام الرافض للتقسيم ينطلق من حاجتهم إلى الدور الذي تلعبه سوريا في المنطقة لإقامة التوازن بينهم وبين القوى الكبرى الأخرى، في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى.يضاف إلى ذلك تماسك معظم العناصر التي تضمن وحدة البلاد، ومنها بنية صلبة للجيش، إدارة عاملة طوال سنوات الأزمة، جسم دبلوماسي نشط ومتماسك، تحالفات خارجية مؤثرة جداً، وتملك مختلف وسائل تعطيل الحلول المفروضة من الخارج، من الفيتو إلى الميدان، سيطرة على قلب البلاد ومناطقها ذات الأهمية المرتفعة، وأهم من ذلك كله، عقل قيادي بارد قادر على الصبر لتلقي النتائج الأفضل، واستثمار توتر أعدائه في انتزاع مكاسب نوعية منهم.في الإطلالتين الأخيرتين للرئيس السوري تحدث بشكلٍ شفاف عن حال الجيش، قائلاً إن حلول التعب على عناصره أمر طبيعي، ولكنه أكد أن ذلك لا يؤثر في فرص النصر. هذه الإشارة تعبر تماماً عن الطريقة التي تدير فيها القيادة السورية الأزمة على المدى الاستراتيجي، وربما تعبر لاحقاً عن هوية المنتصر في الحرب الدائرة.

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-09-09 13:59:02   الرشاش الإيراني ( محرم) يرمي (2000) طلقة بالدقيقة
الرشاش الإيراني ( محرم) يرمي (2000) طلقة بالدقيقة و يستطيع صد هجوم ألاف المسلحين الإرهابيين.
الرشاش الإيراني ( محرم) يرمي (2000) طلقة بالدقيقة  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz