Logo Dampress

آخر تحديث : الأحد 16 حزيران 2024   الساعة 00:12:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تويتر يتمدّد في سوريا بهمّة «الجهاديين»

دام برس :

لم يكن لمواقع التواصل تأثير حقيقي في الشارع السوري، قبل بدء الأحداث في العام 2011. لكنّ الأزمة غيّرت ذلك الواقع، كما حصل في عدّة بلدان عربيّة، ليتحوّل «فايسبوك»، و «تويتر» إلى منبري ومصدري أخبار، وتتزايد سطوتهما خلال السنوات الأربع الماضية.
في الحالة السوريّة ساهمت صفحات «فايسبوك» في ربط الناشطين المعارضين بعضهم ببعض، وتنظيم عملهم، كما استقطبت آلاف الصفحات الإخبارية الباحثين عن أي تطور جديد يطرأ على الوضع الميداني... ولكن، بقي «تويتر» بعيداً عن المشهد لفترة طويلة، إلّا أنَّ الوضع بدأ يتغير تدريجياً خلال العام الماضي، مع إقبال متزايد على استخدام موقع التدوين المصغّر، إلى جانب الاهتمام الإعلامي بما يُنشر عبره، خصوصاً لناحية متابعة أخبار التنظيمات الإرهابيّة.
يقول رئيس تحرير موقع «عالم التقنية» محمد حبش لـ «السفير» إنّ الجهاديين لهم «الفضل الأكبر» في شعبيّة موقع «تويتر» الناشئة على الساحة السوريّة، مع نشاطهم الواسع عبر حسابات لا تكاد تقفل حتى تنبت العشرات مكانها. ويستمدّ الموقع شعبيّته من عوامل أخرى يوفِّرها الموقع، منها سهولة التعامل معه، وبساطته، وتوفيره منبراً مباشراً للمغرّد الراغب بإيصال فكرته من دون جدل، إذ يكفي أن يقول كلمته ويمضي. كما أنّ «تويتر» يقترح على كلّ صاحب حساب جديد متابعة حسابات أخرى تنسجم مع اهتماماته، بناءً على الحسابات الأولى التي يتابعها، ما يخلق «مجتمعاً كاملاً خلال وقت قياسي»، ما يشكِّل عنصر جذب كبيراً للمتابع.
عوامل عدّة تجعل من «تويتر» الفضاء المثالي لطفرة الحسابات الجهاديّة، خصوصاً أنّ الموقع أقلّ صرامة في متابعة الحسابات وحذفها، بالمقارنة مع سياسات الحذف على «فايسبوك». وبحسب حبش، فإنّ التعامل مع تطبيق «تويتر» أسهل عبر الهواتف الذكيّة، ما يجعله «أحد أهم مصادر الأخبار الصحافيّة وأكثرها سرعة، ما يجعله أداة سهلة للجهاديين الراغبين ببثّ دعايتهم». مع العلم أنّ الفصائل الجهاديّة، وفور سيطرتها على أيّ منطقة، تعمد إلى محاربة وملاحقة الناشطين الإعلاميين والتضييق عليهم بهدف حصر العمل الإعلامي بـ «المؤسسات» التي تملكها. ذلك ما يجعل حسابات الجهاديين مصدراً للكثير من الأنباء التي يتمّ تداولها عبر وسائل الإعلام في الوقت الحالي.
ينصبّ الاهتمام الإعلامي والأكاديمي على دراسة نشاط تنظيم «داعش» على «تويتر»، كونه يشكّل «أيقونة جهاديّة» في المنطقة، وصاحب القوة الضاربة، مع امتلاك أنصاره ما بين 46 و90 ألف حساب على موقع «تويتر» بحسب دراسة صدرت مؤخراً عن معهد «بروكينغز». لكنّ «داعش» لا يحتكر وحده السطوة على موقع التدوين المصغّر، إذ توسّع «جبهة النصرة» بشكل مستمرّ وجودها في الموقع، وتسير على خطاها معظم التنظيمات الأخرى كـ»أحرار الشام» و «جيش المهاجرين والأنصار» (يشكل المقاتلون الشيشان والقوقازيون والأوزبك عموده الفقري)، وغيرها من التنظيمات الناشطة على الأرض السوريّة.
وإضافة إلى ما سبق، تشير دراسة جديدة تداولتها وسائل الإعلام، وأجراها القيادي السابق في «داعش» صبرة القاشي، إلى أنّ التنظيم «يملك سبع أذرع إعلامية يبث من خلالها العنف والإرهاب حول العالم وهي، أجناد، والفرقان، والاعتصام، الحياة، ومكاتب الولايات، وإذاعة البيان، ومجلة وموقع دابق، و90 ألف صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «فايسبوك» و»تويتر»، ويخصّص 3 مليارات دولار لتمويل هذا النشاط بأكثر من 12 لغة.
الأعداد التي توردها الدراسات حول حسابات الجهاديين على «تويتر»، ليست إلا أعداداً تقديريّة، إذ إنّه لا يمكن حصر عددها، بل تحديد حجم الانتشار. كما أنّه لا يمكن تحديد مصدر معظمها، وقد لا يكون من داخل الأراضي السوريّة. وأظهرت دراسة معهد «بروكنغز» أنّ معظم حسابات أنصار «داعش»، على سبيل المثال، يتبعها المقتنعون بفكر التنظيم، وناشطون وإعلاميّون، إلى جانب أبناء المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.

السفير - علاء حلبي

الوسوم (Tags)

داعش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz