Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الجيش السوري ’’يلوي’’ ذراع النصرة في الجنوب

دام برس :

لاشك أن "انفراط عقد" الإئتلاف "المعارض" على المستوى السياسي، بات يلقي بظلاله على حركة الميليشيات المتطرفة في سوريا، وبات مطلوب منها تعويض الفراغ الذي تركه هذا الإئتلاف بعد أن "أشهر إفلاسه" أول أمس عقب تخفيف الدول "الخليجية" الداعمة له من تمويله، ليطلب أمس من أعضائه "الثائرين في تركيا" أن يخلوا مكاتب الإئتلاف "المفلس" في أنقرة، ليرفقه بعدها ببيان يبيّن فيه "تعليق" مشاركته في حوار موسكو2 المزمع عقده مطلع نيسان القادم. هذه المتغيرات "السياسية" جعلت الميليشيات المتطرفة وحيدةً في ميدان المعارك، وكان عليها أن تُملي هذا الفراغ بـ"غزوات" حتى لو كانت "انتحارية" تعود عليها بالعكس كما حصل في "حندرات" في ريف حلب الشمالي مثلاً، أو في ريف سلمية الشرقي والغربي أيضاً، فالنصرة التي تزعم بقتالها تنظيم "داعش"، تكشف يوماً بعد يوم من خلال "غزواتها" كما داعش، بأن اتفاق وتنسيق مسبق بين الطرفين كان قد حدث، وأن اختيار الجبهات كان بعد دراسة مطوّلة، تارةً تكون فيه النصرة ضحية على حساب قوة تنظيم داعش، وتارةً أخرى يكون داعش ضحية على حساب قوة النصرة على جبهات "محددة"، في محاولة منهما لإقناع "الدول الداعمة" بوجودهما وأنهما مازالا يملكان أسباب القوة في سوريا، فهما اليوم يراقبان عن كثب التحول الدولي تجاه سوريا، ويتخوّفان من انقلاب "عربي" على "ثورتهما" في سوريا، وأن سياسة التطبيل والتزمير "الدولية" على انتصارات "الكترونية" لم تعد تقنع الدول الداعمة .. فلا «الأسد» سقط ولا الجيش "تبعثر"، لذا وعلى مايبدو أنهم قرروا العودة إلى سياسة "الجبهات الانتحارية" ..!!

من يراقب الميدان السوري، يستشعر محاولات "الإشغال" التي تقوم بها الميليشيات المتطرفة "داعش – النصرة" للقوات السورية في المنطقة الوسطى، فبعد الضربات الموجعة في شمال حلب، وعمليات التوغل في ريفي القنيطرة ودرعا، كان على الميليشيات أن تقوم بحركة ميدانية تُعيدها إلى الواجهة الإعلامية بغض النظر على الخسائر التي سيتكبدوها على تلك الجبهات، ليكون التحرك والضغط باتجاه الوسط السوري، ومحاولة ضرب "العصب" الذي يمسك العصمة السورية بكل المحافظات الأخرى، لذا وقع الاختيار على منطقة "سلمية" بريفيها الغربي والشرقي، فبعد فشل "النصرة" في التأثير على الريف الغربي، كان لداعش هجوم أكبر من الجهة الشرقية حاول فيه السيطرة على طريق سلمية – حلب، مما يدفعه لقطع طريق الإمداد الرئيسي للمدينة المحاصرة مع ريفها، لينتهي مآل داعش هناك بهزيمة تكبد فيها التنظيم أكثر من 270 قتيل وضعفهم من الجرحى، وبرغم عدد الشهداء "الكبير" الذي سقط للجيش السوري وقوات الدفاع الوطني أثناء صد الهجوم، إلا أن داعش لم يستطع إكمال مشواره إلى هدفه "الحلُم" واضطر أمام ضربات الجيش السوري للعودة إلى حيث أتى "غازياً"، مهزوماً قاطعاً كل الاحتمالات بإمكانية السيطرة على تلك الجغرافيا الاستراتيجية.

فشل التنظيمين الإرهابيين في تحقيق أي تقدم وسط سوريا، دفعهما تحت "قيادة موحدة" في الجنوب السوري وتحت أسماء متعددة، لشن عملية عسكرية بهدف السيطرة على مدينة "بصرة الشام" الحدودية مع السويداء "غرباً"، والتي تسيطر عليها الدول السورية كاملةً، علّهم "ينجحون" في إحراج الجيش السوري الذي استمر في عمليته العسكرية في ريف درعا الشمال غربي وأوقع ميليشيات النصرة في درعا بحصار خانق في "كفر شمس وكفر ناسج"، وبالتالي يضطر "الجيش" للتحرك شمالاً لمؤازرة قواته في "بصرة الشام". لكن حسابات "النصرة + داعش" التي دخلت من الأردن  بشكل رئيسي لم تتساوى مع البيدر العسكري في "بصرة الشام"، بالرغم من استهداف  المدينة بأكثر من 1200 قذيفة صاروخية "متعددة الأنواع" في محاولة منها لإحداث صدمة على غرار الأسلوب "الداعشي" في ريف سلمية الشرقي أول مس، ليأتيهم الرد مباشرةً بغارات جوية وقذائف صاروخية ومدفعية من مراصد الجيش المكلفة بتأمين حماية مدينة بصرى الشام، مما أثار التخبّط في صفوف الميليشيات المهاجمة والتي يبلغ تعدادها بحسب إعلاميين متابعين لميدان الجنوب مايقارب الـ1800 عنصر دخل جلّهم من الأردن التي لا تبعد عن المدينة المستهدفة سوى بضع كيلومترات، إضافة إلى ذلك، قام جزء من الميليشيات التي انطلقت من "صماد" المحاذية للمدينة، بمحاولة "قضم" بعض القرى المحيطة بمدينة بصرى الشام عبر الهجوم عليها بالتزامن مع الاشتباكات مع القوات السورية على أطراف "بصرى الشام"، حيث صدّت قوات الدّفاع الوطني ووحدات عسكرية مرابطة هناك هجوم على قرى "ذيبين وبكا"، وبالرغم من سقوط شهداء في تلك القريتين إلا أن النصرة اضطرت إلى التراجع بعد صمود قوات حماية تلك القرى، وقيامهم بضرب خطوط الدعم للميليشيات ومن ثم المبادرة في الهجوم عليها، ما شكل ضغط معاكس على تلك الميليشيات التي اختارت لاحقاً الاشتباكات مع الجيش عن مسافات بعيدة، بعد فشل ذريع منيت به تلك الميليشيات في اقتحام أياً من القرى التي استهدفتها، بينما خسرت أبرز قادة الهجوم عرف منهم (سليمان الحريري نائب قائد فرقة عمود حوران من بصر الحرير - علاء طقطق من درعا- أشرف الحميدات- محمد الدوس - عبد الله النجم من بصرى الشام - أنس ابراهيم سعد الدين من حامر اللجاة- إرهابي من آل الشريف من نصيب - عامر المسالمة من درعا).

أسقط الجيش السوري للمرة الثالثة خلال الأيام الثلاثة الماضية، حلم الميليشيات المتطرفة في تحقيق أي تقدم على الأرض، وبالتالي استطاع أن يحجّم قدراتهم الهجومية على مناطق تعتبر استراتيجية بالنسبة له، ما يبدو أن الأيام القليلة القادمة تخبئ هجوماً "جمعياً" على عدّة مواقع لتلك الميليشيات، وقد يكرر عمليات "الصدمة" التي قام بها في ريف اللاذقية وريف الجنوب السوري سابقاً، لكن ضمن نطاق أوسع، إضافة إلى أن تلك الهجمات فتحت أمام الجيش طريق السيطرة على الحدود مع الأردن منبع الإرهاب الأساسي على المنطقة الجنوبية والشريان الحيوي والرئيسي الذي يمد النصرة هناك وبعض مجموعات تنظيم داعش التي تقاتل تحت راية النصرة بكل حاجياتهم التسليحية والتذخيرية، ويؤمن لهم غطاء ومقر للاختباء وإعادة الهيكلة من جديد بعد كل هجوم فاشل. ولو مؤقتاً ..

عربي برس - ماهر خليل

الوسوم (Tags)

السوري   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz