دام برس :

باتت بعض المواقع الالكترونية التي تدعي نقلها للاخبار، كارثة حقيقية على المستوى الشعبي والصحفي بعد سلسلة الابتكارات الفذة في مجال تلفيق الأنباء وتحوير الوقائع لمصلحة إشاعة المعنويات الهادفة لطمس الحقائق وزيادة جرعات المورفين المحقونة بجسد الشعب.

لا شك بأن زيارة قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني إلى محاور القتال المتعددة في سوريا شكلت مادةً صحافيةً دسمةً لا بل مواد ترويجية قام بها البعض على حساب الحقيقة من اجل رفع نسبة مشاهداته من جهة، ومن جهة اخرى محاولة إشاعة “المعنويات” على حساب الحقيقة. ترويج هذه الاخبار على بعض المواقع الالكترونية خاصة السورية منها، يأتي بتوجيهات من اجهزة رفيعة تسعى إلى تغيير وجهة تركيز المتابع من جهة إلى جهة، وفق ما يؤكد معنيون لـ “الحدث نيوز”.

الجنرال قاسم سليماني الذي إحتل موقعاً هاماً في مشهدية الحرب في سوريا، تنقل بين الجبهات الجنوبية إلى الجبهات الغربية في سوريا كما سائر العراق واضعاً إستراتيجياته العسكرية في قتال التكفيريين التي ظهرت بصماتها على الارض. القيادي العسكري الايراني الكبير معروف عنه حبه متابعة الميدان والاطلاع على مجرياته على الارض بنفسه، وهكذا كان في عدة جبهات وصولاً إلى الجبهة الغربية من سوريا التي تتقاطع المصادر، وتؤكد أخرى لـ “الحدث نيوز” قيامه بزيارة إلى منطقة إدلب بعيد سيطرة جبهة النصرة على مركز المدينة.

وتفيد المصادر الخاصة، بأن “سليماني زار منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي قبل أكثر من اسبوعين على راس وفد عسكري رفيع ضم مستشارين إيرانيين وآخرين من حزب الله مولجين متابعة ملف التعبئة الخاصة بالفرق السورية المقربة من فيلق قدس، كما قادة عسكريون سوريون لمتابعة مجربات الميدان، وذلك عقب السيطرة على مدينتي إدلب وجسر الشغور”.

وتلفت المصادر ان “الهدف كان متابعة الخطط التي كانت رامية لحماية المنطقة من تمدّد التكفيريين وقراءة للميدان وللاهداف من جراء هذا التقدم”. وكشفت لـ “الحدث نيوز” ان من بين الخلاصات التي تم التوصل إليها، إشارة “سليماني إلى حصرية حماية منطقة سهل الغاب بوصفها شريان حيوي من اي تمدد تكفيري”، وعليه كان التركيز اكثر على موضوع حماية هذه المنطقة من حماية مناطق ريف إدلب التي كانت تتهاوى”. الخلاصة هذه مردها إلى ان “منطقة ريف إدلب المفتوحة على الحدود التركية، بات من غير الممكن وقف تمدد القاعدة فيها نتيجة لذلك الارتباط مع تركيا ولتواجد آلاف المسلحين الذي باتوا يعبرون يومياً”، حيث رات القيادة العسكرية ان “الدخول في معركة لن يعود بالفائدة على الجيش السوري او قوى المقاومة بل سيزيد من حالة الاستنزاف في هذه المنطقة”، وعليه، وقع الامر على إنسحاب من كامل المناطق بعد عدم إمكانية المحافظة عليها واللجوء إلى مناطق سهل الغاب وتدعيمها لتكون خط التماس الفاصل مع مناطق ريف إدلب، وهكذا كان.

وعن ما سيق حول مزاعم تتحدث عن إشارة أصدرها سليماني بالقول: “في الأيام القليلة القادمة سيتفاجئ العالم بما نحضر له بالتعاون مع القيادة العسكرية السورية”، بيّنت المصادر، ان “هذه العبارة لم ترد ابداً على لسان سليماني الذي لا يصرح بمثل هكذا امور ابداً، كما انه لا يقطع وعوداً عسكرية امام الملأ لقناعته بأن العمل العسكري الناجح يكون بالسرية الكاملة التي تكفل نجاحه لاحقاً”.

إلى ذلك، كشف المصدر لـ “الحدث نيوز”، ان التوجه الأهم الذي إتخذه سليماني خلال جولته، تعيين قيادي عسكري إيراني برتبة عميد في الحرس الثوري أسم الاخير “عِفاري” تكون من مهامه متابعة الميدان العسكري في منطقة سهل الغاب تحديداً، ونيابته لـ “سليماني” في الامور العسكرية الخاصة بسوريا ككل التي يتولاها بالتنسيق مع حزب الله والجيش السوري على راس مجموعة ضباط مستشارين.