Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
آمنة أردوغان .. بين الباتريوت والميغ 31

دام برس :

الأهداف المعلنة للحكومة التركية في مساعها خلف المنطقة الآمنة أو العازلة أو منطقة الحظر الجوي في شمال الأراضي السورية، لا تشبه تلك التي تستند إليها أنقرة في الأساس لطرح مثل هذه المنطقة في هذا الوقت، فحزب العدالة والتنمية الذي عمل على إفشال الوصول إلى حكومة ائتلافية في تركيا في مسعى واضح من رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان للذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة وفق ما يقتضيه الدستور التركي، ليحاول استعادة الأغلبية البرلمانية التي تمكنه من تعدل الدستور والتحول إلى النظام الرئاسي، ولعل الظهور بصورة حامي الأمن القومي التركي من خلال حرب مفترضة على الإرهاب، خير دعاية له للدخول إلى الانتخابات برصيد مجتمعي كبير، إذ إن أحياء الصراع مع حزب العمال الكردستاني وإعادته إلى الواجهة من خلال المساواة بين الكردستاني وتنظيم داعش في الحرب الأردوغاني، خير ما يضرب به أردوغان خصومه في حزب الشعوب الكردي، مصوراً الكرد في تركيا على إنهم إرهابيون بالمطلق.من ثم يذهب أردوغان إلى المنطقة الآمنة في الأراضي السورية مدعيا السعي لتأمين الحدود التركية من وجود داعش، وذلك على الرغم من استمرارية تدفق النفط المسروق من قبل التنظيم من الأراضي السورية والعراقية عبر تركيا إلى أوروبا، ويتجاهل أردوغان إن الدخول في مغامرة المنطقة العازلة تعني مواجهة مباشرة مع القوات السورية، ولعل في الرسائل الدولية الشديدة اللهجة التي وجهت لأردوغان بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ترد أحمق أنقرة عن عنجهيته الفارغة، وأولى هذه الرسائل كانت من انسحاب الحكومة الألمانية من مهمة الدرع الصاروخية التابعة للناتو المعروفة باسم “مهمة تركيا”، فلبرلين العلاقات العميقة مع حزب العمال الكردستاني نتيجة وجود جالية كبيرة من الأكراد في تركيا، ومن المعروف عن الحكومة الألمانية ميلها إلى دعم القوى الكردية للوصول إلى حلم الدولة وإن كان الأمر غير معلناً بشكل رسمي، ففي ذلك استفادة ألمانية كبرى على المستوى السياسي والاقتصادي من خلال العودة إلى الشرق الأوسط عبر علاقة طيبة مع دولة ناشئة فيما لو أصبحت الدولة الكردية يقيناً. ومن بعد القرار الألماني، حضر قرار الولايات المتحدة الأمريكية بإنهاء مهمة منظومة الدفاع الجوي التي نشرتها في الأراضي التركية بذريعة “الصواريخ السورية” وتهديدا لروسيا من جهة أخرى، ويعرف أردوغان جيداً أن دراسات وتوقعات حلفاءه في واشنطن وتل أبيب تؤكد على امتلاك الدولة السورية ترسانة صاورخية ضخمة ومتطورة، وهذه الرسالة الأمريكية شديدة اللهجة عصفت بتوجه أردوغان على الرغم من إنه قدم رشوة سياسية كبيرة لواشنطن من خلال فتح قاعدة انجرليك أمام طائرات التحالف الأمريكي، لكن الواضح من هذه الخطوة لم يكن النية السليمة في الحرب على التنظيم، وإنما محاولة استمالة الرأي الأمريكي لدعمه في الانتخابات القادمة.ويضاف إلى الرسائل الدولة، ما كشفت عنه التقارير الإعلامية من تسلم الحكومة السورية طائرات ميغ 31، إضافة إلى صواريخ مضادة للدروع متطورة، ومدفعية ميدان من عيار 130مم، الأمر الذي يجعل الحكومة التركية أمام خيار لعق تصريحاتها حيال المنطقة الآمنة، على غرار ما فعلت حين أعلنت عن نيتها التوغل برياً في الأراضي السورية على لسان أحمد داوود أوغلو، ومن ثم عاد وزير الخارجية مولود جاويش ليقول ألا نية للجيش التركي بالتوغل، ولعل الاستقالات الأخيرة في صفوف القيادات العليا للجيش التركي كفيلة بأن يكون نظام حزب العدالة والتنمية متروياً في الانسياق وراء أهوائه، “طنبرة” القطريين له.ففي الثابت، إن انسحاب النصرة من المناطق التي من المفترض أن تدافع عنها في وجه داعش لصالح النصرة كسر ظهر الميليشيات المسلحة التي لن تقوى على مواجهة التنظيم المحاصر حالياً لمدينة مارع بريف حلب الشمالي من 3 جهات، والتي تعد المعقل الأساسي للإخوان المسلمين من خلال ما يعرف بـ “لواء التوحيد” المنضوي شكلياً تحت راية “الجبهة الشامية”، وهذه الميليشيات بمجملها من الميليشيات التي لا تقوى على مواجهة داعش منفردة، ومعتدلي أمريكا الـ 57 الذين زج بهم في الأراضي السورية، لن يقدموا أو يؤخروا في المعادلة، ناهيك عن اختفائهم بعد الاشتباك مع النصرة، برغم إن الأخيرة أفرجت عن العناصر السبعة الذي خطفتهم الأسبوع الماضي.المعادلة في مسألة المنطقة الآمنة، لن تميل إلى كفة أردوغان بالمطلق، فهو يفتقر إلى المباركة الأمريكية لمثل هذا المشروع في المرحلة الحالية لكون واشنطن تدرك إن إقامة منطقة آمنة أو عازلة أو منطقة حظر طيران لن يمر عبر مجلس الأمن، بكونه قرار سيشعل الشرق الأوسط بأكلمه ويدخله في حرب مباشرة بين الدول، ولن تقوى أي من هذه الدول على احتمال نتائج مثل هذه الحرب بما في ذلك الولايات المتحدة.وعلى ذلك، سيكون خيار أردوغان منصب على شيطنة حزب العمال الكردستاني وحسب، والعمل على ضرب القوى السياسية الكردية في الداخل التركي من خلال إعادة أحياء العداء مع الكردستاني، ليستفيد أردوغان من ضرب القوى الكردية العسكرية في المنطقة، ويضمن بقاء الكيان الكردي المستقل الذي تحلم به العديد من الأحزاب الكردية مجرد حلم وفي هذه الحال سيخسر العلاقة مع ألمانيا، لكنه لن يقامر بخسارة واشنطن، وذلك لأن أمريكا لا ترغب بأي حرب مؤثرة على تنظيم داعش في المرحلة الحالية، دفعت أردوغان لوقف حربه على التنظيم، على الرغم من إن أمريكا تقوم بممارسة الدور الذي رسمته لنفسها ولحلفائها في الحرب الشكلية على داعش، وإذا ما أوقف النظام التركي حربه على داعش، فإن ذلك يعني أن المنطقة الشمالية لن تفرغ من التنظيم إلى أن تصل العمليات العسكرية البرية السورية إلى المنطقة، وسيبقى الصراع الميليشياوي في الشمال هو سيد الموقف دون أن يكون ثمة غلبة ﻷي طرف، فلا منطقة آمنة، ولا هم يحزنون.

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz