Logo Dampress

آخر تحديث : الاثنين 17 حزيران 2024   الساعة 02:10:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
في المرحلة الأخيرة .. استخبارات الجيش السوري تربح

دام برس :

لم تهضم الميليشيات المتطرفة في سوريا فكرة "الاجتياح" المفاجئ لوحدات الجيش العربي السوري مقارها ومناطق انتشارها على امتداد الساحة السورية، ولم يهضم معها هذه الخسائر المتتالية الدول الداعمة لها خاصة في أنقرة والرياض، حتّى دفعت أنظمة الدولتين بكل قواها "التسليحية والبشرية" إلى ذات الجبهات "المفقودة" طمعاً باستعادة "ماقدر الله" لهم منها، إلا أنهم أيقنوا بعد ساعات قليلة من بدء "الهجوم المعاكس" في ريف اللاذقية وحندرات "ريف حلب"، وأثناء التخطيط لـ"عملية التفاف" في الجنوب السوري على الوحدات العسكرية المقتحمة، أيقنوا أنهم تأخروا كثيراً، وأن استخبارات الجيش العربي السوري ومقاتليه كانوا قد اتخذوا التدابير الاحتياطية لصد "الهجوم المعاكس المتوقع"، ليعود ماتبقى من عناصر تلك الميليشيات إلى أوكارها تجرّ خلفها أذيال الهزيمة ومحمّلةّ بعشرات القتلى من مقاتليها "الأجانب". مهزومةّ بالعتاد والسلاح والقوة البشرية التي كانت تعتمد عليها بشكل خاص، والتي دخلت من تركيا بأمر عملياتي من النظام التركي لاستعادة النقاط التي سيطر عليها الجيش في الشمال السوري.

لاشك بأن المرحلة الأخيرة من الأزمة السورية وصلت إلى "اللعب الاستخباراتي"، وبات من ميّزاتها السّرعة في اختراق العدو وتفكيك شيفراته، بل وصلت إلى مرحلة التخاطر الغير مباشر وقراءة مايدور في عقل العدو، وهذه المرحلة باعتقادنا في الحقيقة هي لعبة "الاستخبارات السورية" المفضّلة، فتاريخها طويل في هذا الشأن وخبرتها أيضاً، فبعد الصفعة "الجوية" التي وجّهتها تلك الاستخبارات لقادة ميليشيا جبهة النصرة في ريف إدلب، حيث تمكّنت بعملية "معقّدة" من اختراق اجتماع لكبار تلك الميليشيا مساء الخميس 5/3/2015، أودتهم عبر غارة جوية قتلى تحت حطام المبنى حيث الاجتماع، ضربت الصواريخ السورية مقراً لميليششيا الجيش الحر أوقعت فيه 12 قيادي قتيلاً وأكثر من 83 مسلّح مصاباً، حيث كان يحضر الاجتماع لعملية التفاف على الجيش السوري من جهة القنيطرة، إلا أن الغارة أبطلت مفعول الهجوم قبل بدئه وعلى مرآى الجانب الإسرائيلي الذي كان يتجهّز "عسكرياً" لتقديم المساعدة لتلك الميليشيات في حال "الحاجة"، إلا أنه فوجئ بغارة لاتبعد عنه سوى أقل من 800م تستهدف الاجتماع بمن فيه، ولينتقل من "داعم عسكري" إلى "مُسعف طبّي" بسبب عشرات الإصابات والقتلى الذين تمكّنت منهم الغارة، بذات الوقت، كان سلاح الجو السوري وبناءً على معلومات "استخبارية" يشن غارة على "تل جبين" مستهدفاً فيها 8 أبنية تحوي مستودعات ذخيرة وغرفة عمليات للميليشيات المتطرفة حيث تمكن سلاح الجو من تدمير كافة الأهداف بدقة موقعاً ما لايقل عن 90 مسلّح بين قتيل وجريح، لتُطلق التنسيقيات بعدها نداءات استغاثة بسبب العدد الكبير من القتلى والجرحى الذين سقطوا في الغارة المذكورة بينهم مجموعة تطلق على نفسها "ثوار القصير".

العمل الأمني لم يقف على الغارات فقط، فمنذ يومين تقريباً استطاعات إحدى الوحدات الأمنية السورية، إيقاع "أبو محمد الفوراني" قائد ميليشيات جبهة النصرة في مخيم اليرموك، ومفتي الهيئة الشرعية "لم نستطع الحصول على اسمه"، قتلى على دوار فلسطين وسط مخيم اليرموك، الذي يشهد انشقاقات متتابعة من قبل "ميليشيات الحر" التي كانت تقاتل إلى جانب جبهة النصرة في الجنتوب السوري، قبل أن يدخل داعش على خط المواجهة منذ عدّة شهور، والتي كان آخرها أمس عندما قامت مجموعة بكامل عتادها وعديدها المكون من "75" مقاتل بالهروب عبر أحد السواتر التي تفصل المخيم عن أول حاجز تابع للجيش العربي السوري والدفاع الوطني، وتقوم بتسليم نفسها على دفعتين لعناصر الحاجز الذي قام بدوره بنقلهم إلى دمشق، وهذا الانشقاق يعتبر الثاني بعد انشقاق "لواء الأنفال" المقاتل إلى جانب النصرة سابقاً، حيث طلب "المنشقين" من الدولة السورية تسوية أوضاعهم وإلحاقهم بقوات الدفاع الوطني للقتال ضمن صفوفه في مخيم اليرموك والحجر الأسود، إضافة إلى ببيلا ويت سحم اللتان تشهدان احتجاجات شعبية تطالب بخروج جبهة النصرة منها ودخول قوات الجيش العربي السوري، حيث تعرضت مقرات تابعة لجبهة النصرة مساء أمس هجوماً عنيفاً من قبل ميليشيا "شام الرسول"، في محاولة منها لإخراج ميليشيا النصرة من المنطقة وتسليمها للجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني لاحقاً.

تزامناً مع ماسبق، سيطرت وحدات من الجيش العربي السوري من جهة، وقوات تابعة للمقاومة الإسلامية "حزب الله" من الجهة اللبنانية على تلال "خشع" المتاخمة لمدينة الزبداني، ما أربك جبهة النصرة التي تسيطر على المنطقة، خاصة وأن القوات المهاجمة تابعت بعد السيطرة على "خشع" مسيرها باتجاه "تلال الرادار" الاستراتيجية، والتي في حال تم السيطرة عليها يعني سقوط مدينة الزبداني كاملةّ نارياً، وهذا ما تخافه الميليشيات المنتشرة هناك، حيث تشكل الجرود هناك ممراً "آمناً" لها باتجاه لبنان، والتي كانت تستخدمها في إدخال السلاح والذخائر الذي تستخدمه في الهجوم على نقاط الجيش، إضافة إلى قربها من جرود القلمون التي تعتبر اليوم مسرح عمليات "ثلاثي" بين الجيشين السوري واللبناني إضافة إلى عناصر المقاومة الإسلامية الذين منعوا "داعش – النصرة" من دخول لبنان، أضف إلى ذلك العمليات "الاستئصالية" التي نفذها سلاح الجو السوري خلال الفترة الماضية ضد أوكار الميليشيات في الجرود، حيث لعب دور كبير في مساعدة حزب الله من الإمساك بالمنطقة بشكل أكبر خاصة من جهة "جرود رأس بعلبك" حيث ينتشر الجيش اللبناني مع قوات حزب الله، مع الإشار إلى قيام سلاح الجو أمس باستهداف مقار الميليشيات في القلمون مساءً دون ورود أنباء عن حجم الإصابات التي خلفتها الغارات.

من المؤكّد أن الدول التي ساهمت إلى حد كبير بصناعة تلك الميليشيات الإرهابية، بدأت اليوم وخاصة أميركا، باستشعار الأخطار القادمة من تلك الميليشيات المتطرفة، بل وشعرت أيضاً بـ"الغباء" عندما رأت ذلك الوحش يكبر أمام عيونها دون قدرتها على فعل شيء، سوى العودة إلى سوريا، فكلام «فورد» أول أمس في بيان له لقادة تلك الميليشيات يطالبهم فيه بمسح فكرة "تخلي" الرئيس السوري «بشار الأسد» عن الحكم، أو اشتراطه عليهم "الانضواء" تحت جناح الجيش السوري لقتال "التكفيريين"، إضافةً إلى عودة اللجان الأمنية الأوروبية التي باتت شبه معلنة للاجتماع مع القيادات الأمنية السورية والتنسيق معها، ماهو إلا اعتراف حقيقي بقدرة الجيش السوري "وحده" على إنهاء وجود هذا الخطر، إضافة إلى الاعتراف بقدرة الاستخبارات السورية على أن تكون هي كلمة الفصل في هذا الملف .. لكن ومن جانب آخر .. على الجميع أن يعترف أن نظرة سوريا تجاه "مستقبل الربيع العربي" كانت ثاقبة بشكل منفرد، وأنها استطاعت بحكم "الخبرة" من الماضي "فترة الثمانينات مع الإخوان"، استطاعت أن تجرّ "الوحش" إلى فخّها ومن ثم القضاء عليه "قضمة" بعد "قضمة" ...

عربي برس - ماهر خليل

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz