Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دي مستورا في دمشق.. ونواقيس الخطر تدق في تل أبيب

دام برس :

يؤكد مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا وصول الأخير إلى دمشق اليوم الأثنين، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، في وقت يتم الحديث فيه عن وصول وزير الخارجية الإيرانية إلى العاصمة السورية خلال اليومين القادمين لطرح المبادرة المعدلة رسمياً، وفي حين إن روسيا تعمل على توسيع دائرة تمثيل المعارضة في موسكو3، يؤكد المسؤولون السوريون إن دمشق لا تعارض ذلك، وتعتبر سوريا إن حضور الإئتلاف المعارض أو جماعة القاهرة إلى العاصمة الروسية لعقد لقاء سوري سوري، انعكاس لتوجيهات مشغلي المعارضات الخارجية.

وبرغم إن دي مستورا قرر أن يمدد مشاوراته ليتمكن من لقاء كل المعارضات الخارجية السورية، يرفض الإئتلاف هذا اللقاء، ويشترط لتحقيقه أن يتم على أرض محايدة غير جنيف، ويتزامن كل ذلك بمعلومات عن قيام كل من قطر والسعودية بالعمل على جمع تواقيع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على رسالة ستوجه إلى مجلس الأمن لإدانة الحكومة السورية، بحجة استخدامها “البراميل المتفجرة”، وهو أمر تدعمه الإدارة الأمريكية، وفي كل هذا، كيف يمكن الحديث عبر وسائل الإعلام السعودي عن مبادرة من الرياض لحل الأزمة في سوريا، وكيف يمكن الوثوق بكلام قطر والسعودية عن تجاوزات من قبل الجيش السوري في حين أن كلا الحكومتين مستمرتين بدعم الميليشيات المسلحة، وحتى في المبادرة التي طرحتها وسائل الإعلام السعودية، ثم اعتراف من المملكة السعودية بدعم الميليشيات المسلحة في الداخل السوري، من خلال اشتراطها لخروج “حزب الله” من سوريا مقابل وقف هذا الدعم، فلما تجاهل مجلس الأمن والأوساط السياسية والإعلامية هذا الاعتراف الصريح بخرق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن هذا المنطلق، هل يمكن لدولة تعترف بخرقها لقرارات مجلس الأمن أن تطالب هذا المجلس بتطبيق قرارات أخرى، ثم كيف يسرب السعوديين مبادرتهم للحل السياسي، ويتبعونها بتسريبات عبر ذات الصحيفة عن محاولة لإدانة سوريا، وكأنهم يؤكدون على إنه النفاق، هو سمة المملكة السعودية خصوصا، والخليجية عموماً.

بالعودة لزيارة دي مستورا إلى دمشق، يمكن القول إن المبعوث الأممي يأتي ليطلع على ما طرحه العمانيون على الدولة السورية، ولربما يحاول استقراء رأي دمشق بالمبادرة الإيرانية، والتي وإن لم تطرح بعد بشكل رسمي على الدولة السورية، إلا أن وزير الخارجية وليد المعلم اطلع على تفاصيلها خلال زيارته الأخيرة إلى إيران، كما إن الميدان السوري بآخر مستجداته سيكون محل نقاش بين المسؤولين السوريين ودي مستورا، فمن اللافت أن يسبق أي زيارة للمبعوث الأممي إلى سوريا تصعيد ميداني في الجبهة الشمالية حصراً، ومن اللافت أيضاً أن يبدأ ينشط دي مستورا كلما طرحت مبادرة سياسية أو كان ثمة طرح لعقد لقاء بين الأطراف السورية في موسكو، فهل يكلف المبعوث الأممي من قبل جهة ما بمحاولة خرق المبادرات السياسية بطرح أممي لا يقدم ولا يؤخر، خاصة وإن دي مستورا ومنذ تسلمه مهمته ما زال يدور في فلك البحث عن شكل نهائي لمبادرة أو أطروحة حل سياسي في الملف السوري، لكنه لا يوفر أن يرمي ببعض الاتهامات بين الحين والآخر على الجانب السوري متجاهلا ما يقوم به المسلحين، ولن يكون غريباً إن فتح دي مستورا الملف المسمى بـ “البراميل المتفجرة” خلال وجوده في دمشق أو بعدها بقليل، فمن المفيد للطرح السعودي القطري أن يكون ثمة رأي داعم من قبل المبعوث الأممي إلى سوريا، ليكون ثمة جو ملائم لطرح مشروع قرار يدين سوريا، لكن هل يغيب عن بال المشخيتين الخليجيتين أن موسكو والصين تمتلكان حق الفيتو، خاصة وإن روسيا تكثف من حراكها الدبلوماسي للاستفادة من حالة الزخم السياسي التي تمر بها المنطقة، لكن الفهم السوري يدرك أن المماطلة ستكون سمة الحدث في الملف السوري خصوصاً، وفي جملة ملفات المنطقة عموماً، إلى أن يبان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ملف التصديق على الاتفاق النووي الموقع ما بين إيران والمجموعة الدولية.

هذا الحراك السياسي الذي يترافق أيضاً في محاولة استمالة الأمريكيين من قبل النظام التركي من خلال فتح أبواب قاعدة انجرليك الجوية أمام مقاتلات الـ F16 الأمريكية بحجة محاربة داعش، لن يثمر في حال تمسك الأطراف المعادية لسورية بازدواجية المعايير في التعامل مع الملف السوري، ولن يثمر ما لم تعتبر الحكومات الغربية أن الحكومة السورية شريكة في الحرب على الإرهاب، مع إن الواقع يقول إنها الوحيدة التي تخوض هذه الحرب بجدية، وإن لم يكن ثمة توافق روسي أمريكي على شكل الحل في سوريا، سيبقى السعوديين والخليجيين يلعبون بالنار بحثاً عن إشعال المنطقة أكثر بما يضمن بقاءهم على خارطة الحدث المؤثر في المنطقة، على الرغم من إن دورهم المحصور بالتنفيذ لن يمنحهم سوى الفتات من المكاسب برغم تمويلهم لكل المشروع الأمريكي في المنطقة.

وإن كان ثمة بوارق أمل في الحل السياسي السوري تلوح من أفق المزاوجة ما بين المبادرة الإيرانية المعدلة إذا ما تم قبولها من كل الأطراف السورية، والمبادرة الروسية المسماة بـ “معجزة بوتين”،شرط القبول بها من كل الأطراف الدولية والعمل عليها بجدية دون أن يكون ثمة ألاعيب سياسية منفعية من قبل الدول الإقليمية كتركيا وقطر والسعودية والكيان الإسرائيلي، فإن الحل في سوريا سيكون ممكناً، لجهة المزاوجة ما بين الميدان والسياسة في آن معاً، إذ لا يمكن الأطراف المعادية لسوريا، أن تهمل أهمية واستراتيجية نقدم الجيش السوري وحسمه لمعارك ذات حساسية عالية، كالقلمون والزبداني والسويداء والحسكة والبادية..؟. 

الواقع يؤكد إن كل هذا الزخم السياسي والميداني، من الاطراف المعادية لسوريا قبل الأطراف المساندة لها، وبشقي هذا الزخم السلبي منه والإيجابي، ما هو إلا صدى نواقيس الخطر التي تدق في الكيان الإسرائيلي نتيجة لاقتراب الجيش من حسم الزبداني، لأن الوجهة التالية ستكون قطع الإمداد القادم من الأراضي المحتلة، وما يخيف إسرائيل بحق هو احتمال انتشار خلايا مقاومة في المنطقة المقابلة لشريط الفصل، وما يحكى عنه من تأسيس خلايا ناشطة للمقاومة في داخل الجولان، وﻷن إسرائيل تخاف، فإن على العالم كله أن يتحرك لحل الأزمة السورية بما يطمئنها، ولعل دي مستورا سيأتي يوماً حاملاً مبادرة تنهي كل ما يجري في سوريا مقابل أن تقبل دمشق بمناقشة عدم انتشار خلايا للمقاومة في منطقة الجولان المحرر، ولكن هل ستقبل دمشق، خاصة وإنها اليوم في موقف القوي أكثر من ذي قبل..؟

عربي برس - محمود عبد اللطيف

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz