Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 16 حزيران 2024   الساعة 00:12:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
«داعش» على أبواب روسيا!

دام برس :

في حين يحاول تنظيم "داعش" مكافحة الانتكاسات التكتيكية في سوريا، وتقوية قبضته في العراق، لا يزال يسعى لتوسيع رقعة انتشاره وسيطرته، وهذه المرة في منطقة القوقاز، وخاصةً بعد أن بايع أهم المتمردين في شمال القوقاز داعش، في شهر حزيران/يونيو الفائت.

لقد شكّل انشقاق الأمير حمزة، قائد "ولاية الشيشان"، (الولاية هي وحدات ميدانية-إدارية تتوافق تقريبًا مع الجمهوريات الإقليمية)، مكسبًا كبيرًا لتنظيم داعش وتوسّعه في روسيا. وجاء في بيانٍ نشر على تويتر في 21 حزيران/يونيو: "نحن نشهد أنّ جميع المجاهدين في القوقاز في الولايات من الشيشان، داغستان، إنغوشيا، كباردا، بلكاريا وكراشاي، هم متحدون في قرارهم ولا يوجد أية خلافات فيما بيننا". ودفع هذا البيان بداعش يوم 23 حزيران/يونيو الى تبني تعهدات الولاء وإعلان إنشاء ولاية جديدة تحت سيطرة الأمير رستم أسيلدروف الداغستاني، المعروف أيضًا باسم أبو محمد القادرسكي.

من الصعب الحصول على تقديرات حجم التمرد، كما أنه لا يمكن الاعتماد على الإحصائيات الروسية الرسمية بشكلٍ ملاحظ، والطبيعة المستقلة للتمرد تعني أنّ حجم الخلايا المحلية يمكن أن يتقلب مع المواسم ومع فتح أبواب لتجنيد عناصر جدد. على الرغم من هذا، فقد قُتل بحسب التقديرات 249 متشددًا في عام 2014 وحده، كما قتل 5816 شخصًا من مدنيين ومسؤولين أمنيين ومسلحين منذ عام 2010، وفقًا لموقع "Caucasus Knot"، الذي يقيس الصراع في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يقدر مسؤولون روس أنّ 2200 روسي قد ذهبوا للقتال في العراق وسوريا، ومعظمهم من شمال القوقاز. والآن مع وجود داعش في المنطقة، فإنّه من الأرجح أن يبقى هؤلاء المجنّدون في القوقاز ويقاتلوا فيه.

روسيا ليست غريبة على الإرهاب الإسلامي، فما بدأ في التسعينات باعتباره نضالًا من أجل الاستقلال الوطني في الشيشان قد تمّ استقطابه تدريجيًا واستهلاكه من قبل التمرد الإسلامي الذي ينتشر في جميع أنحاء المنطقة. وقد تمخّض التطور الرسمي من المقاومة الوطنية إلى المقاومة الإسلامية عن إنشاء إمارة القوقاز تحت قيادة المقاتل المخضرم دوكو عمروف عام 2007.

على الرغم من كونها متّصلةً بالحركات الجهادية الأوسع من حيث الأهداف والتطلعات، فإنّ المعركة الإسلامية في القوقاز قد اتّخذت دورًا هامشيًا في الحركات الجهادية الأكثر شعبيةً في العراق وسوريا، وهو الموقف الذي شهد فشل المتمرّدين في شن هجمات ضد أولمبياد سوتشي. وعلى الرغم من قضاء معظم وقتهم في حالة فرار من قوات الأمن الروسية، فإنّ أكبر تهديد للإمارة لم يكن يأتي في الآونة الأخيرة من الحكومة، ولكن من زملائهم الجهاديين في داعش.

التوتر بين الإمارة ومحور الاهتمام الجهادي العام في سوريا والعراق، مع خسارة الإمارة المجندين والتمويل لصالح هذه المواقع الجهادية، قد تفاقم عندما حاول الأمير ألياسكاب كيبكوف الذي خلف دوكو عمروف بعد مقتله في عام 2013، أن يفرض سيطرته ليس فقط على الإمارة ولكن بين مقاتلي القوقاز في سوريا حول دعم جبهة النصرة وبالتالي تنظيم القاعدة، أو داعش. وقد ساهمت دعوة المقاتلين لدعم جبهة النصرة الى رسم نفور الإمارة من التوسع الداعشي المتزايد.

لم تنتهِ دعوة كيبكوف للتضامن مع تنظيم القاعدة على شكلٍ جيد، وخاصةً بين المقاتلين الشباب في الإمارة الذين يشكلون غالبية عناصرها، حيث أنها تعاني من خسائر كبيرة بالإضافة الى فقدان معظم قدامى محاربيها الذين لقوا حتفهم بعد سنوات من الصراع. في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، أعلن ستة قادة في أجنحة التمرّد في الشيشان وداغستان ولاءهم لداعش، وشمل هذا العمل عددًا من القادة الذين يحظوا باحترامٍ كبير، كرستم أسيلدروف، زعيم جناح التمرّد في داغستان.

كان انشقاق أسيلدروف تعبيرًا عن المزاج العام لسخط حركة التمرّد تحت قيادة كيبكوف، الذي كان أول شخصٍ غير شيشاني يتولّى قيادة التمرد، وهو لاهوت أواري من داغستان. بدلًا من التركيز على هجمات كبيرة داخل روسيا، اعتبر أنه المحظور استخدام التفجيرات الانتحارية، وحاول خلق تأييدٍ بين السكان المحليين في منطقة القوقاز.

ناضلت الإمارة دائمًا مع قضية السيطرة المركزية. مع إنشائها في عام 2007، تم توسيع نطاق التمرد من الشيشان إلى جمهوريات القوقاز الأوسع، وهو ما أدى أيضًا إلى تنفير الكثير من المقاتلين المخضرمين من الشيشان وذوي الميول القومية. أدى التوجه الجديد في القوقاز لإنشاء ولايات مختلفة تشرف على العمليات الجمهورية والإقليمية، مع عدد وافر من الجماعات الأصغر، (والجماعة هي منظمة أصغر على المستوى المحلي)، التي تنظّم المقاومة على المستوى المحلي. على الرغم من التنظيم الهرمي، فإنّ الإمارة تملك سلطةً تشغيليةً تفوق الجماعات وحتى الولايات.

يقود التمرّد بشكلٍ رئيسٍ الاستياء المحلي ضد الحكم المتقلب والفاسد، ما يعزّز بيئةً يسهل استغلالها من قبل الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة. وكما قال جان فرانسوا راتيل، إنه "نتيجةً لهذه العوامل الأيديولوجية الفضفاضة، مثل الثأر الشخصية، فإنّ الأنشطة الإجرامية والقضايا المحلية تلعب دورًا أكثر أهمية من الشكاوى الإسلامية العقائدية في الديناميكية اليومية لحركة التمرد". وبالتالي، وفّرت الإمارة مظلةً شاملة أو "كونفدرالية فضفاضة" من مجموعات قتالية صغيرة لعددٍ لا يحصى من الأسباب، مع تحكمٍ مباشرٍ من القيادة المركزية.

وأدى انشقاق هؤلاء القادة من الصف الثاني الى انتقادات حادة من قبل ليس فقط كيبكوف، بل أيضًا من "القاضي" (الذي يمثّل السلطة الدينية) أبو عثمان جيمرنسكي. وبالإضافة إلى الفوضى الحاصلة في شهر نيسان/أبريل، قُتل كيبكوف وحلّ محلّه أبو عثمان.

قد يدمّر انشقاق الأمير حمزة والتحاقه بداعش ما تبقى من الشرعية الجهادية للإمارة، حيث أنه يحظى باحترامٍ كبيرٍ بين القادة، كما أنه أحد قدامى المحاربين القلائل الذين نجوا من حروب التسعينيات. وكان حمزة أيضًا مسؤولًا عن بعض الهجمات واسعة النطاق التي قامت بها الإمارة داخل روسيا، مثل تفجيرات مترو موسكو عام 2010، هجمات مطار دوموديدوفو عام 2011، والهجوم المفاجئ على العاصمة الشيشانية غروزني في أواخر عام 2014. ومما زاد من أهمية موقفه هو قصر عمر زعماء المتمردين، مما يجعل منه مصدرًا للأهمية والمكانة المرموقة.

بغض النظر عن الأسباب، من غير المرجح أن يحدث التحالف مع داعش تغييرًا جذريًا في طبيعة وقدرات التمرد. فنظرًا لطبيعة المنظمة المستقلة، يتم منح كل قائد محلي وتجمّع درجةً كبيرةً من الحكم الذاتي لتنفيذ الهجمات، زيادة الأموال، والعمل. بدوره، يوفّر التسلسل الهرمي المركزي التوجه النظري العام للتمرد، بالإضافة الى توفير الغطاء الإسلامي لأعمالهم.

ماذا سينتج هو مزيد من النمو الشرعي لداعش كخلافة للمسلمين المتطرفين في جميع أنحاء العالم. حيث يساهم انتشار إعلان الولاء لداعش من أماكن مثل القوقاز أو بوكو حرام في نيجيريا في الزخم المتنامي وإنشاء داعش بصورة إحياء الخلافة.

بغض النظر عن العلم الذي تنضوي قوى التمرّد في القوقاز تحته، من المرجح أنها سوف تعمل في ظلّ نفس الظروف والمعوقات كسابقتها، على الرغم من أنّها ربما تميل لمزيدٍ من الهجمات المسرحية وربما المزيد من المجندين الآن مع إغراء البقاء والقتال في المنطقة على السفر الى سوريا. وفي حين ستواصل روسيا حربها المستمرة منذ فترة طويلة مع الحرب العالمية الأوسع ضد الجهاديين، فإنّ الفجوات الحكومية التي تغذي التطرّف ستواصل تقديم المجندين بوفرة لصفوف المتمرّدين.

سلاب نيوز

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz